سعى العالم على مدى العقود الأخيرة، إلى التوصل لاتفاق من أجل حماية كوكب الأرض من المشاكل المناخية، والتي كان أخرها قمة باريس المقامة حالياً. ونشرت صحيفة «الإندبندنت» أبرز المحطات التي حاول فيها قادة العالم الوصول إلى اتفاق طيلة 30 عاماً. مونتريال 1987: اقرار بروتوكول مونتريال في شأن المواد المستنفدة لطبقة الأوزون، وتحديد القطاعات الصناعية المستخدمة لها، وجدول زمني للتخلص منها. لندن 1990: أصدرت اللجنة الدولية المعنية بتغير المناخ التي تم تشكيلها في نيويورك 1988، التقييم العلمي الأول لتغير المناخ وارتفاع مستويات الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي نتيجة النشاط البشري، ما أدى إلى ارتفاع درجة حرارة سطح الأرض. ريو دي جانيرو 1992: اتفاق الأممالمتحدة في شأن تغير المناخ، وهي المعاهدة الدولية الأولى للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة من دون تحديد أهداف ملزمة لتخفيض الانبعاثات. كيوتو 1997: اقرار بروتوكول كيوتو الذي سعى إلى الزام الدول الصناعية الكبرى الحد من الانبعاثات، اكمالاً لاتفاق ريو الإطاري 1992، لكن الولاياتالمتحدة لم توقع الاتفاق بحجة أنه لا يشمل دول صناعية كبرى مثل الصين والهند، ولأنه يضر اقتصادها. موسكو 2004: وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على بروتوكول كيوتو 1997، لتصبح أكثر من 55 في المئة من الدول المسببة للانبعاثات العالمية تدعم الاتفاق. أوسلو 2007: نال نائب الرئيس الأميركي السابق والناشط البيئي آل غور واللجنة الدولية المعنية بتغير المناخ جائزة نوبل للسلام، لجهودهما في زيادة الوعي البيئي حول ظاهرة الاحتباس الحراري. كوبنهاغن 2009: لم تفلح القمة في التوصل إلى اتفاق بديل لاتفاق كيوتو الذي ينتهي العام 2012، على رغم أنها كانت أكبر قمة جمعت رؤساء الدول والحكومات في تاريخ الأممالمتحدة، ولم يسفر المؤتمر إلا عن اتفاق غير ملزم تم التوصل إليه في إطار عدد محدود من الدول، ولم يحظ بإجماع الدول ال 193 المشاركة. وكانت العقبة الأهم في القمة هي مطالبة الولاياتالمتحدة الدول ذات الاقتصاد الصاعد لاسيما الصين بقبول خفض ملموس قابل للقياس لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون، لكن بكين إلى جانب ممثلي دول مجموعة ال77 الأكثر فقراً، عارضت هذا الطلب معارضة شديدة. علاوة على ذلك، انتقدت الدول النامية عجز الولاياتالمتحدة عن الوفاء بما وعدت به في كيوتو 1997، الذي تولت إدارة الرئيس كلينتون في حينها صياغة البروتوكول الرسمي الصادر عنه، لكنها لم تقدمه مطلقًا للكونغرس للتصديق عليه. ديربان 2011: حقق المؤتمر تقدماً في أجندة التغير المناخي، إذ اتفقت جميع دول العالم المشاركة على تبني اتفاق قانوني عام في شأن مكافحة تغير المناخ بحلول العام 2015، وأقرت أيضاً بضرورة مضاعفة الجهود للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة، ومساعدة البلدان النامية على التكيف مع الاثار الحتمية للتغير المناخي. ستوكهولم 2013: رجحت اللجنة الدولية المعنية بتغير المناخ أن التأثير البشري هو السبب الرئيس لارتفاع درجات حرارة الأرض منذ منتصف القرن العشرين. باريس 2015: أكثر من 190 حكومة تلتقي في العاصمة الفرنسية للتوصل إلى اتفاق عالمي من أجل السيطرة على انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. وتأتي قمة باريس في ظل ظروف صعبة تمر بها فرنسا وأوروبا عموماً بعد الاعتداءات الارهابية التي استهدفت العاصمة الفرنسية، ويشارك في القمة حوالى 150 من قادة العالم، بينهم الرؤساء الأميركي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جينبينغ ورئيس الوزراء الهندي نارندرا مودي. وتستمر القمة التي تُنظم في لوبورجيه شمال باريس حتى 11 كانون الأول (ديسمبر) الجاري، وتُعتبر أضخم مؤتمر في تاريخ محادثات المناخ، إذ يُتوقع أن يحضر يومياً حوالى 40 ألف شخص، بينهم 10 آلاف مندوب و14 الف ممثل للمجتمع المدني، وثلاثة آلاف صحافي معتمد.