} تعرضت الحكومة الائتلافية المقدونية الى تصدّع كبير، اثر اعلان احد اطرافها الرئيسية الانسحاب منها، ما يتطلب تشكيل تحالفات جديدة او اجراء انتخابات مبكرة، فيما تواصلت اعمال العنف التي تحمل مسؤوليتها مسلحون متشددون ألبان، وقررت محكمة لاهاي فتح تحقيقات في شأن ارتكاب جرائم حرب مع كل من قادة المقاتلين الألبان وقوات الأمن الحكومية. اعلن "الحزب الاشتراكي الديموقراطي المقدوني" انسحابه من الحكومة الحالية التي يترأسها ليوبتشو غيورغيفسكي زعيم "الحزب القومي المقدوني". وأوضح رئيس الحزب برانكو تسرفنكوفسكي في مؤتمر صحافي عقده في سكوبيا امس، ان الحكومة تعاني خلافات شديدة تحول دون تأدية مهماتها "ما زاد المصاعب السياسية والاقتصادية والأمنية التي تخيّم على البلاد". وكان "الحزب الاشتراكي الديموقراطي" احد الطرفين المقدونيين الرئيسيين في إبرام اتفاق السلام مع الألبان، وينتمي اليه وزيرا الدفاع والخارجية، قرر الانسحاب من الحكومة واتخذ حليفه "الحزب الليبرالي الديموقراطي" قراراً مماثلاً. وإزاء هذه الأزمة فإن رئيس الحكومة غيورغيفسكي اصبح امام خيارين: إما مشاركة احزاب صغيرة عدة في الحكومة وإرضاء الحزبين الألبانيين "الديموقراطي" و"الرفاه" للبقاء فيها، أو الدعوة الى انتخابات مبكرة في غضون شهرين. وأفادت وسائل الإعلام في سكوبيا، ان ديبلوماسيين أوروبيين وأميركيين أخفقوا في إقناع "الحزب الاشتراكي الديموقراطي" البقاء في الحكومة "من اجل الحفاظ على الجهود الرامية لاستمرار عملية السلام المقدونية". وفي غضون ذلك، أعلن "الجيش القومي الألباني" مسؤوليته عن الانفجارات الثلاثة التي شهدتها مدينة تيتوفو ذات الغالبية من السكان الألبان شمال غربي مقدونيا في الأيام الأربعة الأخيرة، والتي ألحق أحدها خسائر مادية في محال تجارية للصرب داخل سوق شعبية، بينما وقع الانفجاران الآخران قرب مبنى تتخذه منظمة الأمن والتعاون الأوروبية مقراً لها في المدينة، أصيب بأضرار كبيرة. وتزامنت هذه الانفجارات مع بدء البحث في مقابر جماعية عن جثث عشرات المقدونيين الذين تقول السلطات "ان مقاتلين ألبان خطفوهم من منازلهم في قرى مرتفعات تيتوفو وقتلوهم". وكانت المدعية العامة لمحكمة جرائم الحرب في لاهاي كارلا ديل بونتي زارت مقدونيا اول من امس الثلثاء، وأعلنت عن فتح تحقيق مع كل من المقاتلين الألبان والقوات الحكومية بانتهاكات ضد المدنيين ارتكبت خلال الحرب بين الطرفين. وتوعد "الجيش القومي الألباني" في بيانات له نقلتها وسائل الإعلام في سكوبيا بمواصلة "الحركة المسلحة". ومعلوم انه تم الإعلان عن تشكيل هذا التنظيم الشهر الماضي، بعدما عارض مقاتلون متشددون حل التنظيمات العسكرية "جيش التحرير الوطني لألبان مقدونيا" الذي قاد الحركة المسلحة الألبانية، منذ شباط فبراير الماضي.