} قررت ميغاواتي سوكارنو بوتري نائبة الرئيس الاندونيسي عبد الرحمن وحيد رفض عرض قدمه اليها باقتسام السلطة على اساس منحها صلاحيات رئاسة مجلس الوزراء، في اطار تسوية كان يأمل ان تجنبه المساءلة امام البرلمان في ما يتعلق بفضيحتين ماليتين اتهم بالتورط فيهما. وتوقع معارضوه ان يلجأ الى اعلان حال الطوارىء لتعليق الدستور وتفادي المساءلة. جاكارتا - أ ب، أ ف ب - رفضت ميغاواتي سوكارنو بوتري نائبة الرئيس الاندونيسي عرضاً منه لتوليها رئاسة مجلس الوزراء في مقابل نيل تأييد حزبها لبقائه في سدة الرئاسة وتجنب مساءلته في البرلمان. وافاد مسؤولون في حزب ميغاواتي انها غادرت غاضبة اجتماعاً لمجلس الوزراء فور تقديم وحيد هذا العرض اليها. وبادر معاونون لها الى التحذير من ان وحيد هدد باعلان حال طوارىء في حال رفضها هذا العرض. لكن مصادر قصر الرئاسة سارعت الى نفي ذلك، مؤكدة ان لا سبب لاعلان الطوارىء ذلك ان انعكاسات ذلك سيكون ثمنها باهظاً، اجتماعياً وسياسياً بحسب ما اكد ناطق باسم وحيد. وكان الرئيس اعلن قبل الاجتماع انه مستعد للتوصل الى تسوية للخروج من الازمة مع البرلمان، لكنه رفض مجدداً فكرة التخلي عن بعض صلاحياته لنائبته. واضاف: "لن اتخلى عن بعض الصلاحيات الى نائبة الرئيس وسأحدد الخطوط العريضة لسياسة الحكومة". ويعقد البرلمان الاربعاء المقبل جلسة حاسمة، قد يقرر غالبية اعضائه خلالها الدعوة الى دورة خاصة في آب اغسطس لمجلس الشعب الاستشاري الذي يمكنه اقالة رئيس البلاد لتحل مكانه نائبته. واوضح وزير الاقتصاد الاندونيسي رضا الرملي ان العرض الذي قدمه وحيد يقضي بأن تترأس نائبته الحكومة فيما يبقى هو رئيساً للبلاد في ظل عرض لاقتسام السلطة لتفادي مساءلته. وقال وزير الامن سوسيلو بامبانغ للصحافيين ان الرئيس حذر خلال اجتماع مجلس الوزراء من وقوع اعمال عنف اذا مضى اعضاء البرلمان قدماً بالدعوة الى عقد جلسة استماع في قضية مساءلته الاسبوع المقبل. وكان وزير الامن يلمح بذلك الى انه لم يعد امام وحيد مخرج سوى اللجوء الى انصاره في الشارع لمواجهة الاجراءات التي سيتخذها المشترعون في اجتماعهم المقرر في 30 الشهر الجاري. وبحسب الدستور الاندونيسي، يستطيع وحيد حل البرلمان بعد اعلان حال الطوارىء، ما يسمح له ايضاً بالدعوة الى انتخابات عامة مبكرة. لكن كبار قادة القوات المسلحة الذين القوا بثقلهم الى جانب ميغاواتي حذروا وحيد علناً من انهم قد لا يتجاوبون معه في تعليق الدستور. وفي الوقت نفسه، وضعت قوات الشرطة الاندونيسية في اقليم شرق جاوا معقل مؤيدي وحيد في حال تأهب قصوى تحسباً لوقوع اعمال عنف قبل عقد جلسة البرلمان وهي خطوة يخشى كثيرون ان تؤدي الى تصعيد حدة التوتر السياسي في البلاد. وقال سوتانتو قائد الشرطة المحلية للصحافيين: "تحسباً لظروف لا نريد لها ان تحدث، قمنا ابتداء من اليوم امس بتطبيق اقصى درجات التأهب في شتى انحاء شرق جاوا". واضاف: "كان من المفترض بدء تطبيق الاجراءات في 27 الشهر الجاري لكن هناك احتمالاً كبيراً لحدوث تحركات حاشدة وفوضى خلال الايام المقبلة لذا قدمنا حال التأهب القصوى يومين". وكان انصار وحيد الذين يشكلون اكبر تجمع للقوى الاسلامية، تظاهروا مراراً في الفترة الاخيرة، وهددوا باضطرابات في جاكارتا اذا مضى البرلمان قدماً في مساءلته. وتدور الفضيحتان اللتان يواجههما وحيد، حول اختلاسات قام بها معاونوه وتصرفه بتبرع سخي من بروناي.