} شهدت الانتخابات في جمهورية الجبل الأسود، اقبالاً كبيراً على التصويت، ما دل على منافسة شديدة بين المؤيدين للبقاء داخل الاتحاد اليوغوسلافي ودعاة الانفصال عنه، فيما أشارت معلومات أولية الى تقدم الساعين الى الاستقلال. أعلن الناطق باسم اللجنة المشرفة على الانتخابات في جمهورية الجبل الأسود برانكو فوشكوفيتش أمس، ان حوالى 75 في المئة من 447 الف مواطن يحق لهم الاقتراع، أدلوا باصواتهم. وأشار في مؤتمر صحافي في العاصمة بودغوريتسا الى ان هذه النسبة، هي الأكبر بين الانتخابات البرلمانية الخمسة، الاعتيادية والطارئة التي جرت في الجمهورية منذ عام 1990. وأكد فوشكوفيتش ان الانتخابات "تمت بسلام، ومن دون وقوع أي حوادث أو عراقيل مهمة". لكن رئيس "المركز الديموقراطي للمراقبة" راشكو كوييفيتش، أشار الى حصول تجاوزات من قبل مؤيدي السلطة الذين سيطروا على المراكز الانتخابية "في شكل يتنافى مع النزاهة وتوفير الحرية الكاملة للناخبين". وأوضح ان مؤيدي السلطة دخلوا في الكثير من المراكز الانتخابية، خصوصاً في مدينة سيتيني، الى الاكشاك الخاصة بالتأشير على ورقة الانتخاب، أثناء وجود الناخبين فيها، "للتأثير عليهم وارهابهم". وأضاف انه في الكثير من المراكز الانتخابية في مناطق الألبان والبوشناق "جرى منع ممثلي الاتحاديين مؤيدو الاتحاد اليوغوسلافي من مراقبة التصويت". وأكد كوييفيتش ان فريقه جمع ما توافر لديه من "الانتهاكات" وسيقدمها الى المراقبين الأوروبيين واللجنة الانتخابية العليا. ويذكر ان رئيس الجبل الأسود ميلو جوكانوفيتش الذي يتزعم "حزب الاشتراكيين الديموقراطيين" يقود تحالف "النصر للجبل الأسود" الداعي الى الانفصال عن الاتحاد اليوغوسلافي الذي يتكون من أربعة أحزاب رئيسية هي اضافة الى حزبه: "الحزب الليبرالي" وحزبي الاقليتين "الألبانية" و"البوشناقية". وفي المقابل، يقود رئيس "الحزب الاشتراكي الشعبي" بريدراغ بولاتوفيتش ائتلاف "معاً من اجل يوغوسلافيا" الذي يريد بقاء الاتحاد مع صربيا، ويضم أيضاً احزاب "الشعبي" و"الراديكالي" و"الصربي". وعلى رغم ان هذه الانتخابات لا تقرر مصير الاتحاد اليوغوسلافي، لأن ذلك يحتاج الى تنظيم استفتاء شعبي عام، الاّ انها تمثل تحديداً لموازين القوى بين الانفصاليين ومعارضيهم، اذ وعد الرئيس جوكانوفيتش انه سيدعو الى الاستفتاء المطلوب بعد شهرين، اذا فاز مؤيدوه في هذه الانتخابات. ونقل تلفزيون بلغراد عن مؤيدي البقاء داخل الاتحاد، ان جوكانوفيتش "يقود الجبل الأسود نحو متاهات مجهولة العواقب، بتحالفة مع الانفصاليين الألبان والبوشناق والكروات". وأكد المراقبون ان الصراع شديد بين الطرفين "الاتحادي" و"الانفصالي"، وظهر ذلك من خلال الاقبال الكبير على مراكز الاقتراع على رغم المطر الغزير والبرودة الشديدة طيلة يوم أمس. وتواصل التصويت من الثامنة صباحاً وحتى التاسعة مساء بالتوقيت المحلي.