} أحيا لبنان أمس الذكرى الخامسة لمجزرة قانا التي ارتكبتها اسرائيل خلال حرب "عناقيد الغضب" في 18 نيسان أبريل عام 1996 للمرة الأولى بعد انسحاب اسرائيل. ونظم أهالي الضحايا خلالها مسيرة عند بوابة فاطمة، وسجلت مواقف سياسية. قال رئيس الجمهورية اللبنانية اميل لحود ان "مجزة قانا واحدة من أبرز الجرائم ضدّ الانسانية لانها استهدفت أبرياء لجأوا الى نقطة تمركز القوة الدولية هرباً من القشصف والقتل لثقة منهم بحصانة الشرعية الدولية التي اجتاحتها الآلة العسكرية الاسرائيلية كما أطاحت غيرها من المواثيق والأعراف الدولية وخصوصاً شرعة حقوق الانسان"، مؤكداً ان "مجزرة قانا وغيرها، ستبقى شاهدة على ما اقترفته اسرائيل في لبنان الذي لن ينسى شهداءه الذين كانوا جسر العبور الى التحرير". كلام الرئيس لحود جاء خلال استقباله أمس قائد الجيش اللبناني العماد ميشال سليمان والمديرين العامين للاجهزة الامنية. وأكد ان "السياسة العدوانية الاسرائيلية لا تزال اياها ضدّ العرب عموماً وضد لبنان وسورية خصوصاً، وان اختلفت الظروف والأهداف. وان صلابة الموقف اللبناني والسوري في مواجهة الوضع الذي تحاول اسرائيل فرضه على البلدين الشقيقين سيمكن من احباط مخططات اسرائيل التي تتحمل حكومتها كل ما يترتب على ذلك من نتائج ومضاعفات"، منوهاً ب"دور الجيش والمؤسسات الأمنية في الدفاع عن الوطن وحفظ الأمن وتأمين الاستقرار". واعتبر رئيس الحكومة السابق سليم الحص ان "شهداء قانا هم شهداء معركة الحرية التي خاضها لبنان مع مقاومته الباسلة". وقال "اذا كان تدخل الادارة الأميركية حاسماً في ارغام اسرائيل على سحب قواتها من غزة الشهيدة فاننا نتساءل عما يمنعها من التدخل لاحقاق الحق في فلسطين وحقن الدماء الزكية على قاعدة تنفيذ القرارات الدولية؟". ورأى نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى المفتي عبد الأمير قبلان ان "القاسم المشترك بين مجزرة قانا وما تشهده فلسطين اليوم هو سقوط العدالة الدولية للأمم المتحدة ومؤسسات حقوق الانسان". ورأى "حزب الله" في بيان أمس "اننا نستعيد مع تلك الأيام الحافلة بالتضحيات، عوامل افشال المخطط الصهيوني وفي طليعتها صمود المقاومة واستبسالها والدعم السوري والموقف اللبناني الجامع حول خيار المقاومة باعتباره السبيل الوحيد لتحرير الأرض وحماية الوطن، وهو الخيار الذي يحتاج اليه لبنان أكثر من أي وقت مضى لاستكمال تحرير أرضه". وكان أهالي ضحايا مجزرة قانا زاروا المقبرة الجماعية حيث دفن الشهداء الذين بلغ عددهم أكثر من 106 معظمهم من الاطفال، ووضعوا زهوراً. وقال سعد الله بلحص من بلدة صديقين الذي فقد أكثر من 30 فرداً من عائلته، "ان التحرير لا يعني لي شيئاً لأن الغالي على قلبي ذهب". ونظم "حزب الله" مسيرة لذوي الشهداء انطلقت من المدخل الرئيس لبوابة فاطمة في بلدة كفركلا في اتجاه الشريط الشائك قرب المواقع الاسرائيلية، وحمل خلالها المشاركون أعلاماً لبنانيةوفلسطينية. وذكرت وكالة "فرانس برس" ان "المعتصمين رفعوا اعلاماًً سورية وايرانية" وحملوا صوراً لشهداء مجازر "قانا" و"النبطية الفوقا" و"سحمر" و"المنصوري".