اعلن وزير النقل السوري مكرم عبيد ان وزارته رصدت موازنة استثمارية قيمتها 16 بليون ليرة سورية لرفع مستوى الخدمة الجوية والبرية وسكك الحديد. واكد ان الوزارة تسعى الى جعل "مؤسسة الطيران السورية" قادرة على منافسة الشركات العالمية لجهة الخدمة والسعر تكثّف وزارة النقل السورية جهودها لدراسة تحسين ورفع مستوى الاداء ورفعه في قطاع النقل الجوي وتأمين المناخ الملائم لعمل شركات الطيران بعد الشكاوى المتعددة التي تعالت من المسافرين على الخطوط الجوية السورية. وتسعى الوزارة الى تأمين الشروط الملائمة ل"السورية" لخوض منافسة على مستوى الخدمات والاسعار مع الشركات الاخرى. وقال الوزير عبيد انه "كان هناك بعض العوائق السابقة التي تم تخطيها اذ ان متوسط عمر الطائرات من 25 الى 15 سنة". مشيراً الى ان هذا الامر يخفّف الكلفة ويؤدي الى تخفيض الاسعار. وكشف ان هناك حالياً "حواراً مع وزارة المال لتطبيق مبدأ الاهتلاك على 80 في المئة من الطائرة وليس على 20 في المئة الامر الذي من شأنه تخفيف الكلف والنفقات". واكد ان تذاكر "السورية" حالياً ذات مستوى تنافسي مشيراً الى ان الوزارة تقوم دوماً بسبر السوق لكي تبقى "السورية" قادرة على منافسة الشركات الاخرى على رغم ان بعض الشركات يلجأ احياناً الى تخفيض الاسعار في شكل غير معلن وغير متفق عليه، ولفترة معينة، ثم يعود الى الاسعار العادية وهذا الامر يخضع للمتابعة لتبقى السورية منافسة". يشار الى ان الوزارة رصدت موازنة استثمارية كبيرة للسنة الجارية مقارنة مع العام الماضي بلغت 16 بليون ليرة سورية في حين لم تتجاوز موازنة العام الماضي 5.3 بليون ليرة. وخصص من الموازنة الجديدة 6.5 بليون للسكك الحديث وثلاثة الى اربعة بلايين للمرافىء والموانىء، وسيوظف الباقي لمضاعفة الاسطول الجوي وفتح خطوط جديدة الى العالم الخارجي مثل خط دمشق - كاراكاس ودمشق - سان باولو ودمشق - استراليا. وكانت الحكومة السورية قررت احداث شركة مشتركة سورية - لبنانية للنقل الجوي الداخلي والاقليمي هي الاولى من نوعها، باعتبار ان "السورية"الجهة الوطنية الناقلة للبضائع والركاب والمالكة للاسطول الجوي السوري. وتتجه دمشق الى التعاقد مع شركة "دورنيير" الالمانية المصنّعة للطائرات لشراء بعض الطائرات الجديدة. اذ قام وزير النقل مكرم عبيد ومسؤولو الطيران في سورية برحلة تجريبية خاصة على احدى طائرات الشركة من طراز"تكسي جوي" طراز "جت 32" بين دمشق واللاذقية ذهاباً واياباً. واوضح عبيد ان الشركة المشتركة سيكون قوامها الاساسي "السورية" و"ميدل ايست" اللبنانية بحدود 30 في المئة من الاسهم و40 في المئة للمساهمين من القطاع الخاص السوري واللبناني و30 في المئة تطرح في سوق تداول الاسهم. لافتاً الى "ان جزءاً من رأس المال سيكون اكتتاباً في الاسواق السورية والعربية سيما وان سورية تتجه الى انشاء سوق الاسهم التي يُدرس قانونها في الوقت الحاضر". واشار الى ان التصور القائم في الوقت الحاضر ينص على بدء هذه الشركة الصغيرة بأسطول يضم نحو طائرتين وتكون سعة الطائرة بحدود 30 راكباً ويكون من مهام هذه الطائرات ان تجول في المطارات المحلية والمنطقة والاقليم وبرحلات "شارتر" مستأجرة لمسافات محددة لاتتعدى ساعتين او ثلاث ساعات وتؤدي ايضاً غرض تغذية حركة الطيران الدولي في المطارات الدولية بين دمشق وبيروت