اكدت مصادر عراقية موثوقة ان لقاءً عقد في بغداد بين عدي النجل الاكبر للرئيس العراقي صدام حسين وعمه السفير السابق للعراق لدى الاممالمتحدة في جنيف برزان التكريتي، في الايام القليلة الماضية، وضع "حدّاً نهائياً" لخلافات بين الشخصيتين البارزتين في العائلة الحاكمة في العراق. وكشفت المصادر ان هذه المصالحة بين عدي وعمه ستمهّد الطريق نحو منصب سياسي "مرموق" سيحظى به برزان التكريتي الذي عاد الى بغداد في كانون الاول ديسمبر الماضي بعد ثلاثة اشهر من صدور قرار انهاء عمله في جنيف، وعزا التكريتي هذا التأخير للاشراف على علاج زوجته، احلام التكريتي، شقيقة زوجة الرئيس الاولى ساجدة خيرالله، غير انها توفيت متأثرة بمرض السرطان فيما ظل اولاده في جنيف للدراسة. وكانت الانباء قد تضاربت حول ما سينتظر الاخ غير الشقيق للرئيس العراقي بعد عودته الى بغداد، ففي الوقت الذي اكدت فيه مصادر ديبلوماسية عراقية ان التكريتي يتمتع بكامل حريته وان لا قيود على تحركاته، وانه طلب فترة راحة وان تكليفه وظيفة اخرى أمر يقرره الرئيس صدام حسين، قالت مصادر عراقية موثوقة ان صدام اجتمع مرة واحدة ببرزان ودعاه كي يصبح مستشاره الامني. واكدت المصادر قيام السلطات العراقية بحملة اعتقالات لبعض العناصر المحسوبة على برزان وبخاصة اولئك الذين شغلوا او ما زالوا يشغلون مواقع في المخابرات ووزارة الخارجية. وتزامنت تلك الحملة مع وصول برزان الى بغداد. وكان مستشار امني في ديوان الرئاسة شغل من قبل منصب مدير امن بغداد وضابط برتبة عقيد في جهاز المخابرات اعتقلا بسبب "علاقتهما الوثيقة" ببرزان. كما اكدت المصادر ان محمد النجل الاكبر لبرزان كان خضع لتحقيقات من اجهزة خاصة في بغداد قبيل عودة والده اثر قيامه بالترويج لحديث عن منصب كبير سيتولاه والده، غير ان تدخل خالته زوجة الرئيس ساهم في الاسراع باطلاق سراحه. وكان الخلاف بين الرئيس صدام حسين واخيه غير الشقيق نشب عام 1983 حين كان برزان رئيساً لجهاز المخابرات وعلى اثر رفض التكريتي مباركة زواج ابنة الرئيس الكبرى رغد من حسين كامل الذي كان يعمل في الحماية الخاصة بالرئيس وعائلته. وأقال صدام حسين اخاه ليظل خارج الخدمة الحكومية حتى عام 1988 عندما اصبح برزان ممثلاً للعراق في مقر الاممالمتحدة الاوروبي في جنيف. واثر زواج عدي ببنت عمه وانفصاله السريع عنها حصلت جفوة بين الاثنين زادت مع انتقادات عدي الصريحة التي وجهها ودعوات وصفت ب "الليبرالية" كان التكريتي قد بدأ يعلن عنها في سلسلة مقالات نشرها في صحيفة "الجمهورية" الرسمية عام 1992، لتصبح تلك الجفوة عداء مكشوفاً بسبب اطلاق عدي النار على عمه الثاني وطبان ابراهيم التكريتي في آب اغسطس 1995 وكان يشغل حينها منصب وزير الداخلية وتسبب ذلك في بتر ساقه. وراح برزان التكريتي يصف عدي ب "التهوّر" و"الحماقة" في غير حديث صحافي مما رجّح تكهنات بأن عودة التكريتي الى بغداد ستكون مشابهة لعودة صهري الرئيس حسين وصدام كامل التي انتهت بمقتلهما في اواخر شباط فبراير 1996. وذكرت المصادر العراقية ان المصالحة التي لم يكن برزان يريدها مع عدي تمت بأوامر مشددة من الرئيس. واكدت ان انشغال برزان بالعمل في الزراعة والتجارة حالياً وعبر وكلاء في غير عاصمة عربية واوروبية لا يلغي سعيه الى ان يعود لموقع متنفذ في الحكومة العراقية.