قالت مصادر في وزارة السياحة والآثار في عمان ان الأردن مصمم على تركيز جهوده الترويجية لتشجيع السياحة مع الدول العربية. وذكرت المصادر ل "الحياة" ان هذا التوجه ينسجم مع النتائج التي تحققت في قطاع السياحة خلال السنة الماضية والاحصاءات السابقة والتي اظهرت ان عدد السياح العرب الذين زاروا الأردن خلال 1996 يقرب من الثلثين، وان الثلث الباقي فقط كان من السياح الاجانب. وقالت ان أرقام 1996 اظهرت ايضاً ان غالبية زائري الأردن من السياح العرب تأتي من بلدان مجلس التعاون الخليجي بمعدل 54 في المئة من اجمالي زوار الأردن. وأضافت ان 67 في المئة من واردات السياحة الأردنية تأتي من السياح العرب. وكان قطاع السياحة في الأردن، ازدهر في صورة خاصة عام 1995، وهو العام الذي تلا توقيع اتفاق السلام الأردني - الاسرائيلي، نتيجة تدفق السياح من اسرائيل والبلدان الاوروبية والاميركية الاخرى، لكنه بدأ التراجع عام 1996 عندما انخفض عدد السياح القادمين من البلدان غير العربية في وقت أشارت الاحصاءات الى ازدياد عدد السياح القادمين من العالم العربي وفي صورة خاصة من بلدان الخليج العربية. ولم تكن السنة الماضية أفضل حالاً اذ أشارت الاحصاءات الصادرة عن وزارة السياحة والآثار وهي احصاءات ما زالت غير رسمية بعد، الى تراجع عدد السياح وايرادات الدولة من السياحة عما كان متوقعاً. وكان عدد السياح الذين زاروا الأردن خلال 1996 ناهز 1.1 مليون سائح انفقوا نحو 700 مليون دينار، مقابل نحو مليون سائح انفقوا المبلغ نفسه تقريباً عام 1995. في حين تشير الارقام الاولية الخاصة بالوزارة الى ان عدد السياح الذين زاروا الأردن السنة الماضية لن يتجاوز العدد الذي زاره العام الماضي، وان مجموع ما انفقه هؤلاء لن يزيد على 600 مليون دينار. وتعزو المصادر تراجع عدد السياح والايرادات السياحية الى احداث العنف التي شهدتها المنطقة بمجملها من التفجيرات التي قامت بها حركتا "حماس" و"الجهاد الاسلامي" مطلع 1996، وما تلاها من عدوان اسرائيلي على جنوبلبنان، واحداث شمال العراق نهاية 1996. بينما ساد السنة الماضية المأزق الذي وضع رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتانياهو العملية السلمية فيه، وكذلك عمليات قتل السياح في القاهرة والاقصر، وهذه عوامل اثرت سلباً في حركة السياحة في الأردن الذي يتم تسويقه بوصفه جزءاً من المنطقة وليس منفرداً، مما يعني ان برامجه السياحية كثيراً ما تكون مرتبطة بالبرامج الاسرائيلية والمصرية. وكان وزير السياحة والآثار عقل بلتاجي زار مدينة الاقصر الاثرية المصرية التي شهدت مجزرة قتل فيها نحو 58 سائحاً قبل شهرين لاعلان تضامنه مع مصر ضد هذا النوع من العمليات الارهابية والذي يستهدف السياحة المصرية، وكذلك لاستيعاب الآثار السلبية المحتملة لعملية الاقصر على السياحة الأردنية. وتلى ذلك اتخاذ الأردن قراره باعفاء الرحلات السياحية الأردنية الى مصر من تقديم كفالة مصرفية مقدارها 25 ألف دينار، كما اعلنت "شركة الاجنحة الملكية" التي تسير طائراتها صغيرة الحجم الى العقبة واسرائيل ومناطق سياحية مصرية على البحر الاحمر، عن تسيير رحلات سياحية الى مصر بأسعار رمزية، تدعمها في ذلك "جمعية وكلاء السياحة والسفر الأردنية"، وذلك في محاولة لتشجيع السياحة بين البلدين.