ليما - أ ف ب - مع اعلان النتائج الاولية للدورة الاولى للانتخابات الرئاسية في البيرو التي جرت أول من أمس، طغى جو من الشك في هوية المتأهلين للدورة الاخيرة، بعدما كانت كل التقديرات اشارت الى ان الرئيس الاسبق آلان غارسيا سيتنافس في دورة ثانية مع المرشح الاوفر حظاً أليخندرو توليدو الخبير الاقتصادي خريج الجامعات الاميركية. وكشفت استطلاعات اتجاهات الناخبين عند مغادرتهم مراكز الاقتراع انس غارسيا 51 عاماً اليساري الشعبوي، حصل على حوالى 25 في المئة من الاصوات، ما يعني ان تأهله الى الدورة الثانية لن يكون اكيداً، لأن تقدمه بنسبة 2 في المئة على المرشحة الثالثة قد يؤدي الى مفاجأة عند اعلان النتائج الرسمية النهائية. ولن يكون المكتب الوطني للعمليات الانتخابية قادراً على اعلان النتائج النهائية قبل بضعة أيام. وأظهرت النتائج الاولية بعد فرز 23 في المئة من الاصوات حصول غارسيا على 06،26 في المئة في مقابل 54،23 في المئة الى لوردس فلورس نانو 41 عاماً من الحزب الديموقراطي المسيحي وهي أول امراة تترشح الى الانتخابات الرئاسية. بينما ظل أليخندرو توليدو 55 عاماً من اليسار- الوسط، متقدماً بنسبة 36،35 في المئة من الاصوات، علماً انه المرشح الاوفر حظاً في الفوز بعد تحقيقه نتائج جيدة في انتخابات العام الماضي ضد الرئيس المخلوع ألبرتو فوجيموري. لكن اذا بقيت النتيجة النهائية لأليخندرو توليدو على ما هي عليه الآن فان ذلك قد يحمل معاني جديدة. ويقول الفريدو توريس من مركز "ابويو" للاستطلاعات، الذي يعتبر الاكثر رصانة ودقة، ان فوز توليدو في الدورة الثانية لن يكون مضموناً الا اذا حصل على اكثر من 40 في المئة من الاصوات في الدورة الاولى. وقد اقر توليدو بأن الدورة الثانية ستكون ضرورية لتحديد خليفة فوجيموري. ولا يمكن لأي مرشح الفوز من الدورة الاولى الا اذا حصل على الاكثرية المطلقة من الاصوات. وقام توليدو مساء أول من أمس، بعد صمت دام ساعات عدة خلافاً لمنافسيه، بالقاء كلمة في حشد من مناصريه من على شرفة فندق وسط العاصمة ليعلن لهم انه بذل "كل ما في وسعه بشرياً" للفوز، داعياً مناصريه للمشاركة الكثيفة من أجل تحقيق النصر. وقال "بعد خمسة اسابيع سنحتفل بالفوز في القصر الرئاسي". بينما اكتفت لوردس فلورس بالتعليق انها لن تقر بصحة المعلومات القائلة انها ليست مؤهلة لخوض الدورة الثانية. واعلنت عبر التلفزيون "انها ليست سوى نتائج أولية ... لم يحسم شيء بعد بالنسبة الى المشاركة في الدورة الثانية. سيكون مفيداً ان ننتظر بحذر النتائج الحقيقية". وقد بقيت طوال الليل تؤكد تحفظها على النتائج الاولية، ولا تستبعد امكانية تأهلها لخوض الدورة الثانية. من جهته، أكد الرئيس الاسبق غارسيا تولى الحكم من 1985 الى 1990 في مؤتمر صحافي انه سيكون مؤهلاً لخوض الدورة الثانية. لكنه بدا حذراً جداً بالنسبة الى النتائج النهائية قائلاً ان "خفايا الاحصاءات" يمكن ان تضعه في المرتبة الثالثة لمصلحة المرشحة الديموقراطية - المسيحية. وأردف انه "اذا حصل ذلك فانني سأكون بين أول مهنئيها". وكان قد دعي 15 مليون ناخب للاقتراع أول من أمس، للمرة الثانية خلال السنة الحالية لانتخاب خليفة للرئيس فوجيموري الذي تمت تنحيته في العام الماضي في اعقاب فضيحة سياسية - مالية، ولانتخاب اعضاء في مجلس الشيوخ الذي يضم 120 شيخاً. وتمت هذه الانتخابات في اجواء هادئة عموماً، ولم تسجل الا حادثتين احداها هجوم مسلح من جماعة "الطريق المضيء" ماوية على مركز عسكري في الامازون، ادى الى اصابة عسكري بجروح بليغة. واكتشفت الشرطة بعد ساعات من ذلك في ليما، عبوات ناسفة عطلتها.