دعا وزير الخارجية الأمريكي كولن باول الى نزع اسلحة حزب الله رأس حربة المقاومة اللبنانية الذي تعتبره واشنطن مجموعة ارهابية واعلن ان سوريا بدأت بالتحرك ضد حركات فلسطينية وذلك في ختام جولة خاطفة شملت دمشق ثم بيروت.وأكد باول خلال وجوده في دمشق ولقائه الرئيس السوري بشار الاسد على ضرورة التكيف مع المعطيات الجديدة في المنطقة بعد سقوط نظام صدام حسين واستئناف عملية السلام الاسرائيلية الفلسطينية.واللقاء بين باول والاسد شكل انطلاقة حوار على اعلى المستويات بين البلدين بعد الحرب على العراق التي عارضتها سوريا.وبعد محادثاته في بيروت مع الرئيس اللبناني اميل لحود ورئيس الوزراء رفيق الحريري، دعا باول الجيش اللبناني الى الانتشار في جنوبلبنان على الحدود مع فلسطينالمحتلة ليحل محل حزب الله الذي يهدد أمن اسرائيل. وقال ان الولاياتالمتحدة تؤيد خروجا لما وصفه بالقوات الاجنبية من لبنان، قاصدا القوات السورية. وصرح في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية اللبناني جان عبيد: لقد حان الوقت لانتشار الجيش اللبناني في جنوبلبنان. واضاف انه نقل الى المسؤولين اللبنانيين قلق واشنطن العميق بسبب استمرار نشاط حزب الله في المنطقة وفي العالم. وترفض الحكومة اللبنانية الصديقة لسوريا نشر جيشها على الحدود مع فلسطينالمحتلة طالما لم تسحب اسرائيل قواتها من مزارع شبعا التي يطالب لبنان باستعادتها والواقعة على مثلث حدودي بين لبنانوسورياوفلسطينالمحتلة. وتدرج الولاياتالمتحدة حزب الله على لائحة المنظمات الارهابية. ويعتبر الحزب رأس الحربة في المقاومة ضد اسرائيل وقد أدت هذه المقاومة الى انسحاب مهين ومشين لجيش الاحتلال من جنوبلبنان في مايو 2000. واضاف وزير الخارجية الأمريكي ان الولاياتالمتحدة تدعم لبنان مستقلا ومزدهرا وخاليا من اي قوات اجنبية، في اشارة الى القوات السورية التي تحتفظ بحوالى 20 الف جندي في لبنان. وتتمتع سوريا بنفوذ سياسي كبير في لبنان ولم يثر باول علنا هذا الموضوع في دمشق، كما يرجح المراقبون. واعتبر باول أن واشنطن ملتزمة بالتوصل الى حل شامل للنزاع في الشرق الاوسط يأخذ بالاعتبار مصالح لبنانوسوريا. واعلن وهو في بيروت ردا على سؤال ان المسؤولين السوريين ابلغوه خلال محادثاته معهم في دمشق، انهم اقفلوا مكاتب عدد من "المجموعات الراديكالية" لكن بدون تحديد المنظمات المعنية. وقال انني اتوقع منهم ان يقوموا بالمزيد في ما يتعلق بدخول عدد من مختلف مسؤولي هذه المنظمات الاراضي السورية. وكان باول اعلن في دمشق انه سيبحث مع الرئيس السوري في موضوع المنظمات الفلسطينية المناهضة لاسرائيل والمتواجدة في سوريا، مشيرا من دون تسمية الى حركة المقاومة الاسلامية حماس وحركة الجهاد الاسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة الديمقراطية. ولم يعلق وزير الخارجية اللبناني على موضوعي حزب الله والانسحاب السوري الحساسين اللذين آثارهما باول. لكن قبل زيارة باول، اكد الرئيس اللبناني ان انتشار الجيش اللبناني على الحدود الجنوبية وانسحاب الجيش السوري من لبنان هما حصيلتان تلقائيتان للسلام العادل والشامل في منطقة الشرق الاوسط. ورفض وزير الخارجية الأمريكي في دمشق الاقتراح الذي تقدمت به سوريا اخيرا الى الاممالمتحدة والقاضي بجعل الشرق الاوسط منطقة خالية من اسلحة الدمار الشامل ليشمل بذلك تجريد اسرائيل من أسلحتها النووية، إلا أنه أعلن أنه موافق على المبدأ، قائلا أثناء توجهه للقاء الأسد: إن تخليص المنطقة من هذه الاسلحة هو هدف أمريكي بعيد المدى ولكن الوقت الآن غير مناسب لمناقشة هذا الموضوع. وجدد الاشارة الى اتهام واشنطنلدمشق بامتلاك برنامج لتطوير الاسلحة الكيميائية. كما تحدث عن اقفال الحدود السورية العراقية. واعربت واشنطن مرارا عن رغبتها بعدم تدخل سوريا في الشؤون العراقية. وذكرت وكالة الانباء السورية (سانا) ان المحادثات بين الرئيس السوري وباول كانت بناءة وصريحة وايجابية وان الطرفين اتفقا على متابعة الاتصالات. كما قال بيان صدر عن رئاسة الجمهورية اللبنانية إثر الزيارة ان المحادثات اللبنانيةالأمريكية اتسمت بالتفهم والايجابية. وقد تصدت قوى الامن اللبنانية لمظاهرة مناهضة للوجود السوري في لبنان خلال زيارة باول، ما ادى الى اصابة سبعة متظاهرين على الاقل بجروح وتوقيف عشرات آخرين، وفق ما افاد مصور وكالة فرانس برس. وطالب حوالي 200 متظاهر تجمعوا قرب وزارة الخارجية بخروج ما وصفوه بالاحتلال السوري من لبنان، حاملين أعلاما لبنانية وصورا لرئيس الحكومة السابق ميشال عون المناهض للحكومة السورية (1988-1989). وطالب المتظاهرون بتطبيق القرار الدولي 520 الصادر في 1982 بعد الاجتياح الاسرائيلي للبنان والداعي الى خروج كل القوات الاجنبية من لبنان والى احترام استقلال لبنان السياسي. وتوجه المتظاهرون بعدما منعتهم القوى الامنية من التوقف في محيط وزارة الخارجية، امام مبنى تلفزيون "ام تي في" المجاور المقفل منذ سبتمبر بموجب قرار قضائي، وقد كان منبرا للمعارضة المسيحية للوجود السوري في لبنان. الرئيس لحود خلال محادثاته مع وزير الخارجية الأمريكي