في محاولة للتخفيف من التراجع الكبيرالذي شهده أداء القطاع السياحي في الأردن بادرت الحكومة إلى اتخاذ عدد من الإجراءات التخفيفية. وتهدف التدابير الجديدة إلى مساعدة هذا القطاع على تجاوز انعكاسات الانتفاضة والأزمة الدولية التي عرفها العالم منذ أيلول سبتمبر الماضي. بين الإجراءات التي وافق عليها مجلس الوزراء الأردني أخيراً تخفيض نسبة الضريبة العامة على المبيعات التي تتقاضاها الدولة على دخل الفنادق من 13 إلى ثلاثة في المئة، وتخفيض رسوم الدخول إلى المواقع السياحية والتاريخية بما نسبته 50 في المئة. كما قررت الحكومة خفض ضريبة المغادرة على الزوار من غير الأردنيين من 15 ديناراً إلى خمسة دنانير. ورحبت الأوساط السياحية في المملكة الهاشمية بهذه الإجراءات التخفيفية التي أضيفت إلى مجموعة من الإجراءات التي اتخذها أصحاب الفنادق في شكل فردي، وبينها تخفيض أسعار الفنادق لتشجيع السياحة المحلية والعربية، بعد الغاء أعداد كبيرة من السياح من أوروبا والولاياتالمتحدة حجوزاتها في الفنادق الأردنية. وقدرت مصادر "جمعية الفنادق الأردنية" نسبة التخفيض التي تمنحها الفنادق الأردنية إلى النزلاء بنحو 45 في المئة من السعر المعلن عنه، كما قدرت نسبة الإشغال الفندقي في فنادق الدرجة الأولى في البلاد منذ شهر أيلول سبتمبر الماضي بنحو 42 في المئة مقابل 72 في المئة في أشهر الصيف الماضي. لكن هذه المصادر أبدت شكها في أن تؤدي هذه الإجراءات إلى حل المشكلة. وقالت إن هذه التدابير، على أهميتها، لا علاقة لها بجوهر المشكلة التي حددتها بالأوضاع السياسية التي تعصف بالمنطقة. وقال السيد عبدالرؤوف أبو رصاع أمين سر الجمعية إن توقعاتنا كانت كبيرة لكن اندلاع الانتفاضة الفلسطينية جاء ليقلص هذه التوقعات، ثم جاءت التفجيرات في الولاياتالمتحدة لتدفع السياحة إلى مزيد من التدهور، لا سيما بالنسبة الى السياح القادمين من الولاياتالمتحدة الذين أصبحوا هدفاً رئيسياً لحملات الترويج السياحية الأردنية منذ عام 1995، وهو العام التالي لتوقيع اتفاق وادي عربة للسلام بين الأردن وإسرائيل والذي كان عام الذروة بالنسبة الى السياحة الأردنية مع تدفق السياح لا سيما من إسرائيل والولاياتالمتحدة. ويمثل السياح الأميركيون فق أرقام الجمعية نسبة مرتفعة من مجمل المجموعات السياحية التي تزور المملكة الهاشمية سنوياً. وقدرت مصادر الجمعية نسبة الانخفاض في السياحة الأميركية بنحو 60 في المئة. ومعروف أن السائح الأميركي هو الأكثر إنفاقاً بين سياح العالم. وقدرت تقارير نسبة إلغاء الحجوزات السياحية من الولاياتالمتحدة تحديداً بنحو 40 في المئة في حين قدرت نسبة إلغاء حجوزات الطيران على طائرات "الخطوط الجوية الملكية الأردنية" بنحو 20 في المئة. وقال أبو رصاع إن العمل بدأ يتجه لجذب السياحة المحلية والعربية لعلها تعوض قليلاً عن الخسائر التي تكبدها القطاع السياحي الأردني والتي أكد أمين سر جمعية الفنادق أن من المبكر معرفة حجمها.