} يبدأ الرئيس الاميركي جورج بوش اليوم، اول جولة له في اوروبا منذ توليه منصبه في كانون الثاني يناير الماضي. ويستهل بوش جولته في مدريد دلالة على الاهمية الخاصة التي يوليها للتعاون مع اسبانيا، كما ينتقل الى بروكسيل ثم الى بولندا حيث يلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اول قمة بينهما. واشنطن - رويترز - يحدد الرئيس الاميركي جورج بوش خلال الجولة التي يبدأها في اسبانيا وتشمل ايضاً بلجيكا والسويد وبولندا وسلوفينيا، الخطوط العريضة لتعزيز الابحاث في ما يتعلق بارتفاع درجة حرارة الارض على امل نزع فتيل انتقادات يمكن ان تفسد جولته الاوروبية. وصرح مسؤول رفيع في البيت الابيض بان بوش لن يعلن اي التزامات في شأن خفض انبعاث الغازات التي يعتقد انها تسبب ارتفاع درجة حرارة الارض وانه سيكتفي بتوضيح اعتزامه محاولة ذلك. واضافة الى خلافاتهم مع الولاياتالمتحدة بشأن سياستها حيال التغيرات المناخية، اعرب الزعماء الاوروبيون الذين سيلتقي بهم بوش خلال قمة البلدان الاوروبية وسلوفينيا في غوتنبرغ السويدية، وبينهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عن قلقهم ايضاً بشأن خطة بوش لبناء نظام دفاع صاروخي وتجاهل معاهدة الصواريخ المضادة للصواريخ ذاتية الدفع المبرمة عام 1972، خشية ان يثير ذلك سباق تسلح جديد. وكان الزعماء الاوروبيون اعربوا عن استيائهم لرفض بوش معاهدة كيوتو المبرمة عام 1997 والتي تلزم الدول الصناعية بخفض انبعاث ثاني اكسيد الكربون والغازات الاخرى التي ينحي علماء كثيرون باللائمة عليها في ارتفاع درجة حرارة الارض. وقال مسؤولون اميركيون ان بوش "سيحدد الخطوط العريضة لبعض الالتزامات وبعض الخطوات التي تستعد الولاياتالمتحدة لاتخاذها لتحقيق تقدم في الابحاث وتحقيق تقدم في تطوير تكنولوجيا، للمساعدة في معالجة بعض من تلك القضايا". وكان بوش رفض بروتوكول كيوتو بوصفه تهديداً للاقتصاد الاميركي وغير منصف لأنه لا يشترط خفض انبعاث الغازات المسببة لارتفاع حرارة الارض في الدول النامية مثل الصين والهند. ودفعت تصريحاته تلك، الاتحاد الاوروبي الى دعوة بقية العالم الى التصديق على المعاهدة من دون الولاياتالمتحدة، على رغم تردد كثيرين من حلفاء واشنطن ومن بينهم كندا واليابان في المضي قدماً من دون اكبر ملوث في العالم. وقال بوش انه ما زال غير مقتنع بان غازات ما يعرف بظاهرة البيوت الزجاجية مثل ثاني اكسيد الكربون هى المسؤولة عن ارتفاع درجة حرارة الارض. وسبقت وصول الرئيس الاميركي الى اسبانيا تظاهرة شارك فيها ما بين ثلاثة آلاف وأربعة آلاف شخص في وسط مدريد اول من امس، احتجاجاً على الزيارة. وسار المتظاهرون في شوارع وسط العاصمة من ساحة بلازا دسبانيا الى ساحة بيورتا ديل سول، حاملين لافتات كتب عليها: "لا لبوش" و"بوش راعي بقر" و"لا للعولمة، نعم للبيئة". ولم يتخلل التظاهرة التي نظمتها حركة ايزكويردا يونيدا القريبة من الشيوعيين اضافة الى الكثير من المنظمات اليسارية المناهضة للعولمة او المدافعة عن البيئة، اي حادث يذكر. الامن العالمي وبوتين وبعد محطته الاولى في مدريد، سيسعى بوش الى ان يبدو مقنعاً حول موضوع الدرع الصاروخية في قمة الحلف الاطلسي غداً في بروكسيل حيث ستسنح له الفرصة لتأكيد دعمه للسياسة الدفاعية والامنية الاوروبية شرط الا تكون على حساب الحلف الاطلسي. كما سيحاول ان يكون مقنعاً في مسألة الابقاء على الوجود الاميركي في منطقة البلقان. ويمكن ان يشكل هذا الملف موضوع الخلاف الرئيس في المحادثات التي سيجريها الخميس في غوتنبرغ مع الدول ال15 الاعضاء في الاتحاد الاوروبي قبل ان يتوجه في اليوم التالي الى وارسو لعقد لقاء حددت مدته بساعتين مع بوتين في ليوبليانا السبت المقبل. واكدت مستشارة شؤون الامن القومي في البيت الابيض كوندوليزا رايس ان بوش سيسعى مع بوتين الى "توضيح نظرته حول الامن في القرن الحادي والعشرين ورغبته في اقامة علاقات ايجابية وبناءة مع روسيا في المستقبل". وحتى الآن، لم تنجح واشنطن في اقناع موسكو بالتخلي عن معارضتها لمشروع الدرع الاميركية المضادة للصواريخ. الا ان رايس عبرت عن ارتياحها لوضع العلاقات مع اوروبا.