خرجت تظاهرات قليلة أمس تأييداً لحق الفلسطينيين في الدفاع عن أنفسهم واستنكاراً للهجمات الإسرائيلية على المدنيين والسلطة. فسار مئات المتظاهرين في القاهرةوالبحرين واعتصم العشرات في لبنان، مطالبين الدول العربية بموقف من "المجزرة" التي يرتكبها رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون. وتجمع مئات المواطنين امس في مسجد عمر مكرم في ميدان التحرير وسط القاهرة ورددوا هتافات تندد بالتأييد الأميركي للعدوان الإسرائيلي، وتحذر من "عدوان وشيك على العراق"، وطالبوا الحكومات العربية بدعم الانتفاضة الفلسطينية إلى حين تحرير الأراضي المحتلة. واحتشد المتظاهرون عند باب المسجد بعدما طوقت قوات مكافحة الشغب شوارع ضاحية غاردن سيتي حيث مقر السفارتين الأميركية والبريطانية ومنعوا المحتجين من الخروج في مسيرة، واكتفى أفراد الشرطة بمراقبة المتظاهرين من بعيد. ونظم التظاهرة الناصريون الذين رددوا هتافات عدة تتهم إسرائيل واميركا بالإرهاب وتدعو إلى وقف سياسة التسوية السلمية، وأكدوا ضرورة استمرار الكفاح المسلح والعمليات الاستشهادية، محذرين من المحاولات الاميركية لضرب العراق وطالبوا القادة العرب بوقفة جادة ضد اميركا وإسرائيل. وأصدر اتحاد الشباب التقدمي منظمة تابعة لحزب التجمع بياناً وصف فيه رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون بأنه "سفاح يقود عصابة اجرامية تقوم بتصفية قادة المقاومة الفلسطينية وينشر الدمار في كل مكان"، وزاد البيان أنه "من العار ان تستمر علاقاتنا مع العدو الصهيوني ولتكن لنا وقفة مع الصديق الاميركي راعي عملية السلام". إلى ذلك، يتوجه صباح اليوم وفد شعبي يضم رؤساء وممثلي نقابات مهنية ورموزاً سياسية وفكرية الى مقر البرلمان لمقابلة رئيسه وتقديم مذكرة تحمل مئات التوقيعات تحض على تبني تدابير أكثر فاعلية ضد إسرائيل. وتُطالب الحكومة بقطع العلاقات مع إسرائيل وطرد سفيرها من القاهرة ووقف كل أشكال التطبيع معها واعتماد خطاب سياسي يفرق بوضوح بين الإرهاب والمقاومة المسلحة الوطنية المشروعة لتحرير الأراضي المحتلة. في البحرين، تظاهر المئات في المحرق شمال المنامة، تعبيراً عن تضامنهم مع الفلسطينيين وشجبهم ل"المجازر" التي ترتكبها اسرائيل بحقهم والصمت الدولي حيالها. وناشد المتظاهرون، الذين انطلقوا بعد صلاة الجمعة من جامع "حمد كانو" في المحرق، الفلسطينيين بعدم الانجرار الى الاقتتال الداخلي الذي قالوا انه لن يخدم سوى إسرائيل. كما ناشدوا الدول العربية اتخاذ موقف "يخرج من نطاق التصريحات الديبلوماسية إلى موقف يظهر للرأي العام العربي والدولي وجود إرادة عربية فاعلة وتقديم أشكال الدعم كافة للانتفاضة الفلسطينية واتخاذ مواقف حازمة تجاه الدول التي تدعم إسرائيل، خصوصاً الولاياتالمتحدة". وطالبوا في بيان تلي في نهاية المسيرة، الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان بالتدخل لوقف "استباحة إسرائيل الاتفاقات والأعراف الدولية وبوضع حد لسياسة الاغتيالات وهدم المنازل واحتلال الأراضي الفلسطينية ومهاجمة مناطق السلطة الوطنية الفلسطينية وكل ما يرمز للسيادة الفلسطينية". وفي لبنان، شارك حوالى 1500 فلسطيني ولبناني أمس في حركات اعتصام دعماً لعرفات، ودعوا الأممالمتحدة إلى حماية الشعب الفلسطيني. وقصد المعتصمون الذين حملوا صور عرفات، مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في صيدا، ورفعوا لافتات كتب عليها "نجدد ولاءنا لياسر عرفات الرمز الحي للشعب الفلسطيني". وفي صور، على مسافة 83 كلم جنوببيروت، شارك ألف فلسطيني ولبناني في اعتصام أمام مقر قوة الطوارئ الدولية. ونظم الاعتصام بدعوة من منظمة التحرير الفلسطينية وحركات يسارية لبنانية. ووجه المشاركون مذكرة إلى أنان طالبين منه "الخروج عن صمته ... وضمان حماية الشعب الفلسطيني".