سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
لبنان أحيا الذكرى الثالثة لمجزرة قانا ولجنة المراقبة تبحث اليوم في ضم أرنون ونصرالله يرى الحل بالإنسحاب . لحود يتهم إسرائيل بإقامة "جدار برلين" بين اللبنانيين ورئيس الحكومة يؤكّد استمرار المساعي الديبلوماسية
تزامن إحياء لبنان الذكرى الثالثة لمجزرة قانا التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية خلال عملية "عناقيد الغضب" وأدّت إلى سقوط أكثر من مئة ضحية، مع دخول احتلال بلدة أرنون القديم - الجديد يومه الثالث، وخرْق إسرائيل أمس تفاهم نيسان ابريل باستهدافها إحدى القرى الجنوبية حيث جرح مواطن ووقعت أضرار مادية جسيمة. بحث رئيس الجمهورية إميل لحود أمس مع السفير الأميركي في لبنان ديفيد ساترفيلد في تطورات الوضع الجنوبي، "خصوصاً الأعمال العدوانية الإسرائيلية الأخيرة المتمثلة بضم بلدة أرنون إلى الشريط الحدودي المحتل، في محاولة مكشوفة لإدخال بلدة لبنانية وسكانها في البازار الإنتخابي الإسرائيلي وللإيقاع بين الدولة والمقاومة". وأكد لحود "رفض لبنان هذه الإجراءات ومفاعيلها"، واعتبرها "خرقاً صريحاً لتفاهم نيسان ابريل"، معرباً عن "تمسك لبنان بسيادته على ارنون وعلى كل شبر من الأراضي اللبنانيةالمحتلة". وقال "فيما دخل العالم بعد انهيار جدار برلين مرحلة إزالة الحواجز بين أبناء الشعب الواحد، نرى إسرائيل تعيدنا إلى الوراء وتستعمل القوة العسكرية لوضع الحواجز والأسلاك الشائكة في أرنون، وهي بذلك تقيم جدار برلين آخر بين أبناء الشعب اللبناني". وشدّد رئيس الجمهورية على "تمسّك لبنان بحقه المشروع في مقاومة الإحتلال ورفض أي محاولة للنيل من وحدة الدولة والشعب والمقاومة". وأكد "التزام لبنان عملية السلام في إطار تلازم المسارين اللبناني والسوري سعياً الى تحقيق السلام الشامل والعادل في المنطقة". ووصف رئيس الحكومة الدكتور سليم الحص ما حدث في أرنون بأنه "إنتكاسة للبنان"، مشيراً الى "ان البلدة في قبضة القوات الإسرائيلية الآن". وأوضح لإذاعة "صوت العرب" المصرية "ان لبنان يواصل اتصالاته مع الدول الكبرى في لجنة تفاهم نيسان، خصوصاً فرنسا والولايات المتحدة الأميركية، اضافة الى سورية للضغط على إسرائيل للإنسحاب من أرنون". وأضاف "ان هناك تحركاً على صعيد مجلس الأمن الدولي يصب في الإتجاه نفسه"، وأن "لجنة التفاهم" ستجتمع اليوم، وأن لبنان سيطالب بإعادة أرنون الى السيادة اللبنانية وإلغاء ما أقدمت عليه إسرائيل من معاودة لاحتلال البلدة بعدما حررها طلاب لبنان في انتفاضة باسلة". ودعا رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الإمام الشيخ محمد مهدي شمس الدين، في اليوم الأول من عاشوراء، إلى "الإتحاد حول مشروع التحرير بالمقاومة والصمود الجهادي والتعبئة وإرادة الإنتصار، على قاعدة الوحدة". ونوّه "بتوافق إرادة الدولة والشعب والحكومة والجيش وإرادة الجميع"، وبزيارة الرئىس لحود لقانا قبل أيام "التي كانت خير تعبير لهذه الإرادة". وأضاف "ان أرنون كانت حرة بمقدار ما كان لبنان حراً من الإحتلال، واحتلها الصهاينة احتلالاً مباشراً وحررتها إرادة شباب لبنان، وستتحرر أرنون وكل أراضينا ولكن ما أراده الصهاينة من تحصين أنفسهم بأرنون، سيرون أنه لن يحررهم، ولن تنخفض عمليات المقاومة". واعتبر "ان هذا العدوان الجديد لن يعود عليهم إلا بالفراغ والخواء، من هنا نقول ان على الحكومة اللبنانية مع كل ما تملك من قوة شعبية أن تتصرف بهذه القوة ليس في لجنة تفاهم نيسان، بل على مستوى الأممالمتحدة، ولتكن أرنون كربلاءنا ولتتحول هذه البلاد رمزاً للجهاد". وقال الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، في احتفال تأبيني في بلدة النبي أيلا البقاعية أمس، ان "المقاومة ستثبت للعدو ان احتلاله ارنون لا يمكن ان يحمي جنوده"، وأن "الحل الوحيد هو الخروج من كل الأرض المحتلة ذليلاً خاسئاً". ونوّه "بالموقف اللبناني الرسمي على رغم التهويل الأميركي والإسرائيلي ورفض الإذعان وتقديم المساومات أو تقديم أي ضمانات للعدو الصهيوني المحتل"، مشيراً الى "ان لبنان اصبح جداراً قوياً لا يمكن إحداث أي خرق فيه". وأكد نصرالله "ان ممارسة المقاومة المسلحة الميدانية التي تقتل جنود العدو وضباطه والإجماع الوطني على المقاومة ووحدة المصير اللبناني - السوري امور كفيلة بإحباط مؤامرات العدو وأحلامه وآماله". ورأى "ان