سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الجيش الاسرائيلي يؤكد انه "استكمل مهماته" وان الحصار المكثف لا يمنع الهجمات . شارون تعهد انسحاباً تدريجياً مطلع الاسبوع وبلير نقل الى عرفات اقتراح "رام الله أولا"
واصلت قوات الإحتلال عملياتها العسكرية في الأراضي الفلسطينية بالتزامن مع تصريحات وتقارير عن "اقتراح إسرائيلي" لتنفيذ انسحابات تدريجية من المدن الفلسطينية، وسط تأكيدات عسكرية لعدم جدوى الحصار أمنياً. أمعنت إسرائيل في استخفافها بالسلطة الفلسطينية ومحاولاتها تقويض المظاهر السيادية فواصلت اعتداءاتها، وفي خطوة ذكرت بأيام الإحتلال التي سبقت اتفاقات اوسلو وقدوم السلطة، طاولت عمليات الجيش طلاب جامعة بيرزيت داخل مساكنهم في البلدة، واعتقل فجراً رئيس مجلس الطلبة ضياء المالكي وعضو المجلس زياد الماضي والطالب مراد الفقيه، وجميعهم حسب مصادر امنية فلسطينية قريب من حركة "فتح". واقتحمت قوة عسكرية أخرى قرية كفر الديك قضاء جنين واعتقلت عثمان الديك وزهران عثمان. وتسود حال من الاحباط والغضب الشديدين الشارع الفلسطيني بسبب العدوان، ففي قطاع غزة توغلت الدبابات والجرافات حوالى نصف كيلومتر أمس داخل أراضي قرية بيت لاهيا وشرعت في اقتلاع المزيد من الاشجار المثمرة والحقول الزراعية في المنطقة. ونفذت الآليات العسكرية عمليات توغل مماثلة قرب تل زعرب في مدينة رفح. في غضون ذلك، كشفت تقارير إسرائيلية ان رئيس الوزراء آرييل شارون سيبدأ "انسحاباً تدريجياً" من المدن التي أعاد احتلال أجزاء منها في 18 الشهر الماضي بعدما "استكمل الجيش مهمته". ونقلت مصادر صحافية ان شارون ابلغ الادارة الاميركية ان الانسحاب من المناطق أ سيكون تدريجياً وسيبدأ مطلع الاسبوع المقبل بمدينتي رام الله والبيرة. وذكرت صحيفة "هآرتس" ان وزير الخارجية شمعون بيريز طلب من رئيس الوزراء البريطاني توني بلير خلال لقائهما ان يبلغ الرئيس ياسر عرفات اقتراح "رام اللة أولا" بناء على اتفاق مسبق بين بيريز وشارون. ونقلت صحيفة "يديعوت احرنوت" عن مصادر في الجيش انه "استنفد معظم المهام التي كلف بها وانه من الممكن دائما البقاء في المناطق أ من اجل اعتقال مطلوب او مساعد، لكن معظم المهام استكمل". واشارت المصادر الى ان "القيادتان الامنية والسياسية معنيتان بالانسحاب التدريجي من المناطق أ من خلال تفاهمات مع القوى المحلية التي ستتحمل مسؤولية الهدوء على نمط بيت جالا وبيت لحم". وكانت القوات الاسرائيلية انسحبت من المدينتين المذكورتين في اعقاب تفاهم تم التوصل اليه في اجتماع أمني برعاية أميركية. الى ذلك، كشفت صحيفة "كول هعير" العبرية ان تقريراً داخلياً للجيش اشار الى ان الحواجز العسكرية التي نصبت على مداخل المدن والقرى الفلسطينية لإحكام الحصار عليها "لا تمنع دخول منفذي العمليات وفي المقابل تخلق احتكاكات زائدة بين الجنود والسكان المحليين ومعاملة فظة من الجنود ويكشف نماذج سلوك خطيرة عى الحواجز، مثل المعاملة السيئة لفلسطيني وتحطيم زجاج سيارته وسرقة أموال من فلسطينية وتوجيه صفعات لاولاد وإزالة حجاب امرأة". وكان شارون أكد بعد ساعات من اجتماعه مع بلير انه سيواصل تصفية ناشطين يشتبه في مشاركتهم بعمليات معادية لاسرائيل. وقال خلال رئاسته اجتماعاً لمكتب حزب ليكود الذي يتزعمه ليل الخميس - الجمعة ان "عمل فرق الكوماندوز التابعة للجيش سيتواصل لان ذلك يعطينا امكان التحرك بطريقة منسقة ومنظمة". وذكرت مصادر إسرائيلية ان شارون تعرض لانتقادات شديدة من اعضاء الحزب خصوصاً موشيه آرنز "لاعلانه استعداده لقبول دولة فلسطينية وتشكيل طاقم مفاوضات برئاسته للبحث في اتفاق لوقف النار".