قال وزير الاستثمار الخارجي والتعاون الدولي التونسي فتحي المرداسي ان قيمة الاستثمارات الخارجية التي استقطبتها تونس في العام الماضي اجتازت حاجز بليون دينار 720 مليون دولار مسجلة بذلك رقماً قياسياً، مقابل 437 مليون دينار 310 ملايين دولار في عام 1999، أي بزيادة نسبتها 122 في المئة. وأضاف في لقاء مع الصحافيين أول من أمس ان قطاع الطاقة استقطب لوحده 300 مليون دينار 215 مليون دولار. وعزا أهمية الحصة التي استأثر بها الى مشروع انشاء محطة لتوليد الكهرباء في ضاحية رادس جنوب العاصمة، وإقبال مجموعات نفطية دولية على التنقيب عن النفط والغاز في مناطق عدة خصوصاً الجنوب، فيما أمنت عمليات تخصيص منشآت عمومية 498 مليون دينار 358 مليون دولار. وأشار الى ان قطاع المنسوجات والملبوسات ما زال يحتل المرتبة الأولى بين القطاعات الصناعية المحلية التي تجتذب اهتمام المستثمرين الأجانب على رغم المنافسة الشديدة التي تمارسها بلدان مشابهة لتونس، فيما أتى قطاع الصناعات الميكانيكية والكهربائية في المرتبة الثانية. واستقطب القطاع السياحي استثمارات قدر حجمها ب41 مليون دينار 30 مليون دولار خصصت لانشاء وحدات فندقية جديدة. برتغاليون وعرب وكان لافتاً ان البرتغاليين تبوأوا المرتبة الأولى بين المستثمرين الأجانب في تونس العام الماضي، اذ تقدموا على الطليان المرتبة الثانية والهولنديين والفرنسيين والبريطانيين. ويعزى ذلك الى شراء مجموعة "سنبور" مصنعاً للاسمنت تابعاً للقطاع العام بقية تجاوزت 300 مليون دولار. فيما لوحظ تطور سريع لحجم الاستثمارات اليابانية الذي قدر ب140 مليون دينار 100 مليون دولار أي 10 في المئة من الحجم الاجمالي للاستثمارات الأجنبية في العام الماضي. اما حجم الاستثمارات العربية فقدره المرداسي ب54 مليون دينار نحو 40 مليون دولار بينها 16 مليون دولار للسعوديين وثمانية ملايين دولار لليبيين. وكشف المرداسي عن وضع خطة لاجتذاب مزيد من الاستثمارات الأميركية في الفترة المقبلة في اطار مشاريع مشتركة لم يحددها. وقال ان اللقاء الذي جمع أخيراً في تونس ممثلين لشركات أميركية ومحلية متخصصة بقطاع الكومبيوتر والتكنولوجيا الجديدة "فتح آفاق لنسج علاقات تعاون مع مستثمرين أميركيين كثر". وأشار الى أن تونس ستستضيف الاربعاء والخميس المقبلين ملتقى تونسي - سعودي للشراكة يرمي الى التعريف بفرص الاستثمار المتاحة في تونس. وأفاد ان المؤتمر السنوي للاستثمار الذي يعقد الشهر المقبل في العاصمة تونس سيخصص دورته الجديدة للبحث في استقطاب المستثمرين من آسيا في حضور رؤساء وممثلي عدد كبير من الشركات التونسية والآسيوية. 52 مشروعاً جديداً وقدر المرداسي حجم الاستثمارات التي استقطبها تونس في الثلث الأول من السنة الجارية بنحو 160 مليون دينار 111 مليون دولار بينها 136 مليون دينار 96 مليون دولار خصصت لاقامة مشاريع صناعية والباقي استثمارات في السوق المالية. وأوضح ان المستثمرين الأجانب أقاموا 52 مشروعاً جديداً في تونس خلال الأشهر الثلاثة الأولى من السنة الجارية ما أتاح ايجاد أكثر من 3250 فرصة عمل. وأضاف: "اذا لم نأخذ في الاعتبار ايرادات التخصيص الذي لم تسجل في اطاره أي عملية جديدة في الثلث الأول من السنة فإن حجم الاستثمار الخارجي حافظ على المستوى الذي حققه في الفترة نفسها من العام الماضي". وقدر المرداسي عدد المصانع والمؤسسات التي أنشئت باستثمارات أجنبية جزئياً أو كلياً ب2174 مصنعاً ومؤسسة تشغل نحو 200 ألف عامل وفني. وأشار الى ان حجم القروض والهبات التي حصلت عليها تونس خلال الثلث الأول من السنة ارتفع الى 506 ملايين دينار 356 مليون دولار بعد التوقيع على تسعة اتفاقات مع الاتحاد الأوروبي والبنك الدولي والمصرف الافريقي للتنمية والمصرف الأوروبي للاستثمار والصندوق العربي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.