استقطبت المقبرة الجماعية لشهداء مجزرة قانا، في ذكراها الرابعة، شخصيات رسمية وسياسية ونقابية عمالية ومثقفين وفنانين لبنانيين وعرباً، قالت فيهم "ام سعيد" من اهالي قانا، كما نقلت عنها وكالة "فرانس برس" انه "ضجيج المناسبات، اما في باقي الايام فيسود المقبرة سكون مثل سكون كل المقابر". وكان 72 مثقفاً وفناناً من مصر وسورية شاركوا اللبنانيين، مساء اول من امس ، في احياء الذكرى تحت شعار "في مثل هذا المساء كانوا احياء" معربين عن املهم بتحقيق اعمال فنية وثقافية تتناول المجزرة التي حصدت 105 قتلى من المدنيين في 18 نيسان ابريل 1996 غالبيتهم الساحقة من النساء والاطفال. وعلى الاضرحة التي اصطفت في المقبرة وحملت صور قاطنيها، أضاء المشاركون بتأثر واضح الشموع فيما اصطف الكشافة حملة المشاعل حول المقبرة. وشدد الوزير المصري السابق محمد فائق على ان زيارة الوفد المصري "ليست فقط للتأكيد على المقاومة واهميتها وشرعيتها وعلى احياء ذكرى قانا، وانما كذلك للتذكير بما ارتكبه الكيان الصهيوني من مجازر من دير ياسين فلسطين الى بحر البقر مصرالى قانا". وقال الكاتب المصري احمد حمروش: "بزيارة قانا نسهم في فضح الجريمة الاسرائيلية ونحاول دفع اسرائيل لتعويض اقارب الضحايا والابرياء تماماً كما تفعل حيال من تدعي انهم احرقوا في المحرقة النازية". واعتبر المخرج والممثل السوري هاني الروماني في كلمة القاها باسم وفد بلاده "ان بطولات شعب لبنان وتضحياته ومقاومته اعادت إلى كل العرب زمن الانتصارات الذي فقدناه". وكان الضيوف العرب حضروا الى لبنان بمبادرة من مؤسسة الحريري برئاسة النائبة بهية الحريري التي دشنت بمشاركة رئيسي الوفدين المصري والسوري موقع "قانا كي لا ننسى" على انترنت وقد خصصته المؤسسة لتخليد الذكرى وإثارتها عالمياً. وتوالى الزوار على المقبرة امس، وفي مقدمهم عقيلة رئيس الجمهورية اندريه لحود وعقيلة رئيس المجلس النيابي رنده بري وعقيلة رئيس الجمهورية السابق منى الهراوي. وسار اليها وفد من الاتحادين العماليين اللبناني والعربي ونواب وشخصيات، والقيت خطابات عن المجزرة والمقاومة والتحرير ووحدة المصير مع سورية. وفي بيروت التي واكبت المناسبة عبر البث الحي على شاشات التلفزة، شاء جورج الزعني اعادة عرض معرضه المميز عن المناسبة بعد ثلاثة عروض في لندن وصيدا وانطلياس، وهذه المرة على حائط الجامعة الاميركية وتحت عنوان ورد هكذا "سنابل فوق ال قانا بل". فعلى امتداد المسافة الفاصلة من مطعم "الانكل سام" الى سينما "اديسون" غطت اللوحات، التي حملت قصاصات صحف اجنبية وعربية تحدثت عن المجزرة، سور الجامعة بعدما استأذنها الزعني ومؤسسات رسمية اخرى، الى جانب لوحات اخرى اوحى بها الزعني ونفذها الفنان باسكال كرنزا، بعضها حمل وجوهاً بلا ملامح فتحت افواهها على الألم، والبعض الآخر توسطته قصائد لأدونيس اصطبغت بلون احمر، لون الدم. وزين الزعني السور بمئات ثمار البرتقال والحامض وازهار الاقحوان بطريقة جذابة استقطبت عشرات المارة، الذين لم تألف عيونهم، منذ زمن شارع المكحول، لمسات "المغترب" العائد من جديد الى محترفه في شارع بلس. وقد رمز الى المعرض الذي ضم 143 لوحة، بينها صور المسؤولين في السلطة اثناء مناسبات جنوبية، ببرتقال الصمود بدلاً من عناقيد الغضب، فالجنوب الذي هو "اهل الخير" كما يقول الزعني في لوحة البداية هو ايضاً "ارض المفاجآت" .