وجهت الإدارة المدنية التي نصبتها موسكو في غروزني اتهامات خطرة الى القوات الروسية، وذكرت ان الوحدات الروسية قتلت ثلاثة مدنيين في سوق العاصمة، فيما اكتشف قبو كان الروس يحتجزون فيه عشرات المدنيين بعد تعذيبهم. وردت موسكو باتهام انصار الرئيس أصلان مسخادوف بأنهم القيمون على "عمليات الإرهاب" ضد السكان. وأشار بيان أصدره المجلس البلدي لغروزني برئاسة بيسلان غانتميروف الذي قاتل الى جانب القوات الروسية، الى أن الوحدات الروسية نظمت عملية "تمشيط" لسوق المدينة وجرى نهب ممتلكات الباعة وإطلاق النيران عليهم. وفرض حصار على السوق لمنع ممثلي الإدارة من الوصول اليها والاطلاع على ما يجري. وتظاهرت مئات النساء قرب السوق للمطالبة بالاقتصاص من القتلة. وتدخل رجال الشرطة الشيشانيون لمنع مزيد من الاضطرابات. وقدم مكتب سيرغي ياسترجيمبسكي مساعد الرئيس الروسي للشؤون الشيشانية روايته للحادث. وذكر ان القتلى الثلاثة كانت لهم صلة بتجارة المخدرات وأنهم قتلوا اثناء تصفية حسابات بين عصابات المافيا. ولكن الإدارة المدنية التي أخذت ترفع صوتها معربة عن استيائها، ذكرت ان حادث السوق ليس الوحيد من نوعه. وكشفت ان النيابة العامة تبلغت وجود 18 مدنياً معتقلاً في قبو مبنى ترابط فيه وحدات اللواء - 22 لقوى الأمن الداخلي الروسية. وقالت الإدارة المدنية ان آثار التعذيب كانت بادية على المعتقلين الذين كان ذووهم يبحثون عنهم من دون جدوى منذ احتجازهم. ومن جانبها، أعلنت موسكو ان أنصار مسخادوف يقومون بعمليات ضد المدنيين الذين يرفضون تأييدهم. وأكد مكتب ياسترجيبمسكي ان سبعة من سكان بلدة كيروف يورت قتلوا غداة اجتماع عقده وجهاء البلدة وأعلنوا فيه انهم لن يدعموا المقاومة. ولم يقدم ياسترجيمبسكي اي أدلة تؤيد اتهام المقاومة الشيشانية، إلا أن "صوت القوقاز" وهو موقع للشيشانيين على الإنترنت، كان اعترف بعمليات تصفية ضد من وصفهم ب"المتعاونين". وذكرت صحيفة "انباء موسكو" ان لديها شريط فيديو عن عمليات انتقامية قامت بها القوات الروسية بعد تعرض وحداتها لإطلاق نار. وأكدت الصحيفة ان منسوبي القوات الروسية كانوا يردون بقتل مدنيين وبينهم شيوخ فوق السبعين ونساء حوامل وشبان مرضى. ولكن الصحيفة أشارت أيضاً الى حوادث قتل المواطنين الروس المدنيين من سكان غروزني والمدن الأخرى وذلك ضمن دوامة العنف المتبادل في الشيشان.