حطت طائرة تنقل حوالي ثلاثين بليوناً من اوراق النقد الصومالي فئة الالف شلن حوالي خمسة ملايين دولار, في مطار باليدوغلي وسط الصومال مساء الثلثاء، ونُقلت مباشرة الى العاصمة مقديشو تحت حراسة مشددة لمصلحة تحالف يضم مجموعة من رجال الاعمال في العاصمة. وحصل هذا "التحالف"على فرصته اخيراً في إدارة "بورصة الشلن الصومالي" في بلد لا يوجد فيه مصرف مركزي ولاحكومة مركزية منذ العام 1991، وتدير شؤونه مجموعة الميليشيات المتناحرة. وتعتبر كمية الاوراق النقدية التي وصلت اخيراً، الثالثة التي تُطبع خارج البلاد خلال سنة، وتسبب تداولها غير المُنظم في زيادة التضخم وهبوط سعر صرف الشلن امام الدولار والعملات الرئيسية الاخرى القابلة للتداول. وسبق ان اشرف زعيم "التحالف الوطني الصومالي" حسين محمد فارح عيديد على طباعة الكميتين السابقتين من الشلن بالتنسيق مع حليفه زعيم "التحالف لانقاذ الصومال" علي مهدي محمد. وكان جزء من هذه الاموال يذهب لمصلحة المجهود الحربي ومرتبات افراد الميليشيات. وقال احد كبار التجار ل"الحياة" في مقديشو، ان العملة الورقية التي وصلت الثلثاء وُضعت في مصرف خاص برجال الاعمال في السوق الرئيسي وسط العاصمة. واكد ان كمية الاموال الجديدة لن تُشكل اعباء اضافية على مستوى المعيشة في البلاد، ولن تُستخدم لمصلحة الميليشيات وسيُنفق جزء منها على مشاريع تنمية لمصلحة الفقراء والنازحين في مقديشو ومدن اخرى. ورفض التاجر نفسه كشف مصدر طباعة العملة، لكن تردد في العاصمة اخيراً ان شركة "ادورنو" الماليزية كانت الوسيط بين رجال الاعمال وبين شركة كندية طبعت العملة في احدى المدن الكندية. ولدى رجال الاعمال وتجار العاصمة ميليشيات خاصة بهم، وبدأوا اخيراً في ترتيب تحالفات مع ميليشيات قبلية مناوئة لميليشيات الزعيمين التقليديين عيديد وعلي مهدي.