التهويل حوّل لبنان مقبرة للغزاة الصهاينة وللمرشحين في الإنتخابات ولم يبق مكسر عصا بل تحول صخرة تكسرت عليها قوة العدو". ودعا الى "اسقاط الرهان الاسرائيلي الاخير على ميليشيا لحد عبر تسليمها المواقع والدوريات ليتحمل افرادها الخسائر، لأن العدو لا يهمه لو قتل المئات منهم ولا يحرج ذلك بنيامين نتانياهو لأن ذلك ليس له اي اثر انتخابي بل ان ذلك امر ايجابي للتخلص من هذا المأزق". وجدّد نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم التأكيد "أن المقاومة غير ملتزمة أي تهدئة مع العدو من الآن أو حتى الإنتخابات الإسرائيلية أو بعدها، وستبقى في المرصاد له وستستمر في ضرباتها حتى يخرج من أرضنا ذليلاً من دون أن يحقق أياً من أهداف الإحتلال". وقال قاسم "ان كل قصف يصدر عن المجاهدين وكل عبوة تقتل إسرائيلياً وكل موقف يرفض الترتيبات الأمنية وكل مناصرة سياسية من أي طرف في مواجهة الإحتلال، هي مقاومة شرعية". وأضاف "عندما تقصف إسرائيل أي بلدة، ترتكب عدواناً وهي منذ احتلالها ارضنا تمثّل حال عدوان مستمرة، وعندما تبحث عن شروط لترتيبات أمنية تؤكد عدوانيتها، وعندما تريد مكاسب سياسية نتيجة احتلالها، ترتكب عملاً عدوانياً". إحتفالات قانا وأمّت بلدة قانا في قضاء صور منذ صباح أمس جموع من المواطنين، من مختلف المناطق اللبنانية إلى أضرحة شهدائها، لوضع الزهور والأكاليل عليها، في مشاركة رسميين لبنانيين والسفير الفرنسي دانيال جوانو ووفود حزبية وطالبية وثقافية وكشفية. وفي المكان الذي وقعت فيه المجزرة كان مركزاً للوحدة الفيدجية العاملة في إطار قوات الطوارئ الدولية لجأ إليه مواطنون هرباً من القصف الإسرائيلي قبل ثلاثة أعوام وزنّرته عوائل الشهداء، أقيم احتفال خطابي أجمع خلاله الخطباء على إدانة المجزرة واستمرار المقاومة حتى تحقيق الإنسحاب الإسرائيلي، واستنكار الممارسات والتعديات الإسرائيلية اليومية، وليس آخرها احتلال بلدة أرنون. وقال النائب محمد فنيش حزب الله "ان مجزرة قانا دليل الى ان الوسائل الديبلوماسية لا تنفع مع العدو الصهيوني" متهماً الأممالمتحدة ومؤسساتها بأنها "رهينة للولايات المتحدة" ومعتبراً أن "لا شيء يردع إسرائيل سوى مقاومتنا". وأقام الإتحاد العمالي العام مهرجاناً خطابياً في صور، للمناسبة نفسها، شارك فيه قادة نقابيون عرب. وشهدت حديقة الصنائع في بيروت نشاطاً، لمناسبة ذكرى قانا التي أراد طلاب ثانويون إخراجها من مجرد الإستنكار إلى مناسبة للتعبير المتنوع ثقافياً واجتماعياً. وتضمن النشاط حوارات مفتوحة وعروضاً مسرحية وأفلاماً وثائقية وعروض دمى ورسوماً. وكذلك أقيم مهرجان خطابي في كسروان أجمع فيه الخطباء من نواب وسياسيين على ضرورة التشبث بالمقاومة وبذل كل الجهود لتحرير الأراضي اللبنانيةالمحتلة. ونفّذ اعتصام في جبيل بدعوة من مركز الصحافة والخدمات الإعلامية وجّهت خلاله رسالة الى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان تطالب بفك أسر أرنون وشبعا وتحرير كل المناطق اللبنانيةالمحتلة الأخرى. الوضع الميداني وفي الوضع الميداني، وعشية اجتماع لجنة المراقبة المنبثقة من تفاهم نيسان ابريل للنظر في ثلاث شكاوى لبنانية على خلفية ضم بلدة أرنون وإصابة صحافي برصاص "جيش لبنان الجنوبي"، الموالي لإسرائيل، والقصف على بلدة ياطر، خرق الإسرائيليون أمس التفاهم عندما قصفوا بلدة عربصاليم في أقليم التفاح ما أدى إلى إصابة المواطن جواد موسى بجروح نقل على أثرها إلى مستشفى في النبطية، وتضرر عدد من المنازل. واستهدف القصف الإسرائيلي أيضاً موقع الجيش اللبناني في عربصاليم، ونجا عدد من الجنود بأعجوبة، وكذلك المدرسة الرسمية في البلدة حيث دمّرت غرفة الكومبيوتر المستحدثة فيها. ويتوقع ان يرتفع عدد الشكاوى اللبنانية الى اللجنة الى أربع. وفي بلدة أرنون، التي ضمّها الإحتلال الإسرائيلي الى المنطقة المحتلة، شوهدت صباح امس جرافة اسرائيلية ترفع السواتر حول موقع "الجنوبي" المستحدث عند مدخلها. وذكرت معلومات من البلدة ان عناصر من "الجنوبي" دهموا منزل المواطن ابراهيم عساف وصادروا منه هاتفاً خليوياً. وسجلت حركة انتقال خفيفة من داخل البلدة وإلى خارجها، أو بالعكس، عبر الطريق الضيقة المتعرجة بين الأسلاك الشائكة. وأعلنت المقاومة الإسلامية - الجناح العسكري ل"حزب الله" أن مجموعتين منها هاجمتا صباح أمس موقعي سجد والسويداء، وأكدت تحقيق إصابات مباشرة فيهما.