يحتفل لبنان اليوم بالذكرى الخامسة والخمسين لاستقلاله، ويقام عرض عسكري مركزي قرب المتحف ينتظر أن يشارك فيه رئيس الجمهورية الياس الهراوي، إذا ارتأى الأطباء أن حضوره لن يؤثر في وضعه الصحي، وكبار الرسميين، ويغيب عنه الرئيس المنتخب قائد الجيش العماد إميل لحود ليتمثل برئيس الأركان اللواء سمير القاضي. برقيات تهنئة وفي المناسبة، تلقى الهراوي برقيات تهنئة عدة من قادة عرب وأجانب. فأعرب الرئيس الأميركي بيل كلينتون عن "مشاركته اللبنانيين في المرحلة الانتقالية قبل تسلم الرئيس المنتخب، الأمل بحلول السلام والمستقبل الآمن في لبنان والمنطقة ككل". وقال ان "الولاياتالمتحدة تواصل تشجيع الحكومة اللبنانية في سعيها نحو الديموقراطية وتطوير المؤسسات وإنماء للاقتصاد، وتدعم استقلال لبنان ومبادئه وسلامة أراضيه، وتتمسك بتحقيق سلام عادل وشامل ودائم لكل شعوب الشرق الأوسط". وأضاف كلينتون "فيما تتحضرون لمغادرة الرئاسة يمكنكم الاعتزاز بالتطور الفعلي الذي حققه لبنان خلال السنوات التسع ويطمئنكم الى أن الولاياتالمتحدة ستدعم لبنان وتؤيد توجهه الإيجابي الذي اسستم له. أسفت لسماعي بمرضكم وأتمنى لكم التعافي السريع". ونوّه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز بجهود الهراوي خلال تسع سنوات "لصون السيادة والاستقلال وإعمار لبنان وتوطيد الامن فيه". وعبّر ولي العهد السعودي النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء الأمير عبدالله بن عبدالعزيز عن الامنيات نفسها. وقال الرئيس الروسي بوريس يلتسين ان "الطريق التي سار فيها لبنان خلال الاستقلال لم تكن بسيطة وسهلة لكن الشعب استطاع تذليل المحن وعاد لبنان ليؤدي دوراً مهماً في المنطقة"، معرباً عن ثقته ان لبنان سيتمكن من تحقيق انجازات جديدة في دعم سيادته وإعادة وحدة اراضيه بروح اتفاقات مدريد ووفقاً لقرار مجلس الامن الرقم 425، معلناً تأييد روسيا الحازم له. وتمنى الرئيس الفرنسي جاك شيراك السعادة والازدهار للشعب اللبناني وقال ان "لبنان عزيز على فرنسا وأنا واثق ان علاقاتنا ستحافظ على قوتها الناتجة من التاريخ والاحترام المتبادل والمحن القاسية التي خضناها معاً وستستمر هذه العلاقات في النمو ضمن اطار الصداقة والثقة". وأكد الرئيس الجزائري اليمين زروال "الحرص على تعزيز علاقات التعاون بين البلدين وتضامن الجزائر الثابت مع لبنان في جهوده الحثيثة لاسترجاع أرضه المحتلة". وتلقى الهراوي ايضاً برقيات من الرؤساء المصري حسني مبارك واليوغوسلافي سلوبودان ميلوسيفيتش وملك إسبانيا خوان كارلوس وأمير موناكو رينييه. رسالة الإستقلال ووجه الهراوي مساء أمس رسالة الى اللبنانيين لمناسبة العيد "الذي يحل هذا العام قبل أيام من انتقال سدة الرئاسة الأولى الى الرئيس العماد اميل لحود الذي أتمنى له كل التوفيق والنجاح في مهماته وأوصيكم بالتعاون معه لاستكمال مسيرة لبنان". وأضاف "اننا رسمنا نهجاً أنقذ وطناً، وبعد تسع سنوات توطدت مسيرة السلام الوطني وتبلورت قناعات وطنية راسخة: حسمنا انتماءنا العربي الحر الذي يرفض التخاذل والتفرد. وبفضل دعائم الأخوة والثقة بيني وبين أخي الرئيس حافظ الأسد أرسينا روابط الأخوة