القاهرة - "الحياة" - تلقى الرئيس المصري حسني مبارك امس رسالة شفوية من الرئيس السوداني عمر البشير تناولت الاوضاع في السودان نقلها وزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل. ويعقد المندوبون الدائمون لدى الجامعة العربية اجتماعاً طارئاً اليوم الخميس برئاسة اسماعيل لمناقشة تطورات الأوضاع في السودان في ظل هجوم من قوات "الحركة الشعبية لتحرير السودان" على مناطق في اقليم بحر الغزال في جنوب البلاد. في غضون ذلك، أف ب نقلت صحيفة "الاهرام ابدو" الاسبوعية المصرية عن البشير قوله ان هدف الولاياتالمتحدة هو تقسيم السودان. واضاف ان الادارة الاميركية الحالية "متهمة برعاية الحرب في السودان ودعم حركة التمرد عبر تزويدها المال والسلاح". وردا على سؤال عن الفرق بين ادارة الرئيس السابق بيل كلنتون وادارة الرئيس جورج بوش، قال ان "لا فرق بينمهما. فكلاهما يحاول تدمير السودان ... ولا يوجد اي مؤشر يدعنا الى الاعتقاد بان تغيرا ما سيطرأ في المستقبل القريب". وكان وزير الخارجية الاميركي كولن باول اعلن الشهر الماضي ان بلاده ستعين قريبا مسؤولا عن الملف السوداني، مشيرا الى انها تريد العمل مع "كل الاطراف المعنية بالنزاع". ومنحت واشنطن "التجمع الوطني الديموقراطي" السوداني المعارض مبلغ ثلاثة ملايين دولار مساعدات، الامر الذي اثار انتقادات حادة من حكومة الخرطوم. وكان اسماعيل زار القاهرة قبل أربعة أيام، ثم توجه الى ليبيا لحضور اجتماع لجنة المتابعة الوزارية، وعاد الى العاصمة المصرية أمس . ويلتقي اسماعيل اليوم رئيس الوزراء المصري الدكتور عاطف عبيد ووزير الصحة الدكتور اسماعيل سلام لطلب دعم مصري للمصابين في المواجهات. وقال اسماعيل في تصريحات صحافية عقب اجتماعه مع الرئيس المصري إنه أبلغ مبارك بأن الحكومة السودانية حريصة على إيجاد حل سلمي سياسي لقضية جنوب السودان من أجل تحقيق الوفاق في البلاد، واشار إلى أن مصر وليبيا قدمتا مبادرة لحل الوضع في الجنوب وإحلال السلام فيه. واشار الى أن قمة دول الهيئة الحكومية للتنمية في شرق افريقيا ايغاد التي عقدت اجتماعا في نيروبي في الثاني من حزيران يونيو الجاري بحثت موضوع السلام في جنوب السودان وان اقتراحا طرح امامها لوقف إطلاق النار. وتوقع أن يكون لمصر دور في الفترة المقبلة في دفع عملية السلام وتحقيق الوفاق. وقال اسماعيل "تطرقنا الى العلاقات الثنائية، وأن اللجنة العليا المشتركة ستنعقد في الخرطوم نهاية الشهر الجاري برئاسة رئيس الوزراء المصري والنائب الاول للرئيس السوداني". وأكد وزير الخارجية السوداني اهتمام بلاده بتحقيق التكامل مع مصر في المجالات كافة، وقال إن "هناك فرصة تاريخية لتحقيق التكامل والوحدة بين البلدين خصوصا أن القيادة السياسية في البلدين تعمل من اجل ذلك". ورداً على سؤال في شأن موقف المبادرة المصرية - الليبية أكد ان "الوضع يحتاج إلى وفاق بين الحكومة السودانية والمعارضة"، مشيراً الى أنه لا توجد أي مشاكل في شأن انعقاد اجتماعات المصالحة في القاهرة أو طرابلس، وان لا اعتراض من الخرطوم على أن يضيف الطرف الآخر ما يراه الى جدول اعمال اللقاء. واضاف: "نتوقع أن تخرج الاجتماعات التي ستعقد في القاهرة بموقف واضح لتنشيط المبادرة في نهاية الشهر الجاري". وصرح وزير الخارجية المصري السيد أحمد ماهر بأن وزير الخارجية السوداني قدم لمبارك عرضاً للاوضاع الحالية في بلاده والجهود التي تبذلها الحكومة السودانية من أجل التوصل الى تحقيق الوفاق الوطني، مشيراً إلى تأييد مصر لهذه الجهود. واوضح ماهر أن نظيره السوداني شرح لمبارك ما حدث خلال قمة نيروبي واسباب عدم نجاحها.