} عرضت بلغراد على حكومة الجبل الأسود خطة لاعادة تنظيم الاتحاد اليوغوسلافي، في شكل يوفر صلاحيات أوسع مما هي عليه الآن للجمهوريتين داخل الاتحاد، ويعطيهما حقوقاً متساوية في الأمور المشتركة، على رغم الفارق السكاني بينهما. أبلغ رئيس البرلمان اليوغوسلافي دراغوليوب ميتشونوفيتش "الحياة" أمس، الصيغة الجديدة للاتحاد مع الجبل الأسود التي اقترحها الرئيس فويسلاف كوشتونيتسا وتداولتها وسائل الإعلام، تم وضعها بالاتفاق مع رئيس الوزراء الصربي المكلف زوران جينجيتش قطب الحركة الديموقراطية الصربية وسيجري اقرارها من قبل قادة الحركة الديموقراطية الصربية في غضون أيام عدة، ولتقديمها بصورة رسمية الى رئيس الجبل الأسود ميلو جوكانوفيتش. وأوضح ميتشونوفيتش الذي يرأس حزب المركز الديموقراطي العضو في الحركة الديموقراطية الصربية، ان الخطة "تزيل أي هيمنة لطرف في الاتحاد على الآخر، من خلال تجاوز الفارق في عدد السكان بين صربيا 10 ملايين نسمة والجبل الأسود 650 ألف نسمة، وذلك باعطاء حقوق كاملة للطرفين في اقرار القضايا المشتركة". وقال: "ان ذلك يتم في برلمان مقسم بالتساوي بين نواب الجمهوريتين يتمتع بصلاحيات كاملة في شؤون الاتحاد، وينبغي ان يحظى أي قرار فيه بموافقة غالبية نواب كل طرف، بما في ذلك انتخاب رئيس الاتحاد الذي سيتم من خلال البرلمان، وليس بالاقتراع العام كما جرى بالنسبة للرئيس كوشتونيتسا". وأضاف أن "صلاحيات رئيس الاتحاد ستتقلص كثيراً، لتنتقل الى الحكومة المركزية التي ستنحصر في خمس وزارات هي: المالية الاقتصاد والعملة النقدية والجمارك والدفاع جيش مشترك والعدل حماية الحقوق والحريات الأساسية للمواطنين والخارجية والمواصلات". ومعلوم ان كوشتونيتسا كان اقترح تبديل اسم يوغوسلافيا الى "اتحاد صربيا والجبل الأسود"، لينسجم مع الواقع الراهن بعد انهيار يوغوسلافيا السابقة وخروج أربع من جمهورياتها الست هي: سلوفينيا وكرواتيا والبوسنة ومقدونيا. وكان كوشتونيتسا أعلن أول من أمس التغييرات المقترحة في دستور الاتحاد اليوغوسلافي التي وصفها بأنها توخت اعادة هيكلة الاتحاد بين صربيا والجبل الأسود كدولة مشتركة، من خلال ادخال بعض الاصلاحات عليه، مع الحفاظ على الوحدة القائمة بين الجمهوريتين. واعتبر أن هذه الوحدة ترتكز على عوامل اجتماعية عدة تراث، ثقافة، تقاليد، لغة، تاريخ ومصالح مشتركة آنية أمنية واقتصادية تفوق بكثير، أسباب الانفصال الذي تصر عليه قوى في القيادة الحالية للجبل الأسود. ووصف المراقبون عرض كوشتونيتسا، بأنه رد على مشروع رئيس الجبل الأسود ميلو جوكانوفيتش الذي وصف بأنه أقرب الى "الطلاق ثم الزواج من جديد"، من خلال الانفصال ثم تكوين اتحاد كونفيديرالي فضفاض بين دولتين مستقلتين. الى ذلك، اتصلت "الحياة" هاتفياً بميودراغ فوكوفيتش عضو الهيئة التنفيذية لحزب الاشتراكيين الديموقراطيين الذي يقود الحركة الانفصالية في الجبل الأسود ويتزعمه الرئيس جوكانوفيتش، فأبلغها من مقر الحزب في العاصمة بوغوريتسا، أن قيادة الجمهورية لم تتسلم حتى الآن، المقترحات التي أعلنت عنها بلغراد. وقال: "علمنا بها من خلال وسائل الإعلام، لذا، لا يمكن الرد عليها واعطاء الرأي فيها". وأشار الى ان موقف قيادة الجبل الأسود "لا يزال يصب في اطار وجود دولتين، صربيا والجبل الأسود، متكافئتين في المجالات الدولية، بما في ذلك عضوية لكل منهما مستقلة عن الأخرى في الأممالمتحدة والمنظمات الدولية". وأضاف انه على هذا الأساس "تدخل الدولتان في نوع من الاتحاد الكونفيديرالي الذي ينحصر في العملة النقدية الموحدة والقضايا الدفاعية، من خلال جيش مشترك، والتنسيق في أسس السياسة الخارجية". وكشف فوكوفيتش النقاب عن أن قيادة الجبل الأسود تميل حالياً الى اجراء انتخابات برلمانية مبكرة نهاية آذار مارس المقبل، واذا حقق حزب الاشتراكيين الديموقراطيين الفوز فيها "وهو ما يظهر مؤكداً من خلال التأييد الشعبي الواسع له فإنه سيتم تنظيم استفتاء شعبي عام في الجبل الأسود نهاية حزيران يونيو المقبل، على أساس موقف قيادة الجبل الأسود الاستقلال الكامل والاتحاد في أمور معينة". وأضاف ان حزب الاشتراكيين الديموقراطيين يريد انهاء الجدل الدائر حول قضية الجبل الأسود بالوسائل الديموقراطية ويسعى الى البحث في أمور الانتخابات المبكرة والاستفتاء مع قيادة الحزبين الرئيسيين في الجبل الأسود الرافضين للاستقلال وهما: "الشعبي" و"الاشتراكي الشعبي"، كي "تمر الأمور بسلام وبحسم المستقبل بموجب القرار الشعبي وارادة الناخبين".