والتعاون والتنسيق مع سورية الشقيقة على قواعد واضحة نعتبرها نموذجاً لإقامة التضامن العربي الشامل، وحسمنا خيارنا الإستراتيجي للسلام العادل والشامل متمسكين بتطبيق القرارات الدولية ومبدأ الأرض في مقابل السلام، ملتزمين تلازم المسارين اللبناني والسوري من أجل استعادة الأرض والكرامة، وعملنا بكل ما أوتينا من أجل تحرير الجنوب والبقاع الغربي، إذ لا تنازل عن ذرة من ترابنا وكرامتنا". وشكر لقوات الطوارىء الدولية عملها في جنوبلبنان، وقال "لا ثبات للإستقلال بلا الإستقرار الداخلي. طبقنا مقدمة الدستور كاملة، فعندما تبوأت سدة الرئاسة كان على أرضنا صراع الدم، واليوم تتنافسون من أجل الإعمار الأفضل". ونوه الهراوي بدور الجيش اللبناني وسائر القوى الأمنية في ترسيخ الاستقرار الداخلي والصمود في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، معرباً عن "الاعتزاز بمقاومتنا للإحتلال، فهي ليست ارهاباً على الإطلاق بل شهادة على أننا شعب يتمسك بحقوقه وكرامته وبما تنص عليه الشرعية الدولية"، واعتبر ان "لا معنى للاستقلال بلا الدولة الواحدة القائدة، وقد أعدناها واحدة، والمطلوب اليوم اعادة تنظيمها بما يلبي مسيرة السلام الوطني وحاجات المستقبل". وذكّر ببعض انجازات عهده من مثل الانتخابات النيابية البلدية واعادة الثقة بلبنان، قائلاً "أن الوطن يستطيع الكثير حين تصفو الإرادة الوطنية الواحدة وحين يلتزم المسؤولون الدستور والمصالح الوطنية العليا". وأوصى "بحماية الإنجازات وتطوير الأداء لأن الاستقلال يتنامى حين تجيبون عن سؤال هل تريدون بناء الدولة كما يجب أن تكون؟ سؤال يبقى في ضمائر الموالين والمعارضين، حتى نرى دولة المواطن والقانون التي هي فوق الأهواء وقبل المصالح الفئوية أو الشخصية أو المناطقية". وختم "ان الدولة هي ضمان العيش اللبناني الواحد والحرية والديموقراطية والنظام والقضاء النزيه العادل والآمال والأحلام والاستقلال". وسيوجه الهراوي مساء غد الاثنين كلمة وداعية الى اللبنانيين عشية تسليم السلطة الى الرئيس المنتخب. وأمس وضع ممثلون لرئيس الجمهورية ورئيسي المجلس النيابي نبيه بري والحكومة رفيق الحريري أكاليل على أضرحة رجال الاستقلال، وأقيمت احتفالات في ثكن الجيش اللبناني تلي خلالها "أمر اليوم". ووجه رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الإمام محمد مهدي شمس الدين من الكويت رسالة تهنئة الى اللبنانيين في العيد تمنى فيها "تحرير لبنان من رجس الاحتلال الصهيوني". ورأى النائب عصام فارس "ان الاستقلال ليس كاملاً ما دامت اسرائيل تحتل جنوبنا وبقاعنا الغربي"، معتبراً ان "نجاح العهد الجديد هو من مسؤولية الجميع، وهذا يتطلب تعاوناً معه". وأعلن سفير لبنان في بريطانيا محمود حمود، في كلمة في السفارة لمناسبة العيد، فأشاد بإنجازات عهد الهراوي. آملاً خيراً بعهد لحود معاهداً "على أن نقتفي خطاه وندعم خططه من أجل لبنان وقيام الدولة العادلة والقادرة". ودان الإعتداءات الإسرائيلية المستمرة على الجنوب والبقاع الغربي، محيياً صمود الشعب و"المقاومة الشريفة التي حافظت على كرامتنا وكرامة العرب في مقاومتها الاحتلال واستعادة الحقوق المغتصبة"