وعمان. وقال عبيد: "الرأس مال الاسمي لهذه الشركة يمكن ان يتفق عليه المؤسسون اما الرأس مال الفعلي فيمكن ان يكون بحدود 20 مليون دولار وهذا يعتمد على ما سيحدده المؤسسون في الصيغة النهائية بعد انجاز دراسة الجدوى الاقتصادية وسيتقدم المؤسسون بالاستمارة المطلوبة لاحداث الشركة على اساس قانون الاستثمار رقم 10. وتوقع ان تبدأ الاجراءات الفعلية في النصف الثاني من السنة الجارية ويمكن ان تظهر الى حيز الوجود نهاية السنة. وكانت شركة "دغمش" قامت بدراسة الجدوى الاقتصادية المتعلقة بانضمام هذه الطائرات الى الاسطول السوري. وجاء في الدراسة ان كلفة طائرة "التاكسي الجوي" ذات 32 مقعداً يبلغ مليون دولار. يُشار الى ان واردات مؤسسة الطيران ناهزت العام الماضي 87.8 مليون دولار في حين ان نفقاتها الثابتة وصلت الى 3.9 مليون دولار والمتغيرة 22.7 مليون دولار. وبلغ عدد محطاتها الخارجية 33 محطة. وكان الاسطول السوري دُعم خلال العام الماضي بست طائرات من نوع "ايرباص" بلغت قيمتها 250 مليون دولار، ثلاث منها بسعة 180مقعداً وثلاث بسعة 130 مقعداً. وتعتبر "السورية" الجهة الوطنية الناقلة للبضائع والركاب والمالكة للاسطول الجوي السوري. وتتعدد المحطات الوسيطة على رحلات الخطوط السورية والسبب في ذلك انخفاض عدد طائرات الاسطول الامر الذي يُلزم المسافر احياناً التوقف في محطات عدة قبل الوصول الى النقطة المطلوبة. وتُواجه الشركة منافسة شديدة من الشركات العالمية الاخرى بسبب ضرورة توحيد اسعار البطاقات حسب انظمة منظمة "اياتا" "الا انها ومن خلال التزامها بكل ما يصدر من تعليمات وتوجيهات مهنية بهذا الخصوص تمارس منافسة في جو من الحرية التجارية الكاملة" حسب قول مصدر في الشركة. وهناك اتفاقات ثنائية مع شركات الطيران التي تعمل في سورية كما هو الحال بالنسبة الى شركات الطيران الاخرى في اسواقها الوطنية وهذه الاتفاقات من نوعين: اتفاقات مع شركات تُسيّر رحلات من دمشق الى مدن عالمية وتُشغّل "السورية" خطوطاً اليها اذ يتم التعاقد في تسير رحلة مقابل رحلة، او اتفاقات مع شركات تُسيّر رحلات من دمشق الى مدن عالمية ليس فيها ل"السورية" خطوط اليها وهنا يتم التعاقد، على ان تحصل "السورية" على نسبة من سعر بطاقات الركاب. تحسين المطارات وطالما ان مطار الدولة يعتبر الوجه الحضاري الاول الذي يراه الزائر لدى وصوله البلد، ابدت وزارة النقل اخيراً اهتماماً خاصاً بتحسين مستوى المطارات السورية وتجهيزها بأحدث التجهيزات والتقنيات وتوسيع الساحات والصالات بغية تأمين أفضل الخدمات للمواطنين. وتقوم على تخديم "الخطوط السورية" جهتان: "السورية" و"المديرية العامة للطيران المدني". وتكمل الجهتان بعضهما بعضاً، فتشرف "الطيران المدني" على المطارات وهي المالكة المباشرة لها، والمستثمرة الرئيسة للابنية القائمة على ارضها، والمشرفة على الاجواء والمنظمة لحركة الطيران مروراً او هبوطاً كما تمثل الحكومة في الاتفاقات الدولية مثل افتتاح الخطوط الجديدة او تنظيم علاقات النقل وماشابه ذلك. اما "مؤسسة الطيران العربية السورية" فهي الجهة الوطنية التي تنقل الركاب والبضائع وتملك الاسطول التجاري وتضع خطط استثماره. وهي الوكيلة الوحيدة لخدمات الطائرات التي تهبط في المطارات السورية وتقدم الخدمات المباشرة للركاب كاجراءات الحجز وقطع التذاكر. وترتبط سورية مع