أصغي فكل قصيدة بِرُوَاتها/ وتأمَّلي الوَسنانَ من أبياتها ما قُلتِه قالته ناطقةٌ به/ وإذا سكتِ خَبَتْ جميع لُغاتها مُرِّي بطرفكِ واعبري أطيافها/ تجدي أنينَ الوَجْدِ في آهاتها تصحو الظِّلالُ المُترعاتُ رُؤىً إذا/ سمعت صدى المكتوم من أصواتها هي أنتِ، والأيامُ نهرُ طلاسم/ لو تَعبُرين بنا على صهواتها تخشينَ دمعة شاعرٍ لم تنسجمْ/منِّي، فكيف الرِّيُّ من عَبَرَاتها وتُحاذرين قصائدَ العطش التي/ هَتَفتْ رياحُ البِيدِ لي بحياتها طَربَت على أمل الحياة، فإن ذوَتْ/ سكِر الثرى ولهاً بخمر رُفاتها أصغي اختلاساً في الظلام وراقبي/ كيف السكون يلمُّ من أشتاتها وتأمَّلي ألقَ البداية كامِناً/ فيما بدا لك من سَنَا جمراتها ما زلتُ أسألُ، لو أجبتِ لقلتُها،/ لو قلتِ: قد مات الكلام فهاتها لأتتكِ يجلْوها الزمانُ على فمي/ كلُّ القصائد أورَقَتْ بفُراتها من قبلها كل القصائد إنما/ تُلِيَتْ على الشعراء من آياتها جاءت وما حال الجريضُ فأورقت/ خضراءَ تاه التّيهُ في غاباتها لا تُنْكِري طربي فإني لم أدُقْ/ إلا خيالَ الراح من نشواتها قبل التَكون كنتُ أعلمُ أنها/ إمكانُ كون غِبتُ عن ميقاتها شوقي إليكِ، إليكما، باقٍ، فهل/ تستنجِدُ الأشواقُ مِني بذاتها أيقظتُ أطيافاً وطِفْتُ بعَالم/ فيه تضلُّ الطير عن وُكُناتها من كل أنثى قد ظفرَت بنظرة/ عمياء تحبو في رحيق سُبَاتها طلعت عى الزمن القصيّ وقرَّبت/ من شاطِئيه وأحرقت سنواتها فجلوتُ كلَ جميلةٍ لا تُجتلى/ إلا ونارُ الشوق في وَجنَاتها حَوراءَ ضاحكة الشباب كأنما/ تَتَبَسَّمُ الدنيا على قسَمَاتها تتعانقُ الأفراحُ في أهدابها/ وتمايلُ الآمالُ في بَسَمَاتها تمشي اختيالاً في الأصيل كأنما/ يمشي الزمان على مدى خَطَواتها عينان ناطقتان في غَوْرَيهما/ دنيا الورى بحياتها ومماتها ألقيتُ كل غِلالةٍ ونزعتُ كل/ قلادة وكشفتُ عن لبَّاتها وبكلِّ أشواق الوجود ضممتُها/ فوجدتُني منها صهيلَ لغاتها محمد بن علي المحمود