أعلنت موسكو "انتهاء" العمليات العسكرية في الشيشان وإقرار خطة للتسوية السياسية وتعيين رئيس للحكومة في الجمهورية الشيشانية. لكنها أصرت على مواصلة العمليات لرصد وتصفية الرئيس أصلان مسخادوف وقادة ميدانيين، فيما اعترف محافظ غروزني بيسلان غانتميروف بأنه يمارس "إرهاباً ضد الإرهاب" ويقتل رجال المقاومة من دون محاكمة. وشهدت موسكو اجتماعات مهمة حيث التقى الرئيس فلاديمير بوتين قادة القوات المسلحة. ثم اجتمع الى المسؤولين عن الملف الشيشاني. ووقع على الأثر مرسوماً بشأن "هيئات السلطة التنفيذية" في الشيشان. ونص المرسوم على استحداث "إدارة دائمة" يكون رئيسها أعلى مسؤول في الجمهورية. ويتولى نائبه رئاسة الحكومة. وعين احمد قادروف رئيساً وأسندت رئاسة الوزراء الى الروسي ستانيسلاف ايلياسوف 48 سنة الذي كان تولى وظيفة مماثلة في مقاطعة ستافروبول الجنوبية. وفي مؤتمر صحافي، أكد قادروف أن بوتين وافق على خطة أعدها قادروف للتسوية السياسية وهي تنص على تشكيل هيئة استشارية عليا من الوجهاء ورجال الدين تكلف بإعداد دستور الجمهورية ولوائح تشريعية تصبح أساساً لإجراء انتخابات. وشدد قادروف على أن الرئيس الروسي وافق على طلبه تقليص عدد القوات المسلحة في الأراضي الشيشانية. وأصدرت هيئة الأركان العامة بياناً أعلنت فيه أن الأسلحة الثقيلة "سحبت أو تتهيأ للانسحاب، وسيبدأ في وقت لاحق، سحب الوحدات تباعاً باستثناء الفرقة الآلية 42 التي سترابط في صورة دائمة. ومن جانبه، أشار مساعد رئيس الدولة للشؤون الشيشانية سيرغي ياسترجيمبسكي الى أن "الجزء العسكري انتهى". وقال إن المجموعات الكبيرة والمتوسطة من المقاومة، تمت تصفيتها وقتل 50 قائداً ميدانياً برتبة عميد. وتوقع أن يصدر في غضون أسبوع مرسوم رئاسي تحول بموجبه قيادة العمليات من وزارة الدفاع الى وزارة الداخلية أو وزارة الأمن، للقيام بعمليات خاصة هدفها "حل مشكلة" مسخادوف وشامل باسايف وخطاب، وذلك في تأكيد على نية موسكو قتل القادة الثلاثة. ولاحظ المراقبون أن هذه الإجراءات اتخذت بعد جولات قامت بها بعثات أوروبية لتقصي الحقائق والتي يتحدد في ضوء تقاريرها مصير عضوية روسيا في الجمعية البرلمانية للمجلس الأوروبي. وطلب ياسترجيمبسكي من المجلس الأوروبي "الانتباه الى عناصر التسوية السياسية" الواردة في الخطة المقترحة والإقرار بأن موسكو "استجابت" لمطالب الأوروبيين في هذا الشأن. لكن المسؤولين الروس تحدثوا مجدداً عن "تصفية" جسدية لمسخادوف، إضافة الى أنهم يتوقعون "تصفيته قانونياً" بعد أسبوع، حينما ينتهي تفويضه الدستوري كرئيس منتخب في 26 الشهر الجاري. وإذا كانت موسكو حاولت إضفاء صبغة "شرعية" على خططها ونياتها، فإن أقوى حلفائها في الشيشان، محافظ غروزني بيسلان غانتميروف كان صريحاً للغاية في حديثه الى صحيفة "ازفستيا" وذكر ان رجاله يقومون برصد وقتل رجال المقاومة. ورداً على سؤال عما إذا كان ذلك يتم من دون محاكمة؟ قال: "وما العمل، أنا لا أريد إضاعة الوقت ... ويجب علينا ان نرد على الإرهاب الأخضر الإسلامي بإرهاب، مجرد ارهاب".