سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الحريري أبلغ باول الاستعداد لتسوية سريعة بناء للقرارات الدولية . لبنان أحيا ذكرى استقلاله بعرض عسكري في اليرزة وجنبلاط حذر من "انقضاض الأجهزة" على المواطنين
أحيا لبنان الذكرى الثامنة والخمسين لاستقلاله باقامة عرض عسكري رمزي في وزارة الدفاع على خلاف السنوات السابقة التي كان يجرى فيها العرض العسكري في قلب العاصمة. وأقيم حفل استقبال في القصر الجمهوري شارك فيه رؤساء الجمهورية اميل لحود والمجلس النيابي نبيه بري والحكومة رفيق الحريري، وقدم التهانئ رؤساء سابقون ووزراء ونواب وشخصيات سياسية وروحية وعسكرية وديبلوماسية وقضائية واعلامية في قاعة اطلق عليها اسم "25 أيار مايو" في اشارة الى تاريخ الانسحاب الاسرائىلي من جنوبلبنان عام 2000. وكان لحود وجه عشية الذكرى رسالة الى اللبنانيين اكد فيها "ان استقرار لبنان هو نتيجة للسياسة المعتمدة في السنوات السابقة وهي نتيجة خياراتنا الاستراتيجية المتحالفة مع سورية والداعمة للمقاومة والرافضة تقديم ضمانات امنية لاسرائىل خارج اطار السلام العادل والشامل ما لم تخضع اسرائىل لقرارات الشرعية الدولية". وشدد على مواقف لبنان التي تدين الارهاب لكنها تميز بينه وبين المقاومة المشروعة ضد المحتل ويجب إلا تشكل تحدياً خصوصاً في المرحلة الراهنة، مؤكداً ان لبنان على استعداد كامل للتعاون والاسهام في كل مسعى لمحاربة الارهاب تحت مظلة الأممالمتحدة التي عليها تحديد مفهوم واضح للارهاب. وتوجه لحود في رسالته الى المعارضة قائلاً: "من حق اي كان ان يعارض سياسة الدولة في كثير من الامور ولكن طالما نحن في نظام ديموقراطي فليس من حق احد ان يحاول فرض رأيه على الدولة بوسائل غير مشروعة او ان يتسرع في محاولة فرض وجهة نظره من خلال التشويش والتحريض والفوضى خصوصاً عندما يتعلق الامر بالخيارات او القرارات الاستراتيجية الحساسة". وسبق حفل الاستقبال لقاء بين الرؤساء الثلاثة، وكان الحريري تلقى اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية الاميركي كولن باول بحثا خلاله المبادرة الاميركية الاخيرة لتحريك عملية السلام في الشرق الاوسط والجولة المرتقبة للموفدين الاميركيين انطوني زيني ووليام بيرنز في المنطقة. وأكد الحريري لباول، كما افاد مكتبه الاعلامي، ضرورة مقاربة شاملة للعملية السلمية في شكل متزامن على مساراتها الثلاثة الفلسطيني والسوري واللبناني، وقال لباول: "ان العرب مستعدون لتسوية سريعة مع اسرائىل على اساس احلال السلام الشامل والعادل المرتكز على تطبيق قرارات الشرعية الدولية 242 و338 و425 ومبدأ الارض مقابل السلام والانسحاب الاسرائىلي من الاراضي العربية المحتلة في فلسطينوجنوبلبنان والجولان السوري واقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس". وكان بري اكد في كلمة له ليل اول من امس في مناسبة رمضانية "ان الاستقلال لم ينجز بعد طالما ان هناك اراضي محتلة". وقال: "ان الوقائع الاقتصادية والاجتماعية الراهنة تستلزم دعم مؤسسات المجتمع المدني التي اخذت على عاتقها مقاومة المرض والفقر والجهل والتي وصلت الى اشد المناطق حاجة على الدوام". جنبلاط وانتقد رئىس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط اقامة الاحتفال بالاستقلال في وزارة الدفاع وسأل عن سبب الاحتفال في اليرزة مقر الوزارة، معتبراً ان "ذلك مؤشر مخيف يملي مجدداً الارادة على الجميع". وأضاف خلال حضوره اعلان الوثيقة العامة للمنبر الديموقراطي في "المجلس الثقافي للبنانالجنوبي" انه "لم يستخدم اللبنانيين في مصالح شخصية او لتحسين موقعه". واعتبر "ان المواجهة ستكون اقسى وأكثر ضراوة لأن بعض الجهلة في الحكم سيستخدمون الارهاب وسيلة او ذريعة لاستمرار الارهاب في لبنان". واعتبر جنبلاط "ان المعركة اليوم ليست معركة جنبلاط والبطريرك الماروني نصرالله صفير في مواجهة سورية بل هي معركة جميع اللبنانيين مع النظام الأمني في لبنان باعتبار ان الاجهزة اللبنانية يمكن ان تستفيد من الوضع العالمي وتنقض على كل اللبنانيين". وفي هذا الاطار اكد "اللقاء الديموقراطي النيابي" الذي اجتمع برئاسة جنبلاط "ان الاستقلال مناسبة لتأكيد ارتفاع مساحة الحرية في لبنان وليست مناسبة للاعلان عن تقلص هذه المساحة". واستنكر اللقاء بشدة "المظاهر الامنية والعروض العسكرية التي رافقت التحركات الطالبية السلمية في بعض المؤسسات الجامعية". واعتبر "ان تلك المظاهر تعبر عن الذهنية المعروفة للسلطة التي تمعن في اغراق البلاد بالمزيد من الاجراءات والممارسات التي تدفع الى انتهاك حلقات الحوار الوطني وتعرض المناخات الايجابية للانتكاس". وانتقد التيار الوطني الحر لجنة الشباب والشؤون الطالبية اقدام قوى الأمن الداخلي، اول من امس، "منع الطلاب المجتمعين في باحات كلية - الطب التابعة لجامعة القديس يوسف من التوجه الى معهد الفنون الجميلة - الفرع الثاني الجامعة اللبنانية للانضمام الى رفاقهم المعتصمين". وأشار التيار في بيان له الى ان عناصر من قوى الأمن دخلوا حرم كلية الهندسة في جامعة القديس يوسف - المنصورية ليل الثلثاء - الاربعاء بزعم التفتيش عن اعلام ولافتات حضّرها الطلاب لرفعها لمناسبة ذكرى الاستقلال. ورأى في الاجراءين "ممارسة تدل على استمرار السلطة في نهج قمع الحريات وتجاوز القانون والاطاحة بالحريات".