} تراجعت اسعار النفط في الاسواق الدولية أمس متأثرة بارتفاع مخزون المشتقات في الولاياتالمتحدة، لكن الهبوط كان محدوداً نظراً الى تجدد المخاوف من توقف صادرات النفط العراقية واحتمال انضمام روسيا الى اتفاق لخفض انتاج الدول المنتجة من خارج منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك بمقدار 500 الف برميل يومياً مقابل خفض مقداره 1.5 مليون برميل من دول "أوبك". لندن - "الحياة"، رويترز - هبط سعر خام القياس البريطاني "برنت" للعقود الآجلة تسليم كانون الثاني يناير في بورصة النفط الدولية في لندن بعد ظهر أمس الى 18.55 دولار للبرميل، بخسارة مقدارها 37 سنتاً على سعر الاقفال السابق، متأثراً بارتفاع مخزون المشتقات النفطية في الولاياتالمتحدة. وقال معهد البترول الاميركي أول من أمس في تقريره الاسبوعي ان مخزونات المشتقات النفطية في الولاياتالمتحدة بما فيها وقود التدفئة ووقود الديزل زادت بمقدار 4.98 مليون برميل الى 134.1 مليون برميل في الاسبوع الذي انتهى في 23 تشرين الثاني نوفمبر الجاري لتصبح أعلى من مستواها في هذا الوقت من العام الماضي بمقدار 17.3 مليون برميل. وزاد مخزون البنزين بمقدار 1.98 مليون برميل الى 208.1 مليون برميل. وانخفض مخزون النفط الخام 799 الف برميل الى 308.3 مليون برميل على رغم ان التوقعات كانت تشير الى زيادة مقدارها مليون برميل في اليوم. وقالت وكالة أنباء "أوبك" أمس نقلاً عن أمانة المنظمة ان سعر سلة خامات نفط المنظمة السبعة ارتفع أول من أمس الى 17.6 دولار للبرميل من 17.35 دولار يوم الاثنين الماضي. وتنتهي غداً المرحلة الحالية من اتفاق "النفط للغذاء" المبرم بين العراق والامم المتحدة والذي يتضمن اللوائح التنظيمية للعقوبات. وسيكون اقراره من جديد والمتوقع اليوم وفق الشروط نفسها لكنه سيتضمن التزاماً بالانتهاء من المحادثات في شأن تغيير العقوبات بحلول الاول من حزيران يونيو المقبل. الى ذلك رجح وزير نفط خليجي سابق ارتفاع اسعار النفط الى ما يزيد على 20 دولاراً للبرميل في حال اختفاء حصة العراق من السوق النفطية والتي تقدر حالياً بنحو 2.2 مليون برميل، اذا تحققت التهديدات الاميركية ورفض العراق رفضاً قاطعاً عودة المفتشين الدوليين الى بغداد. وقال الوزير في حديث عن اوضاع السوق النفطية ان شركات النفط العالمية تراقب بحذر شديد ردود فعل ثلاث دول من منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك، هي السعودية وفنزويلا وايران، على تدني متوسط الاسعار خلال الفترة المقبلة وتدرس توجهاتها نظراً الى ان الدول الثلاث قادرة على التأثير في السوق بشكل مباشر. وأضاف ان الحكومة الاميركية لن يسرها ايضاً انخفاض الاسعار الى مستويات عام 1998، الامر الذي سيؤدي بالضرورة الى اغلاق مجموعة آبار نفط منتجة في الولاياتالمتحدة وغيرها من دول العالم وتنامي الآثار السلبية. وتوقع اسعاراً تراوح بين 20 و22 دولاراً للبرميل خلال فصل الشتاء في حال تطبيق الخفض المقترح من "أوبك" ومقداره 1.5 مليون برميل من انتاج المنظمة و500 الف برميل من الدول المنتجة من خارج "أوبك". وقال ان أي سعر أقل من 15.2 دولار للبرميل الواحد سيؤدي الى اقتراض دول الخليج العربية لسد العجز في مداخيلها. الى ذلك قال كبير الاقتصاديين في "البنك الاهلي التجاري" السعودي الدكتور سعيد الشيخ في لقاء مع "الحياة" ان "أوبك" تواجه تحدياً كبيراً لبقائها، فهي نجحت في العامين الماضيين في ضبط سعر النفط العالمي، اذ كان الاقتصاد العالمي نفسه يتيح لها ذلك. وزاد ان حال الترقب والتوتر يرفع في العادة أسعار النفط بمعدل دولارين، مشيراً الى ان الاسعار ستتجاوز 20 دولاراً في حال ضرب العراق. وقال ان بعض الدول مثل روسيا خفض توقعاته لمتوسط سعر البرميل للموازنة المقبلة من 22 الى ما يرواح بين 17و18 دولاراً للبرميل، في حين حددت فنزويلا والمكسيك اسعار النفط في حدود 18 دولاراً للبرميل. وقال الدكتور عمر باقعر استاذ الاقتصاد في جامعة الملك عبدالعزيز ان الاسعار تتجه الى الانخفاض لا محالة، مشيراً الى ان وصول الاسعار الى 16 دولاراً سيؤدي بالضرورة الى بحث الدول من داخل وخارج "أوبك" عن نقطة تعاون تبدو مستحيلة الآن في ظل تضارب المصالح بين كبار المنتجين. وأضاف ان الرهان على تغيير فصل الشتاء لحجم العرض والطلب وانعكاس ذلك على الاسعار رهان غير عملي خصوصاً وان التوقعات تشير الى ان شتاء السنة الجارية سيكون مشابهاً للعام الماضي. وزاد ان التقنيات الحديثة ساهمت في خفض مستوى كلفة انتاج النفط من بحر الشمال من 15 الى تسعة دولارات للبرميل، وبالتالي فقدت الدول المنتجة للنفط رهاناً ظلت تعول عليه لفترات طويلة، لان انخفاض السعر الى هذه المعدلات ومع الظروف السياسية الراهنة سيمكن الشركات من الاستمرار في الانتاج.