} جددت وزارة الدفاع الاميركية انتقاد اسرائيل لبيعها الصين اسلحة متطورة بعدما اظهرت صورة اصدرها البنتاغون طائرة حربية صينية تضايق طائرة استطلاع اميركية وتحت اجنحتها صاروخ جو - جو من طراز "بايثون" الاسرائيلي. وقال الادميرال كويغلي "لا تحبذ تزويد قدرات قتالية من الطراز الاول للجيش الصيني". هل تشهد أزمة طائرة التجسس الأميركية التي لا تزال رابضة في الصين بمعداتها الالكترونية المتطورة، على قدرة الولاياتالمتحدة على رصد الأرض من الجو، أم على حاجتها الى أنظمة أكثر تطوراً؟ وأخيراً كشفت مصادر صحافية متطابقة، منها مجلة "لو نوفيل أوبسرفاتور" الفرنسية و"مؤسسة الدراسات الأمنية" في جنيف و"منظمة الأمن العالمي" في واشنطن، برنامجاً نوعياً جديداً للتجسس الفضائي. فمع حرب الخليج، عرف حلفاء الولاياتالمتحدة بوجود نظام "أيشلون" الذي يراقب أنواع الاتصالات كافة في العالم. وكشفت أميركا حينها، وجود "مكتب الاعتراض الوطني"، والمقصود اعتراض الاتصالات والتنصت على كل همس الكتروني في الأرض. ويتولى مكتب الاعتراض هذا البرنامج الضخم الذي يقضي بوضع 12 قمراً اصطناعياً مزودة كاميرات رقمية متطورة وكومبيوترات متقدمة ولواقط الكترونية ضخمة، محل ستة أقمار تؤدي المهمة نفسها الآن. وتصل قدرات هذه الأقمار الجديدة الى حد تصوير اي جسم على الأرض يزيد حجمه عن كرة البيسبول في أي وقت، ليلاً او نهاراً، وأياً تكن حال الطقس! وتبلغ الكلفة الاجمالية لهذا المشروع 25 بليون دولار، وتطلق تدريجاً الى الفضاء، خلال العقدين المقبلين. ويتولى مكتب الاعتراض تنسيق ثلاثة مستويات للرقابة والتجسس، هي الأقمار الاصطناعية وطائرات الاستطلاع، مثل "تي يو" الذائعة الصيت، ونظام محطات الرادار الأرضية "أيشلون" الذي يتنصت على المكالمات الدولية والفاكسات والبريد الالكتروني وموجات الراديو واللاسلكي في كل بقعة من العالم! وتتميز الاقمار الجديدة بكاميراتها المزوّدة عدسات تليسكوبية فائقة القدرة، هي نتاج تطور ابحاث رصد الفضاء من نوع تيلسكوب "هابل" الذي يقدر على رؤية اعماق المجرات السحيقة. وترى "رابطة علماء أميركا" ان الذكاء الحقيقي لنظام الأقمار التجسسية يكمن في شبكة دعم أرضي قوامها كومبيوترات فائقة سوبر كومبيوتر. وتجمع الشبكة بيانات الأقمار وصورها وتحولها نسقاً معلوماتياً يسهل لأسلحة الجيش الأميركي وأجهزة استخباراته استخدامه. وتتمثل القيمة الحقيقية في القدرة على ايصال الصور والمعلومات الى قادة مجموعات القتال المباشر على الأرض. وأعطيت "وكالة الاستخبارات المركزية" سي آي اي سلطة الادارة المتكاملة لنظم التجسس، بما في ذلك الأقمار الجديدة. وعند الضرورة، يقدر مدير الاستخبارات المركزية "توجيه" كل النظم لتركز على نقطة واحدة، ما يشكل دعماً لوجستياً لا يضاهى، يضاف الى القدرة القتالية للقوات الأميركية. وتقاطعت آراء المحللين في ان النظام الجديد في الأقمار الاصطناعية للتجسس يعطي مؤشراً آخر الى مضي الولاياتالمتحدة في دعم قدرتها على العمل المنفرد. ويملك بعض حلفاء الولاياتالمتحدة، خصوصاً فرنسا وألمانيا، أنظمة مشابهة لكنها تبدو قزمة الحجم قياساً الى الجبروت الاميركي.