كابول، فرانكفورت - أ ف ب - اعلن مسؤولون في وزارة الدفاع الافغانية امس، ان القادة الافغان وافقوا مبدئياً على انتشار قوة سلام دولية في بلادهم، قوامها خمسة آلاف رجل، فيما نقلت صحيفة المانية عن مصادر ديبلوماسية في نيويوركوبرلين ان هناك خلافاً بين المانياوفرنسا من جهة، وبريطانيا من جهة اخرى، في شأن مهمة هذه القوة. ولم ينف رئيس الحكومة الموقتة حميد كارزاي ولم يؤكد، احتمال وصول طلائع القوة الى كابول بحلول موعد تسلم حكومته مهماتها في 22 الشهر الجاري. وجاء كلامه قبل ساعات من بدء مجلس النظر في تفويض تلك القوة. ونقلت صحيفة "فرانكفورتر الغمايني تسايتونغ" عن مصادر ديبلوماسية في نيويوركوبرلين ان خلافاً بين المانياوبريطانيا يجعل التوصل الى قرار في الاممالمتحدة حول مهمة القوة الدولية في افغانستان "غير مؤكد تماماً". وقالت ان الخلاف يدور حول هيكلية القيادة، وخصوصاً معرفة كيف ستكون القوة مرتبطة بالقيادة الاميركية المركزية، التي تتولى حتى الآن قيادة التدخل المسلح في افغانستان. وتصر المانيا على الفصل بين القيادتين بوضوح فيما تفضل بريطانيا ان تكونا على ارتباط وثيق، وان تعتمد القوة على مساعدة الاميركيين في مجال الاستطلاع والدعم اللوجستي والنقل. وأبلغت مصادر ديبلوماسية الصحيفة ان فرنسا تؤيد الموقف الالماني في هذا الشأن. وقال مصدر ان برلين تريد ايضا الحؤول دون تولي بريطانيا القيادة وحيدة، طالما انها تحظى بدعم الولاياتالمتحدة في هذا البلد. لكن البريطانيين لا يريدون تولي هذه المهمة الا على مدى 90 يوماً، لكن برلين تخشى ان تزيد مخاطر الرد على ثلاثة اشهر ولا تريد تسليم القيادة الى لندن. الدول المشاركة وأعلن مقر رئاسة الوزراء البريطانية ان اجتماعاً جديداً للمسؤولين العسكريين في الدول المستعدة للمشاركة في القوة المتعددة الجنسيات التي ستقودها بريطانيا سيعقد في لندن اليوم. وأوضح ناطق باسم رئاسة الوزراء ان الدول التي وافقت على الاعلان عن مشاركتها هي: فرنساوالمانيا واسبانيا والارجنتين ونيوزيلندا وكندا وتركيا والاردن وماليزيا وتشيكيا والولاياتالمتحدة. وأضاف ان القوات التي ستعمل تحت اشراف الاممالمتحدة ستتمتع "بكل الصلاحيات التي تحتاجها من اجل التحرك". وأوضح في تأكيد لموقف لندن ازاء ربط القوة بالعمليات الجارية ان "من غير الممكن تحقيق الاهداف من دون توفير الوسائل التي ترمي الى تحقيق الاستقرار في افغانستان". ومن جهة اخرى، اعلن مسؤولون في وزارة الدفاع الافغانية ان القادة الافغان وافقوا على مبدأ نشر قوة سلام دولية قوامها خمسة آلاف رجل في البلاد. وتم التوصل الى الاتفاق المبدئي بعد مفاوضات عسيرة منذ وصول الجنرال البريطاني جون ماكول المكلف التحضير لنشر طلائع هذه القوة الى كابول السبت الماضي. والتقى الجنرال ماكول وزير الدفاع المعين محمد قاسم فهيم ومسؤولين اخرين. وقال برناب صالحي وهو احد المسؤولين في الوزارة: "اتفقوا على نشر خمسة آلاف جندي من قوة حفظ سلام او اكثر، لكن لم يتم توقيع اي شيء بعد". من جهته قال مسؤول آخر في الوزارة يدعى قلب الدين: ان "المشكلة لم تعد في حجم القوة لكن في مهمتها ومكان تمركزها". وكان تحالف الشمال الذي يلعب ممثلوه دوراً اساسياً في الحكومة الانتقالية التي ستتولى مهامها السبت المقبل، يريد حصر عديد هذه القوة بألف رجل وان يقتصر دورها على الدفاع عن المباني الحكومية. وأعلن قلب الدين ان القوات الدولية يمكن ان تنتشر في كابول على محاور الطرقات الرئيسية المحيطة بالعاصمة في قاعدة بغرام الجوية على بعد 50 كلم شمال كابول وكذلك في مزار الشريف شمال وقندهار جنوب شرقي. وسأل صحافيون كارزاي لدى وصوله الى روما مساء اول من امس، للقاء الملك السابق ظاهر شاه، عما اذا كان يتوقع ان تصل قوات لحفظ السلام الى العاصمة الافغانية قبل يوم السبت المقبل، فقال: "من المحتمل. لا أستطيع اعطاءكم تاريخاً لكني اعتقد انها ستصل". وجاء جوابه في وقت قال مسؤول اميركي رفيع في كابول ان طليعة القوة ستصل الى كابول السبت المقبل اي في موعد تولي الحكومة الانتقالية السلطة.