أغلقت في مقديشو أمس سوق البكارة، أكبر أسواق التجارة الحرة في شرق افريقيا، وذلك للمرة الثانية في غضون أسبوع نتيجة انهيار الشلن الصومالي. وعاشت مقديشو أمس يوماً آخر في فوضى وتوتر وخوف نتيجة ارتفاع أسعار السلع الأساسية وعدم تحديد قيمة معينة لأسعار البضائع، بسبب دخول شحنات كبيرة من العملة الصومالية الشلن إلى العاصمة طبعت في أندونيسيا لمصلحة تجار صوماليين. ووصل سعر صرف الشلن الصومالي في مقابل الدولار 15.20 ألف شلن، وهو أدنى معدل يصل إليه الشلن الصومالي في تاريخ البلد. وازاء هذا الوضع تدهورت الحال المعيشية في البلاد التي تعاني أصلاً من الفقر، بسبب الفوضى وغياب حكومة مركزية قوية منذ اندلاع الحرب الأهلية بعد إطاحة نظام محمد سياد بري العام 1991. واحتجاجاً على هذا الوضع المتردي، أصدرت النقابات التجارية والمهنية المختلفة بيانات دانت فيها التجار الذين قاموا بطباعة العملة، وطالبت الحكومة بطباعة عملة شرعية وإلغاء العملات التي وصلت حديثاً إلى البلاد. وفي المقابل أصدر التجار الذين طبعوا العملة بياناً أكدوا فيه اعتذارهم الشديد للحكومة والشعب عما لحقهم من ضرر بسبب العملة الجديدة، ووعدوا بعدم طباعتها مجدداً. كما وعدوا بعدم تداول هذه العملة في الأسواق. وتحدث بيان التجار عن الأسباب التي أدت إلى طباعة العملة ومن ضمنها استمرار الفوضى في ظل غياب حكومة مركزية، وحاجة السوق إلى عملة محلية للتبادل التجاري. وتدرس الحكومة الجديدة برئاسة عبدي قاسم صلاد حسن إمكان طباعة عملة جديدة تحل محل العملة الحالية، كما تبحث في اقتراحات لمصادرة العملة الحالية.