} قالت إحصاءات صادرة عن وزارة السياحة والآثار إن عدد السياح الذين زاروا الأردن خلال الشهور الأربعة الأولى من السنة الجارية ناهز 399 ألف سائح، مقابل نحو 235 ألفا في الفترة نفسها من العام الماضي. ومن بين هؤلاء السياح الذين قدموا لزيارة الأردن من جميع أنحاء العالم، بلغ عدد السياح العرب نحو 207 آلاف سائح معظمهم من منطقة الخليج العربي أي ما يزيد على نصف العدد الإجمالي للسياح. أما العدد الإجمالي للسياح خلال شهري كانون الثاني وشباط يناير وفبراير الماضيين فناهز 160 ألف سائح. تشير الأرقام الإجمالية لعدد السياح القادمين إلى الأردن خلال الشهور الأربعة الأخيرة إلى أن هناك تراجعا في حركة السياحة إلى الأردن نسبته ثمانية في المئة، مقارنة بعددهم في الفترة نفسها من العام الماضي. ويأتي هذا التراجع في أعداد السياح نتيجة منطقية لعدم الاستقرار الذي تشهده المنطقة، بخاصة ما يتعلق منها بالانتفاضة الفلسطينية المستمرة منذ أواخر شهر أيلول سبتمبر من العام الماضي، وهو العام الذي علق الأردن عليه آمالا كبيرة باعتباره عام ختام الألفية الثانية، إذ توقعت وزارة السياحة أن تحقق المملكة الهاشمية عوائد مالية من قطاع السياحة لا تقل عن بليون دولار، وأن تتقاسم المكاسب مع كل من فلسطين ومصر وإسرائيل. وكان الأردن أقام حملته الترويجية للعام 2000 باعتباره جزءاً من الأراضي المقدسة. غير أن اندلاع انتفاضة الأقصى في فلسطين في الأيام الأخيرة من شهر أيلول الماضي أثّر في صورة سالبة على النتيجة النهائية للعام، الذي كان بدأ بداية مبشِّرة. إذ أشارت إحصاءات وزارة السياحة والآثار إلى أن عدد السياح الذين زاروا الأردن في الربع الأخير من العام الماضي ناهز 250 ألف سائح فقط، أي 18 في المئة من مجموع عدد السياح الذين زاروا الأردن في العام كله. ومع اندلاع انتفاضة الأقصى قبل نحو ثمانية اشهر بدأت أعداد كبيرة من السياح والمجموعات السياحية إلغاء حجوزاتها في الفنادق الأردنية، وتراجعت أعداد القادمين إلى المملكة الهاشمية في صورة ملحوظة. وفاقم ذلك التطور، النداءات التي وجهتها الولاياتالمتحدة إلى رعاياها تحذرهم فيها من زيارة المنطقة باعتبارها منطقة مواجهات خطرة. وأشارت إحصاءات وزارة السياحة إلى أن عدد السياح الأميركيين الذين زاروا الأردن خلال أول شهرين من السنة الجارية انخفض بما نسبته 32 في المئة عما كان عليه في الفترة نفسها من العام الماضي، في حين انخفضت نسبة السياح القادمين من إسرائيل بنحو 10 في المئة. ومعروف أن النسبة الساحقة من السياح الإسرائيليين الذين يزورون الأردن هم في الواقع من الفلسطينيين الذين بقوا في بلادهم بعد العام 1948، وحملوا الجنسية الإسرائيلية، وهؤلاء تدفقوا على الأردن بعد توقيعه اتفاقية وادي عربة للسلام مع إسرائيل عام 1994، لزيارة أقاربهم الذين كانوا نزحوا إلى الأردن قبل ثلاثة وخمسين عاماً، ثم حملوا الجنسية الأردنية واصبحوا مواطنين أردنيين. وشرع الأردن مع بداية السنة الجارية في تنفيذ خطة للترويج السياحي لتلافي مزيد من الضرر في هذا القطاع الحيوي للاقتصاد الأردني، تقوم على شرح حقيقة الأمر في المعارض السياحية وكذلك لدى منظمي الرحلات السياحية في أرجاء العالم المختلفة، وإقناعهم بأن الأردن بلد ينعم بالاستقرار والأمن، وأن أعمال العنف تقع في بلد مجاور، وتبديد الوهم الذي يسيطر على كثير من العاملين في مجال السياحة، والذين يعتقدون أن الاضطرابات تقع في الأردن، وإعادة ترويج الأردن كبلد مستقل، وبالتالي كهدف سياحي مستقل، والمحافظة في الوقت نفسه على توصيف الأردن باعتباره جزءاً من الأراضي المقدسة. وأشارت أرقام وزارة السياحة إلى أن النسبة الكبرى من السياح العرب الذين زاروا الأردن خلال الشهور الربعة الأولى من السنة الجارية كانوا من المواطنين الخليجيين، وذلك على رغم أن موسم قدومهم الذي يبدأ في شهر حزيران يونيو، ويستمر حتى نهاية آب أغسطس من كل عام لم يبدأ بعد.