لاحظ مراقبون ان قرار الاتهام الأميركي ضد الفرنسي المغربي الأصل زكريا موسوي فشل في إقامة دليل قاطع على علاقة مباشرة بين المتهم وبقية الانتحاريين ال19 الذين خطفوا الطائرات المدنية الأربع وفجّروها فوق نيويورك وواشنطن وبنسلفانيا يوم 11 أيلول سبتمبر الماضي. وكانت السلطات القضائية الأميركية وجّهت هذا الأسبوع ستة اتهامات الى موسوي بينها التآمر مع أسامة بن لادن لقتل أميركيين والتورط في مؤامرة اعتداءات 11 أيلول. وهو يواجه عقوبة الإعدام إذا دين. واعتقلت أجهزة الأمن الأميركية موسوي 33 عاماً في آب اغسطس الماضي بعدما أثار شُبهات خلال سعيه الى تعلّم قيادة الطائرات. وعندما حقق معه مسؤولو مكتب التحقيقات الفيديرالي اف بي آي، قال لهم انه يرغب فقط في تعلّم الطيران، وهو ما يصفه قرار الاتهام ضده بأنه إدعاء "كاذب". ولم يستطع المحققون الحصول منه على أي شيء آخر، إذ انه التزم الصمت ورفض التعاون معهم. ولم ينتبه المحققون الى وضعه سوى بعد حصول اعتداءات 11 أيلول. إذ لاحظوا ان ثلاثاً من الطائرات المخطوفة سيطر عليها خمسة أشخاص في حين سيطر على الطائرة الرابعة أربعة خاطفين فقط. وبدأوا يشكّون منذ ذلك الوقت بأنه "الخاطف العشرون". لكن قرار الاتهام ضد موسوي والذي صدر بعد نحو أربعة شهور من اعتقاله، خلا من أي دليل بربطه مباشرة ببقية الخاطفين. إذ اكتفى بايراد انه كان في الولايات نفسها التي نزلوا فيها خلال التحضير لعمليتهم، وزار معاهد تعليم الطيران نفسها التي زارها الخاطفون الانتحاريون محمد عطا ومروان الشحي وزياد الجراح، وسعى الى التدرب على الطائرات التجارية نفسها التي تدربوا على قيادتها. لكن قرار الاتهام لم يُشر ولو لمرة واحدة الى انه التقى أياً من الخاطفين المزعومين في الولاياتالمتحدة. ولعل الدليل الوحيد الذي يربطه مباشرة باعتداءات 11 أيلول يكمن في تلقيه كميات من المال من "مموّل" الانتحاريين. إذ يقول المدعون الأميركيون انهم يملكون دليلاً على ان اليمني رمزي بن الشيبه الذي موّل من مقره في هامبورغ المانيا جزءاً من تكاليف عملية 11 أيلول، والتي كلّفت قرابة 500 الف دولار، كان أيضاً يموّل زكريا موسوي. إذ ان الأخير اتصل به أكثر من مرة من الولاياتالمتحدة وتلقى منه دفعتين ماليتين على الأقل، قبل فترة قليلة من توقيفه. ومعلوم ان الأميركيين يضعون بن الشيبه على قائمة المطلوبين الفارين من المانيا، ويقولون انه كان "الخاطف العشرين" - مكان موسوي - لو نجح في جهوده المتكررة للحصول على تأشيرة للدخول الى الولاياتالمتحدة. كان موسوي على علاقة مع "المموّل" الأساسي للعملية السعودي مصطفى أحمد الحوساوي. والأخير كان يُرسل أموالاً الى "الانتحاريين" من حساب مصرفي في دولة الإمارات التي غادرها يوم تنفيذ الاعتداءات الى كراتشيباكستان. ويعتقد محققون انه انتقل الى أفغانستان، وانه مسؤول مالي بارز في تنظيم "القاعدة". كذلك يُلمح قرار الاتهام الأميركي الى وجود علاقة أخرى بين موسوي وتنظيم "القاعدة"، إذ يقول ان الفرنسي - المغربي زار معسكر "خلدن" التابع لتنظيم أسامة بن لادن سنة 1998، كما قام بزيارة أخرى الى باكستان ومنها ربما الى أفغانستان سنة 2000. ولا يشير القرار الى إمكان ان يكون التقى هناك أياً من الخاطفين الآخرين، علماً ان المحققين يقولون اليوم ان محمد عطا ومروان الشحي وزياد الجراح زاروا جميعهم أفغانستان، وانهم مزّقوا جوازات سفرهم بعد عودتهم الى المانيا وقدّموا طلبات للحصول على جوازات جديدة بدل "المسروقة" لإخفاء حقيقة انهم كانوا في أفغانستان.