واشنطن - أ ف ب - جمع المدعون الاميركيون عدداً ضخماً من الأدلة ضد المتهمين الخمسة بتدبير هجمات 11 ايلول (سبتمبر) 2001، لكنها لم تكشف قبل الاسبوع الماضي. ولم يُكشف نصّ الاتهامات الموجهة الى خالد الشيخ محمد الذي أكد انه مدبر الاعتداءات، وأربعة متهمين آخرين، عندما حوّل وزير العدل إريك هولدر القضية الى وزارة الدفاع لاجراء محاكمة امام محكمة عسكرية، بدل المحاكم الفيديرالية في نيويورك. وقال هولدر انه كان يمكن محاكمة الشيخ محمد ووليد بن عطاش ورمزي بن الشيبة وعلي عبدالعزيز علي ومصطفى احمد الحوسوي امام محكمة فيديرالية، منتقداً الكونغرس لفرضه اجراءات تمنع معتقلي غوانتانامو من الحصول على محاكمات مدنية. وسيُحاكم هؤلاء امام محاكم عسكرية في غوانتانامو. وتشير التفاصيل التي لم تُنشر، الى ان الولاياتالمتحدة أعادت بناء الجوانب اللوجستية التي أمنها الرجال الخمسة، خطوة خطوة، اذ جمعت معلومات عن عمليات مصرفية ورحلات جوية وطلبات تأشيرات دخول وعشرات المحادثات الهاتفية، لوضع صورة شاملة عن تسلسل الوقائع قبل الهجمات. وتكشف هذه المعلومات ان الخطة بدأ تطبيقها عام 1999، عندما عرض الشيخ محمد على زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن استخدام طائرات تجارية لضرب أهداف أميركية. ويفيد محضر الاتهام بأن الشيخ محمد أشرف على العملية بكاملها حتى اللحظة الاخيرة، مضيفاً: «منذ نحو كانون الاول (ديسمبر) 1999 وحتى حزيران (يونيو) 2000 او نحو هذا التاريخ، اختير المنفذون الذين سيقودون الطائرات التي ستُخطف، وأُرسلوا الى الولاياتالمتحدة لتلقي التدريب وتنفيذ الخطة». وسافر وليد بن عطاش في الدرجة الاولى على رحلة بين بانكوك وهونغ كونغ وهو يحمل سكيناً في جيبه، «واقترب من قمرة القيادة لاختبار الاجراءات الامنية». وبعدها سافر في رحلات دولية عدة، ولم يُكشف السكين الذي كان في جيبه. في الوقت ذاته، اصبح رمزي بن الشيبة صديقاً في هامبورغ لمحمد عطا احد المشاركين في خطف الطائرات. وقدم بن الشيبة عام 2000 طلباً أربع مرات للحصول على تأشيرة دخول الى الولاياتالمتحدة، رُفضت كلها. لذلك اصبح بن الشيبة، بطلب من الشيخ محمد، صلة الوصل بينه وبين خاطفي الطائرات. ومن دبي، أمّن علي عبدالعزيز علي، ابن شقيقة الشيخ محمد، للخاطفين برنامجاً معلوماتياً للتحليق الوهمي، وبدأ تحويل أموال الى حسابات في الولاياتالمتحدة. ويفيد محضر الاتهام بأن المحققين الأميركيين رصدوا 35 اتصالاً هاتفياً بينه وبين الخاطفين. اما مصطفى احمد الحوسوي فاتُهم بأنه المموّل الرئيس للهجمات. وحُوّلت الاموال بدفعات صغيرة لتجنب إثارة أي شكوك، واستُخدمت أسماء مختلفة في كل مرة. ووصلت عشرات الآلاف من الدولارات الى حسابات اميركية، أحدها لزكريا موسوي المتورّط في الهجمات، لكنه اعتُقل قبل شهر من تنفيذها.