لندن - رويترز، ا ف ب - ينشر العلماء اليوم اول حلقة من خريطة الجينات البشرية في تقدم يبشر باحداث ثورة في فهم الامراض وعلاجها. ومع ان النشر التفصيلي للخريطة الوراثية للبشر بين ان عدد ما يتضمنه "الجينوم" البشري من مورثات يقل كثيرا عما كان معتقدا، الا انه يفتح مع ذلك منجما ذهبيا من المعلومات التي يتعين على الباحثين الانكباب على دراستها للتوصل الى انتاج ادوية المستقبل. وبعد اكثر من عقد من الابحاث المكثفة يقدم كل من الكونسورسيوم الدولي الحكومي ومنافسته شركة "ساليرا جينوميكس" الاميركية نسخته "المستكملة" من الجينوم التي ستوضع تحت تصرف الاوساط العلمية مع نشرها في مجلتي "نيتشر" و"ساينس" وعلى شبكة الانترنت. ويؤكد هذا العمل الضخم المتمثل في فك رموز "كتاب الحياة العظيم" ان عدد الجينات الوراثية للانسان اقل مما كان يعتقد حتى الان اذ يكاد يبلغ 30 الف مورثة، اي ما يقارب ضعفي المخزون الوراثي للذبابة. وتقول باربرا جاسني المسؤولة في مجلة "ساينس" ان المطلوب الان معرفة "كيف يمكن لهذا العدد القليل من المورثات ان يكون ذبابة او انساناً". ويظهر تحليل المخزون الوراثي للبشر احتواءه على مساحات شاسعة شبه خالية، مع القليل من المورثات او انعدامها، وعلى جينات متجمعة في "تجمعات" وعلى اثار تبادل بين جينات وبكتيريا. ويتضمن الجينوم البشري تنوعا كبيرا للجينات التي توجد لاكثر من مليونين منها اهمية كبرى في الابحاث المتعلقة بالطب الشخصي. وهذه التغييرات الدقيقة المعروفة باسم "بوليمورفيزم مونونيكليوتيديك" التعدد الشكلي الاحادي النواة هي التي تميز البشر عن بعضهم بعضا. وتلعب هذه التغييرات دورا كبيرا في الاستعداد الوراثي للاصابة بكل انواع الامراض مثل السكري او الزهايمر وفي "الطريقة التي يستقبل بها الجسم الدواء". لكن العلماء يقرون بأنهم لا يعرفون وظائف نحو 40 في المئة من الجينات. ويبدو ان الثابت حتى الان ان الطريق الى عصر جديد من العلاج القائم على علم الجينات طريق اطول واكثر كلفة مما كان يعتقد في البداية. ويشكك البعض في ان وضع تسلسل لنحو 1،3 بليون حرف من الحمض النووي في "دليل" الكتروني يحدد جميع السمات البشرية سيغير بالتالي الرعاية الصحية.