في مسعى يبدو أنه الاخير للاحتفاظ بالسلطة، وللتأكيد أن زمام الأمور لم يفلت منه بعد، أجرى الرئيس الاندونيسي عبدالرحمن وحيد تعديلاً وزارياً شمل وزير الأمن المعارض طروحاته في شأن حل البرلمان وإعلان حال الطوارئ. وجدد التحذير من احتمال تقسيم البلاد في حال أقيل من منصبه. جاكرتا - أ ف ب، رويترز - هدد الرئيس الاندونيسي عبدالرحمن وحيد المهدد بالاقالة، باتخاذ "تدابير حازمة"، مؤكداً أنه لن يستقيل. وأجرى تعديلاً وزارياً شمل ست حقائب بينها وزارة الامن، في "مسعى يائس إلى التشبث بالسلطة"، لكنه برر الاجراءات "بمحاولة لزيادة كفاية الحكومة". وقال وحيد الذي قد يُنحى عن الحكم في الأول من آب اغسطس المقبل، اثناء دورة خاصة لمجلس الشعب الاستشاري أعلى سلطة تشريعية في البلاد: "لن استقيل واذا تعرض وجود البلاد للخطر فلن أتردد في اتخاذ تدابير حازمة". وكان هدد الاسبوع الفائت باعلان حال الطوارىء، وهو تدبير يسمح له بحل البرلمان. لكن الجيش والوزراء الرئيسيين في حكومته أعلنوا معارضتهم مثل هذا الاجراء. وقال وحيد الذي يرى أن اجراء البرلمان مناف للدستور، إن الشعب انتخبه، وإنه لن يتراجع أمام مسعى البرلمانيين إلى إقالته. وأكد أن ست مناطق من الأرخبيل الشاسع ستعلن استقلالها في حال تنحيته. واضاف: "ليس لأنني لا أريد الاستقالة، بل لانني لا يسعني فعل ذلك"، بسبب هذا التهديد. وقال: "التحدي هو سلامة أراضي البلاد. وهناك الآن أناس كثر، بينهم مسؤولون، يعتقدون أن مشكلة سلامة البلاد أزمة صغيرة يمكن التغلب عليها. لكنني كرئيس منتخب لي ارائي الخاصة".وأعلن ايضاً استعداده لتسوية من دون إعطاء مزيد من الايضاحات، هو الذي يؤكد منذ أسابيع أن استمرار الاجراءات لإقالته قد يؤدي الى اضطرابات يقوم بها انصاره. وأقال وحيد أمس وزير الأمن سوسيلو بامبانغ يودويونو الذي يعارض اعلان الرئيس حال الطوارىء. وقال يودويونو، وهو جنرال متقاعد، وأحد وزيرين منوط بهما التنسيق بين الوزراء، ومكلف أيضاً بالشؤون السياسية، إن الرئيس وحيد عين مكانه وزير النقل الجنرال السابق أوغوم غوميلار. وأضاف: "علمت انه وحيد سيستبدل قائد الشرطة، لكنني لا أملك معلومات" عن احتمال تغيير قائد القوات المسلحة وغيره من الضباط. وعزل وحيد النائب العام مرزوقي دار عثمان، وعين مكانه وزير العدل بكر الدين لوبا. وكان وزير الدفاع محمد محفوظ، وهو مدني، أعلن قبل ذلك بقليل انه سيقدم استقالته في حال اعلن وحيد حال الطوارىء، معتبراً أنه ليس الرجل المناسب للقيام "بأعمال القمع". وكشف ان وحيد "سيجمد نشاط" رئيس الشرطة الجنرال بيمانتورو. وقال: "قابلني رئيس الشرطة لتوه ولسوء الحظ سيتم تجميد نشاطه. وسيقوم نائبه بعمله". لكن نواباً معارضين اعتبروا أن هذا الاجراء يدل إلى يأس وحيد، ويعجل في تنحيته. وقال ياسريل انانتا بهارالدين، احد نواب حزب غولكار، ثاني الأحزاب في البلاد، إن "هذا من شأنه أن يزيد في عدد أعدائه لوحيد ويعجل في سقوطه".