} استقطبت موسكو "نشاطاً عربياً" سياسياً، وفيما غادرها أمس وزير الخارجية السوري فاروق الشرع، وصل إليها نائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان، حاملاً رسالة من الرئيس صدام حسين إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين. واللافت تزامن وجود رمضان مع زيارة رئيس مجلس الأمة البرلمان الكويتي جاسم الخرافي لموسكو. يعد طه ياسين رمضان أكبر مسؤول عراقي يزور موسكو منذ حرب الخليج الثانية، وتعلق القيادة الروسية أهمية كبيرة على المحادثات التي سيجريها خلال خمسة أيام، وتتناول العلاقات الثنائية والحصار المفروض على العراق والوضع في الخليج والشرق الأوسط. وسيقابل نائب رئيس العراقي في الكرملين اليوم الرئيس بوتين، ثم ينتقل إلى مقر الحكومة للقاء رئيسها ميخائيل كاسيانوف، ويجري محادثات مع وزير الخارجية ايغور ايفانوف. ويتضمن برنامج الزيارة أيضاً مقابلة رئيسي مجلسي البرلمان الدوما والفيديرالية ولقاء مع عدد من كبار رجال الأعمال والشخصيات السياسية. ودعا رمضان إلى توسيع التعاون مع روسيا "في كل الميادين"، وتحدث عن "مشاورات دائمة" بين البلدين، رافضاً الدعوة إلى استقبال بعثة من مفتشي الأممالمتحدة. وقال إن على المنظمة الدولية "أن تنفذ التزاماتها حيال العراق". وسُئل عن موقف بغداد من قرار مصر والأردن اغلاق الممر الجوي إلى العاصمة العراقية، فأجاب انه "نتيجة ضغوط" أميركية. وقال ل"الحياة" ديبلوماسي روسي إن موسكو "مستعدة للحوار" حول مطالب يمكن أن ينقلها نائب صدام وتدعو إلى بدء خطوات عملية لإنهاء الحصار "فعلياً إن لم يكن شكلياً". وأضاف ان روسيا، بوصفها دولة دائمة العضوية في مجلس الأمن، لم توافق على انتهاك نظام العقوبات. لكن ايفانوف لم يستبعد الموافقة على طلب عراقي بالشروع في مفاوضات مع الأممالمتحدة لتفعيل المادة 50 من ميثاق المنظمة الدولية والتي تسمح للدول المتضررة من مشاركتها في العقوبات بأن تطالب بتعويضات. إلى ذلك، ينتظر أن يطالب رمضان باستعجال استئناف الرحلات الجوية المباشرة إلى بغداد، في حين ترى موسكو أنها لا يمكن أن تتخذ مثل هذا القرار إذا لم تحصل على موافقة الدول المجاورة إيران وتركيا على تأمين ممر جوي. ويتوقع مراقبون توقيع اتفاقات أو التفاهم المبدئي على عقود لروسيا لاستخراج النفط من حقول غنية في العراق. وأكد مصدر وثيق الصلة بوزارة الخارجية الروسية أن "المحور الأهم" لزيارة رمضان سيتمثل في مناقشة المبادرة الروسية القاضية ب"مقايضة" قبول العراق نظام الرقابة الدائمة على التسلح بموعد موثق دولياً بتعليق العقوبات ورفعها، ضمن سقف زمني محدد. وتقضي المبادرة أيضاً بأن يجري في موازاة ذلك تطبيع العلاقات بين العراق وكل من الكويت والسعودية، وبدأت موسكو تحركاً في هذا المجال. وتزامن بدء زيارة نائب الرئيس العراقي مع محادثات يجريها في موسكو وفد برلماني كويتي برئاسة الخرافي، الذي قابل أمس نظيره الروسي غينادي سيليزنيوف، وأبلغه أن بغداد "احبطت" مبادرات طرحت في القمة العربية في عمّان، ودعا إلى حل سريع لمشكلتي الأسرى الكويتيين والممتلكات. ومن المفارقات ان الوفد الكويتي وجد في استقباله لدى وصوله إلى المطار نائب رئيس الدوما فلاديمير جيرينوفسكي، المعروف بعلاقاته الوثيقة مع بغداد.