اعترفت موسكو بسقوط عشرات القتلى والجرحى في معركة كبرى مستمرة منذ ثلاثة أيام في الشيشان، وذكر الناطق باسم الكرملين سيرغي ياسترجيمبسكي ان "المرتزقة العرب" شكلوا "نواة" الوحدات المقاتلة فيما هدد متحدث عسكري روسي بقصف مقر الرئيس الشيشاني اصلان مسخادوف. وفرضت موسكو تعتيماً إعلامياً على المعركة التي بدأت الاثنين قرب بلدة سيرجين يورت إلا أنها اضطرت الى كشف معلومات عنها بعدما أعلن الشيشانيون ان القتال أسفر عن مصرع 32 جندياً وضابطاً روسياً مقابل خمسة قتلى في الجانب الشيشاني. وأصدر ناطق باسم القيادة العسكرية الفيديرالية بياناً ذكر فيه أن معارك استمرت 12 ساعة أسفرت عن سقوط جرحى ونفى وجود قتلى روس. إلا ان ياسترجيمبسكي اعترف لاحقاً بأن القوات الفيديرالية فقدت 12 قتيلاً و16 جريحاً. وقال ان حوالى 80 مسلحاً شيشانياً قتلوا وتوقع زيادة في عدد القتلى في المعركة التي تشارك فيها وحدات من المظليين والقوات الخاصة وتستخدم فيها المدفعية والطائرات على نطاق واسع. وأشار المسؤول الروسي الى أن المعارك بدأت بعد ظهر الاثنين عندما اكتشفت قاعدة كبيرة للمقاتلين كان فيها حوالى 200 مسلح قال ان غالبيتهم من العرب. وذكر الجنرال فيكتور كازانتسيف ممثل رئيس الدولة، جنوبروسيا قائد قوات القوقاز سابقاً انه فُرض حصار على المنطقة وأن "عمليات إبادة" المسلحين بدأت، وتوقع ان يكون بين القتلى واحد من أبرز القادة الميدانيين. وكانت اذاعات روسية ذكرت ان القوات الفيديرالية تواجه وحدات "يقودها خطاب" العربي الأصل. وفي السياق ذاته أشار فلاديمير بوكوفيكوف نائب القائد العام للقوات الفيديرالية في الشيشان الى ان قصفاً مركزاً سيبدأ على موقع اصلان مسخادوف فور اكتشافه. وللمرة الأولى يعلن الجيش الروسي صراحة انه تلقى أمراً بتصفية الرئيس الشيشاني الذي كانت موسكو اتهمته بتنظيم "عصيان مسلح". وشدد بوكوفيكوف على ان مسخادوف "لا يغادر الكهوف" خوفاً من القوات الفيديرالية وأنه "يحلم" باستعادة غروزني وغوديرميس وأكد ان "ذلك لن يحصل أبداً". ويرى المراقبون ان المعارك الأخيرة قد تصبح عاملاً آخر يؤثر في قرارات الجمعية البرلمانية للمجلس الأوروبي المجتمعة في ستراسبورغ وتناقش الملف الشيشاني وانتهاكات حقوق الانسان.