العالم عبر مطاراتها الدولية الثلاثة: دمشق وحلب واللاذقية. ويُعتبر مطار دمشق أنشطها حركة وتصل طاقته الاستيعابية الى2.5 مليون مسافر سنوياً، ويرتبط عن طريق الاتفاقات الثنائية بنحو 50 مطاراً عالمياً. وشهد مطار دمشق اخيراً تزايداً ملحوظاً في حركة النقل الجوي اذ ارتفع عدد الطائرات الهابطة والمقلعة الى 22.964 الف طائرة عام 1999 بنسبة زيادة قدرها ثلاثة في المئة عن عام 1998، كما ارتفع عدد الركاب القادمين والمغادرين الى 1.6 مليون راكب ومجموع شحن الصادرات والواردات من البضائع من الدول العربية والاجنبية الى 2386 طناً. ويأتي هذا التحسن نتيجة عمليات التطوير الكبيرة التي طرأت في السنوات الاخيرة على بعض مرافقه والتي من اهمها اقامة مبنى الركاب الجديد، الذي يعتبر من الانجازات الهامة التي تدخل في مجال الانتاج وخدمات النقل والمواصلات معاً. ويستطيع هذا المبنى استيعاب مليونين ونصف مليون راكب سنوياً في الوقت الحالي، وهناك جهود تبذل للتوسع في هذا المبنى لرفع سعته الاستيعابية الى اربعة ملايين راكب سنوياً في السنين القليلة المقبلة. وتم توسيع ساحة وقوف الطائرات اذ اصبحت تستوعب 28 طائرة، وترميم واحداث صالات الشرف في مبنى المراسم التي جهزت بخدمات الانترنت والبريد الالكتروني. كما احدثت صالة شرف لركاب الدرجة الاولى يمكن استعمالها من قبل رجال الاعمال. وزود المطار بمقسم هاتف حديث لتسهيل الاتصالات ووحدات للتبريد وتم تجديد الابواب الآلية وتركيب مجموعات توليد كهربائية للحيلولة دون انقطاع التيار الكهربائي عن المطار عند انقطاع الكهرباء العامة. كما جرى تزويد المطار بأجهزة الترددات العالية جداً التي تستعمل في تأمين سلامة الطيران VHE واجهزة تسجيل لتفتيش الحقائب، ونظام اعلانات متحركة وهي عبارة عن لوحات الكترونية للاعلان عن حركة الطائرات المقلعة والهابطة. وسيتم تزويد المطار بنظام راداري متطور لخدمة حركة جميع الطائرات وتأمين سلامة الحركة الجوية وبشبكة للحواسب ونظام اتصالات لخدمة المطارات ومبادلة الاتصالات ما بينها. وستركب اجهزة اذاعة حديثة للاعلان عن وصول ومغادرة الطائرات اضافة الى تركيب جهاز مراقبة امني وتجديد الأقشطة والاحزمة المتحركة واستبدال النظام الخاص بنقل الامتعة. كما سيزوّد المطار بآليات اطفاء واسعاف وعدد من الباصات والميكروباصات لنقل العاملين من والى المطار. واعدت مديرية الطيران المدني، بالتنسيق مع مركز البحوث العلمية والمنظمة الدولية للطيران المدني "الايكاد"، الدراسات اللازمة لادخال انظمة التسيير الذاتي في الادارات المركزية لأتمتة الطيران المدني . ويحتل مطار حلب المرتبة الثانية في البلاد. وانتهت عمليات توسيعه عام 1993 ليصل طول مدرجه الى تسعة آلاف قدم وتم تجهيز الساحات اللازمة لوقوف الطائرات. كما تم الانتهاء من بناء محطة استقبال الركاب التي بلغت مساحتها في طوابقها الثلاث 24 الف متر مربع. وبذلك اصبح متاحاً للمطار استيعاب نحو ثلاثة ملايين راكب سنوياً واستقبال جميع انواع الطائرات. ويأتي "مطار باسل الاسد" في اللاذقية في المرتبة الثالثة على صعيد الحركة. وانتهت اعمال توسيعه وتحويله الى مطار سياحي قابل لاستيعاب جميع انواع الطائرات. وتُسيّر "السورية" منه رحلات عالمية الى القاهرة واثينا وجدة ونيقوسيا. وهناك رحلات اضافية يتم تسييرها في المواسم السياحية.