سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مواقف لبنانية تدعو القمة العربية الى مقاطعة إسرائيل ودعم الانتفاضة . تظاهرات تحرق علم الأمم المتحدة و"أونروا" توقف خدماتها وجنبلاط ينبه من حروب صليبية وحزب الله يدعو الى ترتيب الاولويات
غادر رئيس الجمهورية اللبنانية إميل لحود بيروت أمس الى القاهرة على رأس وفد رسمي للمشاركة في القمة العربية الطارئة التي تعقد اليوم. وعشيتها سارت في بيروت ومخيم عين الحلوة جنوبلبنان تظاهرات داعمة للشعب الفلسطيني أحرق خلال إحداها علم الأممالمتحدة، فردت وكالة "اونروا" بوقف الخدمات. وصدرت سلسلة مواقف دعت القادة العرب الى استجابة نبض الشارع العربي وأجمعت على المطالبة بمقاطعة إسرائيل اقتصادياً وسياسياً ووقف التطبيع. فقد دعا رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط "إما إلى أن تستمر المواجهة الى ما لا نهاية، وإما الى أن يتوافر مناخ للحوار المتكافئ لرعاية مصالح الشعوب العربية والغربية خصوصاً حول البحر الأبيض المتوسط تفادياً لحرب صليبية جديدة قد لا تنتهي". وأضاف "لا قيمة للقمة العربية إذا لم تعتمد أن اتفاق اوسلو انتهى ولا بد من دفنه مع كل ملحقاته والعودة الى مدريد والقرارات الدولية وعلى رأسها القرار الرقم 242... وإذا لم يتيقن الحكام العرب أن هناك استحالة للعيش المشترك بين اليهود والعرب في صيغة يحتل فيها اليهود الأرض العربية خصوصاً في الضفة والقطاع والقدس وبالتالي لا بد من إزالة المستوطنات الموجودة في الضفة والقطاع وحول القدس وفي الجليل وخصوصاً مستوطنة "معاليه ادوميم" التي تقطع أوصال الضفة". ورأى أن "لا قيمة للقمة العربية إذا لم ترفع الحواجز الداخلية من أحكام عربية وحالات طوارئ ومختلف أنواع القيود التي تكبل الشعب العربي وتحاول منعه من المشاركة الفعلية في القرار السياسي وفي التحرير، والتواصل مع الشعب الفلسطيني، وأثبتت التظاهرات الهائلة في كل أقطار العرب أن الوحدة العربية موجودة فوق الحدود والأنظمة والحواجز الأمنية والاستخباراتية، ولا قيمة للقمة إذا لم تفتح كل الحدود للعمل الشعبي المسلح الذي أثبت نجاحه في جنوبلبنان واستطاع أن يهزم الآلة العسكرية الإسرائيلية". واعتبر أن "الحريات واحترام الرأي الآخر أهم بكثير من الأنظمة والاتفاقات الجانبية التي وقّعت مع إسرائيل برعاية أميركا". وإذ لفت الى عرب فلسطينالمحتلة عام 1948 وما حصل خلال المواجهات، قال: "تفادياً لتهجير جديد، لا بد من أن تُعطى تلك القلة العربية الحقوق المشروعة على افتراض أن من الممكن الوصول الى صيغة توافقية مع النظرية الصهيونية... وأشك في ذلك". وندد مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك ب"الظلم الذي يحل بالفلسطينيين وإهراق دمائهم"، مؤيداً "قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس على أساس الانسحاب الكامل من المناطق الفلسطينيةالمحتلة وتنفيذ قرارات الأممالمتحدة في شأن عودة اللاجئين". ودعا "حزب الله" الى "إعادة ترتيب الأولويات العربية فيعاد الاعتبار الى مركزية القضية الفلسطينية بكل ما يتطلبه ذلك من إجراءات عملية لحماية الانتفاضة وتقديم الدعم والعون الى الشعب الفلسطيني وفتح الحدود امام الراغبين في المقاومة والجهاد وتزويد الشعب الفلسطيني السلاح". ودعا السيد محمد حسين فضل الله الى "محاصرة المصالح الأميركية وعدم الاكتفاء بالتظاهر والتصريحات الاحتجاجية والحماسة اللاهبة بل التحرك على الأرض بالمقاطعة والمواجهة في نطاق خطة متكاملة". ووجه المؤتمر القومي العربي والمؤتمر القومي - الإسلامي مذكرة الى القمة العربية، تدعو الى التزام دعم الانتفاضة واستعادة القدس وقطع العلاقات الديبلوماسية مع إسرائيل ووقف إجراءات التطبيع وإزالة العوائق أمام حرية الجماهير العربية وتحقيق مصالحة عربية شاملة ووضع خطة مواجهة شاملة على كل الصعد واتخاذ إجراءات دعم فعلي للصمود السوري واللبناني في مواجهة التهديدات الإسرائيلية. وأحرق متظاهرون فلسطينيون، للمرة الأولى، علم الأممالمتحدة على المدخل الشمالي لمخيم عين الحلوة، إضافة الى العلمين الإسرائيلي والأميركي، ودعا الناطق باسم اللجان الشعبية الفلسطينية في المخيم عبد مقدح الزعماء العرب الى اتخاذ قرارات في حجم التضحيات التي يقدمها الشعب الفلسطيني وإغلاق المكاتب والسفارات الاسرائيلية في كل الدول العربية وطرد الديبلوماسيين الإسرائيليين". وأضاف: "إن الشعب الفلسطيني غاضب من الهيئات الدولية ومن الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان" واصفاً إياه بأنه "سمسار لليهود". وردت إدارة "أونروا" على إحراق علم الأممالمتحدة بوقف الخدمات للفلسطينيين، وأعلنت تعليقها في منطقة صيدا. وبعد الظهر انطلقت تظاهرة حاشدة من أمام جامعة بيروت العربية الى مقبرة الشهداء، وردد المتظاهرون هتافات تندد بأميركا وإسرائيل ورئيس حكومتها وزعيم حزب الليكود آرييل شارون، وتستنكر قمة شرم الشيخ. ونظمت "الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين" والمنظمات الديموقراطية الفلسطينية وفاعليات المخيمات في لبنان اعتصاماً حاشداً أمام مقر الجامعة العربية في منطقة المتحف. وألقى عضو اللجنة المركزية في "الديموقراطية" علي فيصل كلمة دعا فيها الى "إعلان تجسيد سيادة دولة فلسطين عبر القمة العربية في حدود 4 حزيران يونيو وعاصمتها القدس". وطالب الزعماء العرب بالاعتراف الفوري بها وتأمين مقوماتها ورفض الضغوط الأميركية والإسرائيلية.