جاكارتا - أ ف ب - ازدادت الازمة الاندونيسية تفاقماً خلال نهاية الاسبوع بعدما هدد الرئيس عبدالرحمن وحيد الذي يواجه وضعاً ميؤساً منه، باعلان حال الطوارئ في البلاد لقطع الطريق على خصومه السياسيين الذين يريدون اقالته. وقد يكون الاسبوع المقبل حاسماً، وسيتميز يوم الاربعاء المقبل بجلسة استثنائية للبرلمان ستكون بمثابة آخر مرحلة تفصل رئيس الدولة عن صدور قرار باقالته من منصبه. ولكن يبدو ان وحيد الذي يزداد انعزالاً وتلقى تحذيراً من الجيش، عازم على لعب آخر اوراقه في محاولة لوقف عملية الاقالة، اياً كان الثمن. وفي الجهة المقابلة، فإن البرلمانيين مصممون على اتخاذ قرار الاربعاء، يقضي بالدعوة الى جلسة استثنائية للجمعية الاستشارية الشعبية، أعلى هيئة اشتراعية في البلاد، التي تتمتع بصلاحية اقالة الرئيس. وعقد هذه الجلسة يحتاج الى شهرين. غير ان احد النواب اكد ان الجلسة الاستثنائية قد تعقد في غضون الاسبوعين اللذين يليان الدعوة الى عقدها، اي منتصف حزيران يونيو المقبل. وعرض وحيد ما يسمى بتسوية اللحظة الاخيرة يوم الجمعة الماضي، وهي تقوم على نقل سلطات اضافية الى نائبة الرئيس ميغاواتي سوكارنوبوتري التي ستحل محل وحيد في حال تمت اقالته. ولكنه ضمن عرضه تهديداً باعلان حال الطوارئ في خلال 24 ساعة بحسبما افاد الحزب الذي ترأسه سوكارنوبوتري، مثيراً بذلك غضب الاحزاب. ويذكر ان اعلان حال الطوارئ يسمح للرئيس بحل البرلمان. وقال وحيد اول من امس، ان عرضه يسمح بتفادي الدعوة الى عقد جلسة استثنائية للبرلمان واعلان حال الطوارئ سواء بسواء. وجدد التأكيد ان اقالته ستتسبب بانفجار الوضع في الارخبيل الذي يعد 210 ملايين نسمة ويشكل حجر الزاوية في استقرار الاوضاع في منطقة جنوب شرق آسيا، لأن بعض المناطق، ومنها معقله شرق جاوا، ستطالب، على حد قوله، بالاستقلال. وأوضح ناطق باسم الرئيس امس، ان حال الطوارئ ستكون اقل خطراً على استقرار البلاد من عقد جلسة استثنائية للبرلمان. وقال: "اذا عقدت الجلسة الاستثنائية، فإن رد الفعل سيخرج عن السيطرة. ان اعلان حال الطوارئ بدعم من السلطات الامنية يقلل من نسبة الخطورة". وأضاف: "ليس من سبب لدى القوات المسلحة والجيش لرفض اعلان حال الطوارئ". وأعلن رئيس هيئة اركان الجيش الجنرال اندريارتونو سوتارتو على الملأ ان الجيش يعارض اعلان حال الطوارىء وحل البرلمان. الا انه لم يظهر في العاصمة اي مؤشر مميز الى حال توتر. ولكن رجال الصحافة والديبلوماسيين قلقون من خطر اندلاع اعمال عنف. واعتبرت صحيفة "ميديا اندونيسيا" امس ان البلاد "على شفير الهاوية في اليومين او الثلاثة المقبلة"، منددة بالشغف الاستثنائي بالسلطة لدى رجال السياسة. وهدد اكثر الانصار تعصباً للرئيس وحيد، والموجودين خصوصاً في شرق جاوا، ب"الموت" دفاعاً عنه. وتتمتع احزاب ومنظمات جماهيرية عدة بقواها الخاصة للدفاع الذاتي في هذا البلد المعروف تقليدياً بأعمال العنف في الشوارع. ويحفظ الاندونيسيون ذكرى العنف الذي رافق اعمال الشغب التي زرعت الفوضى في جاكارتا واسفرت عن مقتل اكثر من ألف شخص في ايار مايو 1998 اثناء سقوط الجنرال سوهارتو. ويذكر ان الرئيس وحيد، مسلم معتدل 60 عاماً، هو اول رئيس للبلاد ينتخب بصورة ديموقراطية. ويلاحقه البرلمان لدوره المحتمل في فضيحتين ماليتين.