نيودلهي، إسلام آباد، مظفر آباد باكستان، طهران - أ ف ب، رويترز - توعد رئيس الوزراء الهندي أتال بيهاري فاجبايي أمس باستئصال شأفة "الارهاب الذي ترعاه باكستان عبر الحدود"، لكنه أكد أن نيودلهي ستبذل قصارى جهدها لتجنب اندلاع حرب مع جارتها اللدود. وطلب من المواطنين الهنود أن يكونوا مستعدين لمواجهة "أي احتمال". وقال في مؤتمر لحزب بهاراتيا جاناتا الذي يتزعم الائتلاف الحكومي: "هدفنا إنهاء الارهاب الذي ترعاه باكستان عبر الحدود... وسنستخدم كل الوسائل والموارد المتاحة لتحقيق هذا الهدف". وشدد على أن الهند لن تتعرض لضغوط خارجية للتخفيف من وتيرة تصديها للارهاب "وإذا لزم الامر فإنها ستخوض هذه المعركة وحدها". ورفضت الهند أمس اقتراحًا باكستانيًا لعقد قمة بين فاجبايي والرئيس الباكستاني برويز مشرف على هامش اجتماع إقليمي في النيبال الاسبوع المقبل. وأكدت ناطقة باسم وزارة الخارجية أن نيودلهي أذنت في المقابل للرئيس الباكستاني بعبور مجالها الجوي للتوجه الى اجتماع "جمعية آسيا الجنوبية من أجل التعاون الاقليمي" في النيبال الأسبوع المقبل. وأوضحت الناطقة "أن الاجواء ليست مؤاتية للحوار"، موضحة أن باكستان لم تحظر، كما طلبت نيودلهي، نشاط حركتين إسلاميتين اتهمتهما بشن هجمات انطلاقًا من الاراضي الباكستانية على البرلمان الهندي في 13 من الشهر الجاري. وكان الرئيس مشرف أعلن الجمعة أنه مستعد لاجراء محادثات ثنائية مع فاجبايي خلال القمة المذكورة. وفي إسلام آباد، أعلن وزير الخارجية الباكستاني عبدالستار عزيز أن الوضع مع الهند لا يزال يشهد "توترًا خطيرًا" مؤكدًا في الوقت نفسه أن استخدام الاسلحة النووية أمر "لا يمكن تصوره". ولم يستبعد إعادة نشر القوات المحتشدة حاليًا في الغرب على الحدود الافغانية باتجاه الشرق على الحدود الهندية معتبرًا ان تكثيف القوات الهندية على الحدود "يهدد السلام" في المنطقة. وأوضح: "قد تتخذ باكستان إذا اقتضى الامر قرارًا بنقل قواتها في الوجهة المناسبة للدفاع عن الدولة" الامر الذي قد يسبب إحراجًا لواشنطن. وتوقعت إحدى الصحف الهندية أمس أن يلتقي وزير الخارجية الهندي جاسوانت سينغ نظيره الباكستاني عبد الستار عزيز أثناء انعقاد قمة دول جنوب آسيا في النيبال. وتدهورت العلاقات العسكرية والديبلوماسية بين البلدين الى حد كبير بعد الهجوم على البرلمان الفيديرالي الهندي في نيودلهي في 13 الشهر الجاري. واتهمت الهند منظمتين إسلاميتين ناشطتين في باكستان بتنفيذه لحساب أجهزة الاستخبارات الباكستانية. وقال شهود عيان والشرطة إن باكستان بدأت إجلاء سكان قرى حدودية في إقليم كشمير المتنازع عليه. وأوضح مسؤول في الشرطة في القطاع الخاضع لسيطرة باكستان من الاقليم أن الجيش الهندي أطلق النار عبر خط السيطرة مساء الجمعة واستمر إطلاق النار حتى صباح أمس ما أجبر سكان قرى باكستانية في مناطق حدودية على الفرار من ديارهم. وكثفت الولاياتالمتحدة مساعي ديبلوماسية لتهدئة الخلاف بين البلدين خوفًا من اندلاع صراع من شأنه أن يعرقل الحرب التي تقودها واشنطن لملاحقة بن لادن. وعرض الرئيس الايراني محمد خاتمي أمس القيام بوساطة لتسوية الازمة بين البلدين داعيًا قيادتيهما الى "تحكيم العقل". وأفادت الاذاعة الايرانية أن خاتمي أبلغ نظيره الباكستاني في اتصال هاتفي أن "إيران مستعدة للقيام بأي مبادرة من أجل السلام والاستقرار في المنطقة". وفي اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الهندي، أعرب خاتمي عن "قلقه حيال الازمة آملاً أن تسوى بالطرق السلمية". ودعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى "تدابير حازمة لشل نشاط المجموعات الارهابية المتمركزة في باكستان" في محادثة هاتفية مع نظيره الفرنسي جاك شيراك. ونقلت وكالة انترفاكس للانباء عن المركز الاعلامي للكرملين أن بوتين وشيراك أعربا عن أملهما في أن تتوصل الهندوباكستان الى تسوية مشكلاتهما الراهنة "عبر جهود مشتركة" ضد الارهاب.