تقدم المستثمرون الاميركيون الى المرتبة الثالثة بين المستثمرين الاجانب في تونس بعد الفرنسيين والايطاليين. ويتوقع خبراء اقتصاديون زيادة حجم الاستثمارات الاميركية في الفترة المقبلة بعد زيارة قام بها للولايات المتحدة اخيراً وفد من رجال الاعمال التونسيين قاده رئيس اتحاد الصناعيين والتجار هادي الجيلاني، حضّ خلالها مجموعات صناعية ومتمولين من القطاع الخاص على الاستثمار في مشاريع مشتركة في تونس. ويراوح حجم الاستثمارات الاميركية حالياً بين 400 مليون و500 مليون دولار وفّرت اكثر من 5000 فرصة عمل. وسجلت هذه الاستثمارات نمواً سريعاً بين 1992 و1996، وقدّرت قيمة الاستثمارات التي تدفقت على تونس في هذه الفترة ب 297 مليون دولار. كذلك ارتفع حجم المبادلات التجارية بين البلدين اخيراً خصوصاً بعدما وقّعت "الخطوط التونسية" مطلع السنة الجارية صفقة مع مجموعة "بوينغ" لشراء سبع طائرات جديدة قيمتها 300 مليون دولار. وقدر حجم الصادرات الاميركية الى تونس العام الماضي ب 380 مليون دولار. وتحتل الولاياتالمتحدة المرتبة الرابعة بين مزوّدي تونس التجاريين والمرتبة الثانية عشرة بين زبائنها. وقالت السفيرة الاميركية لدى تونس روبن ريفيل ان زيارة رجال الاعمال التونسيين للولايات المتحدة شكّلت محطة مهمة في اقامة مشاريع استثمارية مشتركة وعقد صفقات تجارية بين الجانبين. واوضحت السفيرة التي رافقت الوفد التونسي ان المستثمرين الاميركيين اظهروا في الاعوام الاخيرة اهتماماً بإقامة مشاريع في شمال افريقيا خصوصاً في قطاع النقل الجوي والصناعة وانتاج المواد الاستهلاكية في اطار السعي لتنويع مجالات الاستثمار الخارجي. وافاد السيد الجيلاني ان الوفد الذي تألف من 17 رجل اعمال يعملون في قطاعات التأمين والكومبيوتر والمصارف والصناعة والخزف وتصنيع الادوية، عكس رغبة الصناعيين التونسيين بتطوير علاقات المشاركة مع نظرائهم الاميركيين في قطاعات مختلفة للافادة من الخبرة التكنولوجية والادارية الاميركية. مناطق جديدة ويسعى التونسيون الى استقطاب استثمارات اميركية لكسر دائرة العلاقات التقليدية مع اوروبا واقامة علاقات مع مناطق جديدة في العالم خصوصاً القارتين الآسيوية والاميركية. وفي هذا الاطار، تكثفت زيارات وفود رجال الاعمال التونسيين الى المنطقتين العام الماضي. وأقامت مجموعة "يونايتد تكنولوجيز" الاميركية مصنعاً في ضاحية برج السدرية جنوب العاصمة تونس الشهر الماضي باستثمارات قدرت ب 7 ملايين دينار نحو 6 ملايين دولار لانتاج كوابل وانظمة الكترونية وقطع كهربائية للسيارات والشاحنات. كذلك اقامت مجموعة "ثري ام" مركزها في ولاية مينيسوتا فرعاً في تونس اخيراً لتسويق منتجاتها الصناعية. محطة لتوليد الطاقة وفازت مجموعة "سي. إي. أي" بعطاء دولي لاقامة ثاني محطة لتوليد الطاقة الكهربائية في ضاحية رادس جنوب العاصمة بعدما أقام اليابانيون محطة اولى. وقدرت قيمة المشروع الذي ستنفذه المجموعة الاميركية لحساب "الشركة الفرنسية للكهرباء والغاز" قطاع عام ب 300 مليون دولار ويتوقع ان تكون المحطة جاهزة سنة 2001. ويتمثل المشروع باقامة محطة لتوليد الطاقة ذات دورة مزدوجة تراوح قوتها بين 350 و500 ميغاواط. من جهة اخرى حصلت مجموعة "انشوتر تونيزيا كوربوريشن" الشهر الماضي على ترخيص للتفتيش عن النفط في سواحل تونس الشمالية الشرقية يشمل نحو 9000 كيلومتر مربع بالتعاون مع "المؤسسة التونسية للانشطة النفطية". وكانت مجوعة "اوبل بروداكت اكسبلوريشن" الاميركية حصلت الخريف الماضي على ترخيص للتفتيش عن النفط والغاز جنوب غربي تونس على مساحة تشمل 4500 كيلومتر مربع في منطقة توزر.