أكدت مصادر عراقية موثوقة ان الرئيس صدام حسين فوّض الى نجله الثاني قصي مزيداً من الصلاحيات التي يتمتع بها الموقع الرئاسي، وانه خوّله المراسلات الخاصة بديوان الرئاسة في خطوة تأتي "تخفيفاً للضغوط عن صدام وتدريباً لقصي على ادارة شؤون البلاد الداخلية في حال غياب الرئيس عن ممارسة اعماله بسبب وضعه الصحي او اختبائه في حال تعرض العراق لهجوم اميركي". وأضافت ان البريد الرئاسي والقضايا التي كان صدام يتولى بتها حوّلت الى قصي ابتداء من الشهر الماضي عدا "القضايا التي تتعلق بالأمن الوطني وادارة العلاقات الخارجية". وأوضحت المصادر ان سكرتير الرئيس عبد حمود أصبح يحوّل البريد الرئاسي اليومي والمراسلات الخاصة بصدام مباشرة الى قصي لبتها بحسب أمر تلقاه من الرئيس أوائل تشرين الاول اكتوبر الماضي. وكان قصي أصبح عضواً في القيادة القطرية لحزب "البعث" في أيار مايو الماضي ليقطع نصف الطريق الى خلافة والده الذي عيّنه نائباً له في المكتب العسكري للحزب الذي يشرف فعلياً على الجيش والطيران. كما ان اشرافه منذ 1993 على الحرس الجمهوري والاجهزة الامنية جعله يحكم قبضته على المفاصل الحيوية للحكم في العراق ويصبح مؤهلاً لادارة البلاد في حال غياب والده. الى ذلك أوضحت المصادر ذاتها ان وكلاء وزارة الخارجية المبعدين من مناصبهم قبل نحو شهرين بدأوا العمل في مواقع جديدة ابتداء من الشهر الجاري، فأصبح نوري اسماعيل الويس سكرتير الرئيس للشؤون الحزبية، ونبيل نجم التكريتي نائب رئيس ديوان الرئاسة، ونزار حمدون عضو مكتب العلاقات الخارجية في القيادة القومية للبعث، فيما أحيل رياض القيسي على التقاعد. وكان وزير الخارجية ناجي صبري الحديثي طلب من الرئيس في اوائل ايلول سبتمبر الماضي الاستغناء عن الوكلاء الاربعة والابقاء على الوكيل الحالي سعد عبدالمجيد الفيصل، فيما يبدو سفير العراق في المغرب عبدالجبار الدوري مرشحاً لموقع الوكيل الثاني لوزارة الخارجية. على صعيد آخر أ ف ب صرح وزير الخارجية العراقي لصحيفة "ايران نيوز" الايرانية انه "مستعد" لزيارة طهران "في اي وقت"، معتبرا ان "تطبيع العلاقات" بين طهران وبغداد بعد 13 عاماً على انتهاء الحرب الايرانية - العراقية "اولية قصوى" للحكومة العراقية. واعتبر صبري ايضا انه يجب "ايجاد حل نهائي" لمسألة اسرى الحرب التي تعيق تطبيع العلاقات بين البلدين.