في خطوة غير مسبوقة طلب مواطن سويدي من أصل عراقي من ممثلية الأممالمتحدة في استوكهولم منحه اللجوء السياسي في أي بلد لا يمارس فيه التمييز والاضطهاد على أسس عرقية. ويتهم سليم صليوا، وهو معارض لنظام بلاده يقيم في استوكهولم منذ أكثر من 12 سنة، السلطات السويدية "باتباع اساليب قمعية في التعامل مع ذوي الأصول الأجنبية". وجاء في الطلب الذي قدمه صليوا الى الأممالمتحدة الشهر الماضي: "نحن ضحايا القمع العنصري السويدي، نعاني التمييز والتفرقة والحرب العنصرية السرية والارهاب النفسي المنظم، نطالبكم بمنحنا اللجوء السياسي في أي دولة أوروبية لا يمارس فيها التمييز العنصري كما يمارس ضدنا في السويد". وأضاف "نواجه أعتى أشكال الدكتاتورية والعنصرية ... تفوق كل أشكال العنصرية في اوروبا. فالأجنبي الذي يفتح فمه أو يقاوم العنصرية سيكون مصيره كمصير الفلسطيني الذي يقاوم عنصرية اسرائيل الارهابية، ويقمع على الطريقة السويدية". وكان صليوا قدم قبل خمسة أشهر طلباً مماثلاً للأمم المتحدة للحصول على اللجوء السياسي "في أي دولة من دول اللجوء لا تمارس القمع العرقي والظلم والحرب النفسية وقمع الأطفال الذي نواجهه في السويد منذ سنين". وبدأت "حملة صليوا" على السلطات السويدية منذ سنتين، إذ أمضى وقتاً طويلاً في مراجعة دوائر البلدية المسجل فيها بوتكيركا، جنوب العاصمة بغية الحصول على سكن من دون جدوى. ويرى صليوا ان هناك "مؤامرة" ضده، واتهم السلطات السويدية ب "التواطؤ" مع النظام العراقي لعدم توفير مسكن له. ومع ان السلطات السويدية ترفض التهم الموجهة اليها وتدافع بأن السويد تعاني أزمة سكن خانقة إلا ان سليم صليوا لا يرى تفسيراً آخر سوى التمييز العنصري. ويتهم صليوا النظام السويدي كله بالتمييز، ويقول ان السلطات المحلية تصف الأجانب بأنهم "مرتزقة من ذوي الشعر الأسود"، وفيما "تمارس المدارس التمييز ضد الأطفال الأجانب نجدها تتهمنا نحن بممارسة قمع أطفالنا في بيوتنا"، كما يتهم المؤسسات الصحية والاجتماعية بالتمييز. وتأتي مطالبة صليوا الأممالمتحدة بمساعدته في "اللجوء السياسي" بعد توجيهه رسائل عدة الى رئيس الوزراء السويدي يوران برشون ورئاسة البرلمان والصحافة، إضافة الى منظمات حقوق الانسان ومحكمة العدل الدولية، يشتكي فيها من "التمييز العنصري والتفرقة والارهاب النفسي المنظم والحرب السرية التي يتعرض لها المهاجرون"، منبهاً "الى ممارسات السويد المعادية للأقوام السامية والجنسين الأسمر والأصفر بطرق وأساليب سرية". ومع ان صليوا تلقى ردوداً على رسائله، من بينها رسالة من برشون نفسه، إلا انه اعتبرها "ردوداً لا قيمة لها". وفي رسالته الى رئيس الوزراء السويدي يقارن صليوا نظام الرئيس صدام حسين بالنظام السويدي فيقول: "مثلما قاومنا الجوع والظلم وحتى مشانق الدكتاتورية الفاشية العراقية سنقاوم العنصرية في بلادكم". ويستعيد صليوا في رسالته عبارات الأحزاب الشيوعية البائدة "نحن صامدون في وجه الاضطهاد الذي يمارسه العنصريون في نظامكم البرجوازي"، وذلك قبل تقديمه طلب اللجوء السياسي في أي دولة لا تمارس العنصرية على حد تعبيره. وغادر صليوا بلدته انكاوة في شمال العراق عام 1986 بعدما سجن ثلاث سنوات لمعارضته نظام الرئيس صدام حسين، ووصل في 1988 الى السويد وحصل على اللجوء السياسي ثم منح الجنسية السويدية بعد سنوات. ويقول انه هاجر هرباً "من النظام القمعي في العراق الى نظام قمعي آخر في السويد"، موضحاً انه "إذا كانت الحرب علنية والعنصرية واضحة في بعض الدول فانها سرية نفسية في دول أخرى". وعلق بعض المتابعين لموضوع صليوا بالقول: يبدو ان بعض العراقيين لشدة المآسي التي تعرض لها بات يحلم بجمهورية أفلاطون ولا يقبل بأقل منها.