كابول، لندن، برلين – رويترز، أ ف ب، أ ب - فتح مقاتلون من «طالبان» النار وألقوا قنابل يدوية وشنوا تفجيرات انتحارية في وسط كابول أمس، ما أسفر عن سقوط 16 قتيلاً، في تحدٍ للحكومة وقوات حلف شمال الأطلسي التي تشن هجوماً واسعاً على الحركة في ولاية هلمند جنوب البلاد. وأعلنت وزارة الداخلية الأفغانية إن القتلى هم ثمانية أفغان (من بينهم ثلاثة ضباط من الشرطة) وأربعة هنود وإيطالي أعلنت روما انه مستشار رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو بيرلوسكوني. وكشفت وزارة الخارجية الفرنسية ان أحد مواطنيها قتل في الهجوم. وقال وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني ان بييترو انطونيو كولاتزو المستشار الديبلوماسي لبيرلوسكوني كان في فندق» رزيدانس بارك» الذي استهدفه هجوم «طالبان»، مشيراً الى ان القتيل يعمل لدى سفارة بلاده في كابول. وأصيب حوالى 38 شخصاً في الهجوم الذي استمر ساعتين وبدأ بعدما فجر مهاجم انتحاري سيارة مفخخة خارج الفندق الذي يتردد عليه الاجانب وخصوصاً الهنود. وقال شهود ان المهاجمين ألقوا قنابل يدوية وأطلقوا النار. وتعرضت السفارة الهندية في كابول للهجوم مرتين منذ عام 2008 . وتصاعدت أعمدة كثيفة من الدخان في مكان الهجوم، فيما سارع رجال الأمن الأفغان الذين ارتدوا سترات واقية من الرصاص لتأمين المنطقة التي يوجد فيها أكبر مركز للتسوق في كابول وتبادلوا إطلاق النار مع المهاجمين. وأفاد قائد شرطة كابول الجنرال عبدالرحمن رحمن ان القتيل الايطالي كان يخبر الشرطيين بالهاتف عن موقع المهاجمين عندما قتله احدهم. واوضح: «كان رجلاً شجاعاً قدم لنا معلومات ثمينة تمكنت الشرطة بفضلها من اخراج اربعة ايطاليين آخرين سالمين». وأعلن ذبيح الله مجاهد الناطق باسم «طالبان» مسؤوليتها عن الهجمات. وقال: «نجح مجاهدونا في مهاجمة قلب مدينة كابول مرة أخرى». واشار الى ان خمسة من مقاتلي «طالبان» على الأقل شنوا الهجوم. ووقع التفجير الذي استهدف الفندق قرب مجمع تجاري في وسط المدينة. وأضاف أن ثلاثة مقاتلين كانوا في الجزء الأسفل من مبنى المجمع التجاري. وهذا أحدث هجوم ل»طالبان» في كابول منذ 18 كانون الثاني (يناير) الماضي عندما استهدفت الحركة أماكن عدة في العاصمة، بما في ذلك مجمع تجاري آخر، ما أسفر عن مقتل خمسة وإصابة 28 آخرين. وندد الرئيس الأفغاني حميد كارزاي بالهجوم، كما نددت به فرنساوالولاياتالمتحدة. على صعيد آخر، أعلنت وزارة الدفاع البريطانية مقتل جندي بريطاني رابع في اطار عملية «مشترك» في هلمند بعد تعرضه الى انفجار. واوضحت الوزارة في بيان ان الجندي الذي ينتمي الى كتيبة الهندسة الثامنة والعشرين توفي متاثراً بجروح اصيب بها في انفجار عبوة مفخخة عندما كان يشارك في دورية مشاة في مقاطعة نادي علي شمال مرجه. ويشن 15 الفاً من جنود القوات الافغانية و «الاطلسية» وفي مقدمهم اميركيون وبريطانيون هجوماً كبيراً اطلق عليه اسم عملية «مشترك» منذ 13 الشهر الجاري على بلدة مرجه في هلمند التي تعتبر من معاقل «طالبان». وسبق ان قتل اربعة جنود بريطانيين في عملية «مشترك». من جهة أخرى، وافق النواب الالمان الجمعة على قرار الحكومة ارسال 850 جندياً اضافياً الى افغانستان، ما رفع عديد القوة الالمانية هناك الى 5350 جندياً. كما اقر البرلمان تمديد مدة عمل هذه القوة سنة اضافية. وأيد 429 نائباً من اصل 528 قرار الحكومة، على رغم تدني شعبية العمليات العسكرية في افغانستان لدى الالمان. وتضم القوة الالمانية في افغانستان حالياً 4300 جندي، وهي القوة الاجنبية الثالثة هناك بعد الولاياتالمتحدة وبريطانيا. واقترحت الحكومة ارسال تعزيزات قوامها 850 جندياً من بينهم 350 من الاحتياط. وصادق البرلمان الالماني (البوندشتاغ) على ارسال 80 شرطياً اضافياً ليرتفع عدد مدربي الشرطة الافغانية الى 260. كما صادق البرلمان على مضاعفة مساعدات اعادة الاعمار المدنية الى 430 مليون يورو. وبذلك يكون نواب الحزب الاشتراكي الديموقراطي، اكبر احزاب المعارضة، ساندوا الحكومة المؤلفة من المحافظين والليبراليين.