عشية ابتداء السنة الثانية للحرب القوقازية، عقدت القيادات الشيشانية اجتماعاً طارئاً في موقع جبلي وأعلن الرئيس اصلان مسخادوف ان المقاومة سوف تتصاعد، لكنه أكد ان موسكو "اقتنعت باستحالة الحل العسكري"، وتوقع ان تبدأ المفاوضات معه قبل حلول الشتاء. لكن ناطقاً باسم الكرملين اشار الى ان "الاستسلام هو الموضوع الوحيد للتفاوض". وبثت الاذاعة السرية للمقاومة بلاغاً عن اجتماع عقد في مكان قريب من بلدة نوجاي يورت الجبلية في جنوب الشيشان. واكدت الاذاعة في صورة خاصة على مشاركة محمد خامبييف وايدامار امبالايف وتوربال علي اتغيرييف الذين يقودون وزارات الدفاع والداخلية والأمن. وكان الحاكم المدني المعين من موسكو احمد قادروف ذكر ان الثلاثة أعلنوا وقف مشاركتهم في الحرب وبدأوا مفاوضات معه. ونفى الرئيس الشيشاني وسائر القادة وجود خلافات بينهم، واكد مسخادوف ضرورة "استغلال موسم الصيف الى أقصى حد ... وعدم اعطاء الخصم فرصة لالتقاط الأنفاس". ونفى ما كان ذكره قائد قوات المظليين الروسية غيورغي شباك عن إصابة مسخادوف بجروح خطيرة. من جهة اخرى أشار الرئيس الشيشاني الى ان السلطات الروسية "اقتنعت أخيراً باستحالة الحل العسكري" بعدما لمست ان الحرب التي بدأت في مطلع آب اغسطس من العام الماضي قد وصلت الى طريق مسدود. وتوقع ان تبدأ موسكو مفاوضات معه في الخريف عارضة صيغاً عدة لإنهاء الحرب وإقامة "علاقات طبيعية" بين روسيا والشيشان. ولم يتلكأ الكرملين في الرد اذ ان الناطق الرسمي سيرغي ياسترجيمبسكي اعتبر تصريح مسخادوف "خداعاً ومحاولة لتصوير الحلم كأنه واقع"، وزاد ان موقف موسكو لم يتغير وهو يتلخص في عبارة "لا مفاوضات إلا على الاستسلام". ولفتت الانتباه فقرة في البلاغ الصادر عن الكرملين تشير الى ان مسخادوف "يخاف الانخراط في التسوية السياسية" بسبب ضغط القادة الميدانيين الراديكاليين. وليس واضحاً ما إذا كانت موسكو تريد فعلاً بدء مثل هذه التسوية. وتجدر الإشارة الى ان ممثل رئيس الدولة في جنوبروسيا فيكتور كازانتسيف كان أعلن وجود "اتصالات" مع مسخادوف يجريها أحمد قادروف وأنصاره. وتخشى موسكو من شروع الشيشانيين في تنفيذ سلسلة عمليات في مختلف نتحاد الجمهورية لمناسبة "يوم التحرير" الذي يحل في السادس من الشهر الجاري، ويحتفل خلاله الشيشانيون بالذكرى الرابعة لاستعادة العاصمة غروزني خلال الحرب الأولى. واكد ياسترجيمبسكي امس ان هناك معلومات عن "استعدادات لمهاجمة غروزني"، وتوقع ان يؤدي الهجوم على المدينة الى سقوط عدد كبير من الضحايا بين المدنيين الذين عادوا اليها. واعترفت القيادة العسكرية الروسية بأن "الوضع تعقد أكثر من السابق"، وذكرت انها رصدت حشوداً ضخمة للشيشانيين قرب المناطق الحدودية. وأشارت الى وجود قرابة ألف مسلح في الأقضية المجاورة لداغستان واحتشاد آلاف قرب انغوشيتيا وجمهورية جورجيا. واكدت مصادر شيشانية تحدثت الى موقع "صوت القوقاز" على الانترنت ان عمليات واسعة النطاق بدأت في مختلف انحاء الجمهورية وشملت غروزني وارغون ومدناً اخرى.