لندن - "الحياة"، رويترز، أ ف ب - سجلت اسعار النفط تراجعاً حاداً بعد ظهر أمس في بورصة النفط الدولية في لندن نتيجة تزايد التوقعات بزيادة انتاج منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك من أول نيسان أبريل المقبل. وسجل خام القياس البريطاني "برنت" للعقود الآجلة تسليم نيسان 27.76 دولار للبرميل بخسارة 58 سنتاً على السعر في اواخر التعامل أول من أمس. وترددت انباء في اسواق النفط أمس مفادها ان "أوبك" مستعدة لاتخاذ قرار برفع الانتاج اثناء اجتماعها في 27 آذار مارس في فيينا، الى حدود ما يكفي لتلبية الطلب العالمي واعادة رفع حجم المخزون النفطي. وسجل "برنت" هذه الخسارة بعد الظهر على رغم انه فتح على ارتفاع بمقدار سنت واحد في عقود نيسان. وتجاهلت اسواق النفط بيانات معهد البترول الاميركي التي اظهرت انخفاض مخزونات البنزين الاميركية في الاسبوع المنتهي في العاشر من آذار مارس بمقدار 2.05 مليون برميل، وانخفاض مخزونات المقطرات بمقدار 37،2 مليون برميل ومخزونات الخام بمقدار 56،3 مليون برميل، علماً ان الاسعار ترتفع عادة عند الاعلان عن أي تراجع في مخزونات النفط الاميركية. وركزت اسواق النفط أمس على الاعلان ان وزير نفط فنزويلا علي رودريغيز ينوي القيام بجولة خليجية لاعطاء دفعة اخيرة لفرص التوصل الى اجماع على سياسة انتاجية بين اعضاء "أوبك" قبل اجتماع وزراء المنظمة في فيينا في 27 الجاري. وقال مسؤولون من "أوبك" ان رودريغيز سيزور ايرانوالكويت والعراق في محاولة للتوصل الى اجماع بين اعضاء "أوبك" على مستوى زيادة الانتاج المتوقعة في اجتماع المنظمة المقبل لتهدئة الاسعار. واشارت المصادر الى ان رودريغيز سيجتمع مع نظيره الايراني بيجان زانقانة يوم السبت المقبل في محاولة للتوصل الى ارضية مشتركة في شأن زيادة انتاج "أوبك". وسيزور رودريغيز بعد ذلك الكويت والعراق. ولكن لم تتقرر بعد زيارة للسعودية خلال الجولة التي يقوم بها في الشرق الاوسط، اذ يعتقد ان رودريغيز ونظيره السعودي متفقان على موقف مشترك في شأن حجم زيادة امدادات "أوبك" من النفط للاسواق العالمية بعد نهاية العمل باتفاق خفض الانتاج الحالي في نهاية الشهر الجاري. ويعتقد ان ايران تتمسك بالا تتجاوز الزيادة 700 الف برميل يومياً في حين يعتقد ان السعودية وفنزويلا ترغبان زيادة تبلغ نحو 5،1 مليون برميل يومياً. الى ذلك قال رودريغيز ان قدرة بلاده على زيادة انتاج النفط ستقتصر في الاجل القصير على 125 الف برميل يومياً. ورداً على سؤال عن الوقت الذي تحتاجه فنزويلا العضو في "أوبك" لاعادة انتاجها لما كان عليه قبل خفض الانتاج المطبق منذ عامين قال رودريغيز: "يمكن تعويض المرحلة الثانية من الخفض التي شملت 125 الف برميل يوميا ًبسرعة، لكن أي زيادة اضافية تحتاج للمزيد من الوقت". ونشر الحديث في الطبعة الالكترونية لصحيفة "ال ناسيونال" الفنزويلية اليومية. وطبقت فنزويلا سلسلة من تخفيضات الانتاج منذ اذار مارس عام 1998 ادت الى خفض انتاجها بمقدار 650 الف برميل يومياً في اطار اتفاق توصلت اليه "أوبك" لدعم اسعار النفط وينتهي اجله في نهاية هذا الشهر. الى ذلك قال ديفيد غولدوين مساعد وزير الطاقة الاميركي للشؤون الدولية للصحافين أمس ان الولاياتالمتحدة واليابان متفقتان على ضرورة اتخاذ اجراءات سريعة لزيادة انتاج الطاقة العالمي للحفاظ على النمو الاقتصادي العالمي. واضاف غولدوين الذي يزور طوكيو حاليا ان حجم الزيادة المطلوب لم يبحث في اجتماعاته مع سياسيين ومسؤولين حكوميين يابانيين من بينهم مسؤولون في وزارتي الخارجية والتجارة. كما قال غولدوين ان البلدين لم يناقشا استغلال مخزون النفط الاستراتيجي الاميركي لخفض أسعار النفط المرتفعة. ووصل غولدوين الى طوكيو يوم الاثنين كمبعوث لوزير الطاقة بيل ريتشاردسون للبحث في الوضع الحالي في السوق النفطية العالمية مع المسؤولين اليابانيين. وتوجه غولدوين الى كوريا الجنوبية أمس لاجراء محادثات مماثلة.