نقل موفد كويتي رفيع المستوى رسالة من أمير الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح الى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فيما عقدت في موسكو طاولة مستديرة دعا خلالها مسؤولون روس الى رفع العقوبات الاقتصادية عن العراق وتشكيل لجنة دولية لوضع تقرير عن الوضع الانساني فيه، فيما أكد رئيس الوزراء السابق يفغيني بريماكوف ان مصير العقوبات المفروضة على العراق سيكون مثل مصير الحصار على كوبا. والتقى الشيخ سعود ناصر الصباح وزير النفط الكويتي السابق أمس وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف الذي قال ان موسكو مهتمة باستثمار علاقاتها ل"تحقيق استقرار في الخليج" وشدد على انها تنوي مواصلة الجهود لتطبيع الوضع "من حول العراق وفي الخليج". وقال ل"الحياة" ديبلوماسي روسي رفيع المستوى ان موسكو "ترغب في سماع رأي كويتي" في المبادرة الروسية الأخيرة للتسوية في الخليج. وأضاف ان السفير المتجول نيكولاي كارتوزوف عاد من بغداد قبل يومين فيما سيصل الى موسكو الاسبوع المقبل نائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان. وأضاف ان روسيا تحاول من خلال جهودها المكثفة اقناع الطرفين العراقيوالكويتي بقبول فكرة الحوار وإزالة "الترسبات" التي تخلفها "الحملات الاعلامية والمناوشات الديبلوماسية". من جهة أخرى أكد المشاركون في ندوة دولية عقدت في موسكو أمس بعنوان "عشر سنوات على الحصار: الطريق الى اللامكان" نيتهم تشكيل لجنة دولية مستقلة لوضع تقويم عن الوضع الانساني في العراق وصوغ اقتراحات بشأنه. وحضر الندوة وفد عراقي برئاسة عبدالرزاق الهاشمي رئيس لجنة الصداقة والسلام والتضامن مع الدول الأجنبية والذي يعده المراقبون أحد المسؤولين الذين يكلفون "مهمات خاصة". وأكد الهاشمي ان العراق يرفض القرار 1284 "لأنه يعني تحويل العراق الى محمية"، ودعا "ذوي المصالح الاستراتيجية" في العراق الى رفض ما يسمى "العقوبات الذكية" والمطالبة برفع الحصار بالكامل. وقدم يفغيني بريماكوف تحليلاً قال فيه ان محاصرة كوبا طوال 40 عاماً لم تسفر عن نتيجة، وأضاف ان محاولة عزل العراق اخفقت، مؤكداً ان "العراق خرج من العزلة". وطلب بريماكوف من بغداد ان "تتفهم مصاعب روسيا" وتساعدها في حلها، مشيراً خصوصاً الى ما وصفه بخطر التطرف الديني في "مثلث" رؤوس أضلاعه في افغانستان والقوقاز والبلقان. وأضاف مخاطباً العرب: "يجب ان نفهم مصالح بعضنا، والمصالح ليست طريقاً ذا ممر واحد".