حملت اسلام اباد امس نيودلهي مسؤولية التصعيد الاخير على طول خط الهدنة باغلاقها باب التفاوض ورفض الوساطات الدولية لتخفيف التوتر، فيما اعلن رئيس الوزراء الهندي اتال بيهاري فاجبايي ان بلاده لن تجري اي محادثات مع باكستان الاّ بعد انسحاب القوات التي تسللت الى كشمير الهندية. وقال ناطق باسم الجيش الهندي ان وحداته استعادت نقطة رئيسية قرب الطريق السريع الاستراتيجي في شمالي تولولينغ في كشمير بعد معركة استمرت 48 ساعة. في غضون ذلك، وصل وزير الخارجية الهندي جسوانت سينغ امس الى الصين، الحليف الرئيسي لباكستان، في زيارة تستغرق 48 ساعة تتمحور حول النزاع المسلح الدائر في كشمير. وذكرت مصادر رسمية صينية ان سينغ سيجتمع خلال زيارته، وهي الاولى لوزير خارجية هندي الى الصين منذ ثماني سنوات، مع نظيره تانغ جياكسوان قبل ان يلتقي غداً رئيس الوزراء زهو رونغجي. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الباكستانية ان "الهند اغلقت ابواب الحوار والتفاوض والعمل من اجل التوصل الى تسوية سلمية. اما موقفنا فهو العمل على مواصلة الخيارات السلمية من جل تخففي حدة التوتر والسعي الى تسوية سلمية للنزاع". وعلمت "الحياة" ان وزير الخارجية الهندي جسوانت سينغ رفض دعوة نظيره الباكستاني للتوجه الى اسلام اباد من اجل مواصلة الحوار. ورأى المراقبون ان التصريحات الباكستانية المحبطة جاءت اثر محادثة هاتفية اجراها رئىس الوزراء الباكستاني نواز شريف مع نظيره الهندي فاجبايي من اجل تخفيف التوتر على طول خط الهدنة. وسبق ذلك اتهامات باكستانية للهند باستخدام اسلحة كيمائية وغازات سامة، وهو ما اثار مخاوف اسلام اباد من احتمال توسع رقعة الحرب وقيام الهند بشن هجمات شاملة على باكستان. ودعا وزير الخارجية الباكستاني سرتاج عزيز الى ارسال مراقبين دوليين لمعاينة اثار الغازات السامة والاسلحة الكيمائية التي زُعم ان الهند استخدمتها خلال معارك اول من امس. لكن الهند وصفت هذه الاتهامات بانه لا اساس لها. وقال ناطق عسكري هندي "لم نستخدم اي اسلحة كيماوية او قذائف ... التقرير الصادر عن باكستان في هذا الشأن لا اساس له". وقال رئىس الوزراء الهندي فاجبايي اثناء اجتماع عام عقده في اودهامبور في كشمير امس مخاطباً الباكستانيين "لقد ساد السلام هذه الحدود منذ 22 عاماً. الاْ انكم ارتكبتم عدواناً. اسحبوا قواتكم وبعد ذلك سنكون مستعدين لاجراء محادثات". واستطرد يقول "اذا لم يفهموا لغة السلام فاننا سنعطيهم ردا مناسباً". وكان اكد اول من امس في منطقة المعارك في قطاع كارجيل في شمال كشمير الهندية ان بلاده يجب ان تكون مستعدة لخوض حرب محتملة مع باكستان. وذكر فاجبايي بان نظيره الباكستاني نواز شريف اتصل به هاتفيا اول من امس في سريناغار وكرر له وجوب العمل على خفض حدة التوتر بين البلدين، مضيفاً "وقلت له: من بدأ كل ذلك؟". الى ذلك، اكد فاجبايي مجدداً ان الوسيلة الوحيدة لخفض حدة التوتر في كشمير هي عودة الوضع القائم سابقاً على "خط المراقبة" الفاصل بين البلدين. واضاف "نحن نحقق النجاح، واحرزنا تقدماً كبيراً خلال الايام الاخيرة ... ولن نتوقف الاّ بعد طردهم". وواصلت القوات الهندية بمؤازرة الطيران امس هجوماً شنته قبل اكثر من شهر على مئات المقاتلين الاسلاميين المسلحين الذين تمركزوا في مواقع حصينة في مناطق جبلية يزيد ارتفاعها على خمسة الاف متر. وحذرت زعيمة المعارضة الباكستانية بي نظير بوتو الهند من مغبة شن اي عدوان على بلادها، مؤكدة ان ذلك سيدفع الشعب الباكستاني الى الوقوف كسد حديدي في وجه "العدوان الهندي".