ابلغت القاهرةالخرطوم نتائج محادثات الرئيس المصري حسني مبارك مع الرئيس الاميركي بيل كلينتون الثلثاء الماضي التي تطرقت الى الاوضاع في السودان. وأعلن في الخرطوم ان الجانب المصري طلب مساهمة اميركية فاعلة في دعم الجهود المصرية لتحقيق السلام في السودان. وذكرت صحيفة "الرأي العام" السودانية امس ان وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى اجرى اتصالاً هاتفياً مع نظيره السوداني الدكتور مصطفى عثمان اطلعه خلاله على نتائج لقاء مبارك وكلينتون الذي تناول المسألة السودانية. واوضحت ان الجانب المصري طلب من الجانب الاميركي ضرورة ان تنظر واشنطن الى التطورات داخل السودان نظرة ايجابية، والمساهمة بفاعلية في دفع جهود مصر لتحقيق مصالحة بين الفرقاء السودانيين. وافادت ان واشنطن "تفهّمت وجة النظر المصرية". واضافت ان موسى واسماعيل تطرقا في محادثاتهما الى المساعي الجارية لتحقيق الوفاق السوداني في اطار المبادرة المصرية - الليبية، واتفقا على دخول المساعي في اجراءات عملية تمكن المبادرة من الانطلاق. الى ذلك امتدح الحزب الحاكم جهود مصر لاحلال الوفاق والسلام في السودان، وأشاد بمواقف الرئيس حسني مبارك، ورحّب حزب "المؤتمر الوطني" بالملتقى التمهيدي الذي دعت اليه القاهرة القوى السياسية السودانية واكد اهميته "لجمع ارادة وطنية تحقق مصالحة". وعرض اجتماع القطاع السياسي في الحزب الحاكم برئاسة نائب الرئيس السوداني علي عثمان محمد طه الافكار الاميركية لحل المشكلة السودانية، ورأى ان جهات عدة تسعى لايجاد دور اميركي في قضية السودان،. الى ذلك، يتوجه الرئيس السوداني عمر البشير الاحد المقبل الى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة في زيارة تستمر اسبوعاً. وعلم ان البشير سيلتقي على هامش اجتماعات الاممالمتحدة عدداً من زعماء الدول للبحث في القضايا والهموم المشتركة. وتبذل مساعٍ لتنظيم لقاء يجمع الرئيس السوداني مع مسؤولين اميركيين لمناقشة القضايا العالقة والملفات الخلافية بين البلدين. على صعيد آخر ابدت الحكومة السودانية استعدادها لمناقشة القوانين المقيدة للحريات التي تطالب المعارضة بإلغائها ودعت الى "حوار موضوعي في هذا الشأن". وكانت الخرطوم رفضت مطالب المعارضة تجميد قوانين ما افشل وساطة مدير منظمة الاممالمتحدة للملكية الفكرية الدكتور كامل الطيب ادريس. وقال وزير العدل علي محمد عثمان ياسين امس انه لا يرى مانعاً في مناقشة القوانين التي تطالب المعارضة بالغائها عبر الحوار. ووعد الوسيط السوداني بكشف وثائق مهمة تؤكد انه يملك تفويضاً من رموز معارضة لقيادة وساطة بين الحكومة ومعارضيها بعد ما تردد انه غير مفوض. من جهة اخرى نفت الحكومة السودانية وجود قوات صينية في السودان تقوم كما قالت صحيفة بريطانية بالدفاع عن المنشآت النفطية في البلاد ضد هجمات المتمردين. ونفت الصين من جهتها ايضاً صحة هذه الأنباء، ووصفت وزارة الخارجية الصينية هذا التقرير بأنه "سخيف تماماً وكُتب "للإساءة الى الصين".