} بيروت - "الحياة" - في أول موقف له من التعيينات الادارية، قال رئيس المجلس النيابي نبيه بري رداً على تساؤلات النواب في لقاء الأربعاء الاسبوعي "لا تعليق". ولدى تناولهم دور مجلس الخدمة المدنية في التعيينات قال: "لا تستعجلوا الحكم على المؤسسات وخصوصاً مجلس الخدمة ولنتمهل حتى نرى ما اذا كان بعض الأسماء عرض عليه أو ما اذا كانت آراؤه بالأسماء وصلت الى مجلس الوزراء. وإذا وصلت، هل قُرئت أم لا؟". ورداً على سؤال عن انتقاد مجلس البطاركة الكاثوليك التعيينات قال: "لم يتسن لي الاطلاع بصورة تسمح بتعليق مفصل على البيان، إلا أنه مما تناهى عن البيان فإن التأكيد على العيش المشترك ورسالة المسيحيين في الشرق يأتي استكمالاً للمسيرة التي أطلقها البابا يوحنا بولس الثاني وتستحق التقدير خصوصاً دعوته المسيحيين لصيام آخر أيام شهر رمضان رسالة محبة وتضامن مع المسلمين". وأضاف: "أما ما تضمنه البيان من مآخذ أو ملاحظات على الأوضاع الداخلية فإن الجواب يكون بدراسة هذه المآخذ ومدى وقوعها في مكانها، وفي هذه الحال الجواب هو بالتراجع عن الأخطاء وإعادة النظر بما تسبب بتسجيل الاعتراض عليها". ونقل نواب عنه "ان ما أورده بيان البطاركة صحيح ويجب أن يرد عليه بتصحيح الأخطاء التي حصلت في التعيينات". وفي اشارة الى عدم التقارب بين المسؤولين قال ان "الأعياد قريبة من بعضها ما يؤكد ان اللبنانيين قريبون من بعضهم لكن ليس المسؤولون والسياسيون". وعن الخلاف في قضية تعيين مدير عام الضمان الاجتماعي قال: "انها في أيدي أمينة ولننتظر الى ما بعد الأعياد". وتطرق بري الى الاوضاع في المنطقة واعتبر ما تشهده فلسطين من تداعيات خطرة "يعني عملياً، ومن دون مواربة، إعلان نعي للانتفاضة الفلسطينية آخر بارقة أمل بكرامة عربية متبقية". وأضاف: "مخطئ من يعتقد بأن الانكسار كان للفلسطينيين وحدهم، انه انكسار الأمة العربية ككل لأنها عجزت عن تدبر امرها وتوحيد قواها وملاقاة الاستحقاقات، وتخلت عن دماء شهدائها فصُدق حال الفلسطينيين "يا وحدنا" وكان ما كان". وحمّل الدول العربية مسؤولية ترك الانتفاضة تواجه كل هذا الارهاب الاسرائيلي. وتابع بري: "غداً اليوم يجتمع وزراء الخارجية العرب ليتوحدوا حول بيان النعي بعدما عجزوا عن التوحد في احتضان الانتفاضة وحماية تضحياتها ومخاطبة العالم بلغة الحق العربي"، واعتبر الاجتماع، بحسب النواب "تغطية لموقف الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات". وقال: "اذا قبلوا بوقف الانتفاضة فمعنى ذلك هزيمة عربية شاملة". وتعليقاً على الانتهاكات الجوية الاسرائيلية رأى بري "ان الحركة العسكرية الاسرائيلية الاستفزازية ضد لبنان وانتهاك اجوائه ليست مجرد رسالة لنبحث عن تفسيرها. انها حلقة من المسيرة التي اجهضت الانتفاضة في فلسطين وتتجه نحونا في ظل الصمت العربي واعلان العجز الكامل، ولبنان وسورية يدركان جيداً المعادلات الجديدة، لكنهما يدركان ان قوة الحق دائماً انتصرت على حق القوة وما نحن الا بمدافعين عن حقوقنا". وأكد بري بحسب النواب "ان التحليق الاسرائيلي هو رسالة الى اللبنانيين بعدما اعتبرت اسرائيل انها انهت الموضوع الفلسطيني بايصال الانتفاضة الى طريق مسدود ورسالة أيضاً الى لبنان وسورية بأننا تفرغنا لكم واذا لم ترضخوا للشروط الاميركية نحن حاضرون للاعتداء". وعرض بري للنواب ما حصل بينه وبين الموفد الاميركي الى لبنان والمنطقة وليام بيرنز خصوصاً لجهة استنكاره ما نسب الى الرئيس الأميركي جورج بوش من أن لبنان وسورية سيعاملان كنظام "طالبان" والنفي الذي أصدرته السفارة الاميركية بعد ذلك مؤكدة عدم صدور مثل هذا الكلام عن الرئيس الاميركي. واستخلص بري من ذلك، في تقويمه للموقف الاميركي، أن "كل ما تناولت العلاقة بيننا وبين اميركا أمراً ثنائياً وجدنا للغة الحوار أثرها ونتائجها، وللأسف كل ما اتصل الأمر باسرائيل كانت الاذن الاميركية صمّاء". وكانت الخروق الاسرائيلية مدار بحث بين رئيس الجمهورية اميل لحود والرئيس بري في قصر بعبدا قبل ظهر أمس وكان الرأي متفقاً على أن "اسرائيل تحاول الانعطاف على الوضعين اللبناني والسوري، بعدما خُيّل اليها انها طوعت الموضوع الفلسطيني، الأمر الذي يتطلب مواجهة وطنية شاملة تفرضها الظروف الراهنة".