} تحدثت أنباء عن مقتل سلمان رادويف أحد أشهر القادة الميدانيين الشيشان وصهر الرئيس الراحل جوهر دودايف. ورفعت موسكو دعوى جنائية ضد الرئيس الشيشاني أصلان مسخادوف. وفي حادث قد يكون بداية انطلاق "انتفاضة" في مناطق سيطرة الروس شمال الجمهورية، جرى اشتباك بين رجال الشرطة والسكان، اسفر عن سقوط قتلى وجرحى. قال مصدر في القيادة العسكرية الروسية في شمال القوقاز لوكالة "ايتار - تاس" الروسية، إن القائد الميداني المعروف سلمان رادويف صهر الرئيس الشيشاني الراحل جوهر دودايف، قتل أمس الجمعة في منطقة نوجاي يورت إلى الجنوب الشرقي من غروزني. ولم يعط مزيداً من التفاصيل. على صعيد آخر، أعلنت "إدارة شمال القوقاز" في النيابة العامة الروسية، ان دعوى جنائية اقيمت على اصلان مسخادوف بتهمة "العصيان المسلح". وبهذا القرار قطعت موسكو "شعرة معاوية" مع الرئيس الشيشاني الذي اطلق الخميس الماضي تهديدات عنيفة ضدها. في غضون ذلك، ذكر المركز الاعلامي لوزارة الداخلية الروسية ان سكان قرية ستاروشدرينسكايا في قضاء شيلكوفسكوي الشمالي، هاجموا رجال الشرطة الذين اعتقلوا خمسة من شبان القرية للاشتباه بأنهم حملوا السلاح ضد القوات الروسية. وأكدت وزارة الداخلية ان رجال الشرطة اطلقوا عيارات نارية في الهواء وان "عبوة مجهولة المنشأ" انفجرت بين السكان وأدت الى مقتل احدهم وجرح أربعة، فيما لم يصب أي من رجال الشرطة. ولفت المراقبون الى ان الحادث وقع في منطقة شمالية كانت القوات الروسية أعلنت "تحريرها" منذ بداية الحرب واكدت استتباب الأمن فيها. وحذر مسؤولون روس من احتمال وقوع حوادث مماثلة في سائر المدن الشيشانية، عشية الذكرى السنوية للتهجير القسري للشعب الشيشاني في 23 شباط فبراير عام 1944. وذكر مساعد رئيس الدولة الروسي سيرغي ياسترجيمبسكي ان الاجهزة الخاصة سجلت مكالمات هاتفية اجراها الرئيس الشيشاني اصلان مسخادوف مع عدد من القادة الميدانيين ودعا فيها الى "إنزال الضربة الحاسمة والأخيرة" بالقوات الروسية. واكد ياسترجيمبسكي ان مسخادوف طالب ب"ضربهم الروس وسحقهم". واعتبر وزير الدفاع ايغور سيرغييف هذا النداء مبرراً ل"إعلان مسخادوف شخصاً خارجاً على القانون ... وواحداً من قطاع الطرق". ورأى محللون ان موسكو تريد ان "تنزع الشرعية" رسمياً عن مسخادوف تمهيداً لتنصيب هياكل سلطة مدنية لتحكم بدلاً من القيادات العسكرية والأمنية التي أثارت تصرفاتها حملة استياء واسعة في العالم، بعدما اخذت تكشف حقائق عديدة عن الاعتقال العشوائي وتعذيب المحتجزين واطلاق النار على المدنيين. وبسبب الضغوط الدولية اضطر الرئيس بالوكالة فلاديمير بوتين الى تعيين ممثل خاص له في الشيشان مهمته "ضمان حقوق وحريات الانسان والمواطن" هناك. وكلف هذه المهمة فلاديمير كالامانوف الذي أعفي امس من منصبه كرئيس لهيئة وزارة الهجرة الروسية. وكالامانوف آشوري الأصل ويعد من الخبراء المعروفين في العلاقات القومية، إلا انه يصنف في بطانة الموالين للكرملين ولا يتوقع ان يبدي "حماسة" كبيرة في تنفيذ مهمته الصعبة. وميدانياً، أعلنت القيادة العسكرية ان قواتها صدت هجوماً شيشانياً على بلدة الستانجي في وادي فيدينو وقتلت 50 مسلحاً. وأضافت ان الشيشانيين يقيمون تحصينات دفاعية ويلغمون الطرق في المناطق الجبلية التي يقدر عدد المدافعين عنها بما يراوح بين 6 و 8 آلاف عنصر. واكدت موسكو ان الروس "يصفون تدريجياً بؤر المقاومة" في الجنوب. وفي الوقت ذاته تواصل قوات الأمن الداخلي الروسية محاصرة غروزني التي منع الدخول اليها والخروج منها لفترة تمتد حتى مطلع الشهر القادم. واعترف النائب الأول لرئيس هيئة الاركان العامة فاليري مانيلوف بأن الوضع في العاصمة "معقد"، وقال ان 300 الي 400 مسلح يقومون بهجمات مستمرة ويطلقون النار. وأضاف ان القوات الروسية "تواجه صعوبات" في محاولتها تصفية بؤر المقاومة. ومن جانبه، ذكر نائب رئيس الوزراء وزير الطوارئ الروسي سيرغي شويغو الذي زار المدينة امس، ان أوضاعها "اسوأ" مما بعد الحرب الأولى ودعا الى تعمير ما يمكن تعميره فيها. ودعا شويغو الى ترحيل الراغبين في مغادرة غروزني الى مناطق في عمق روسيا. ومعروف ان القادة الشيشانيين كانوا تحدثوا عن مخططات روسية ل"تفريغ" الجمهورية من السكان الاصليين وتوطين روس فيها.